الحلنقي بين الانحدار والقمه ...
إن الشعب السوداني الذي تفاعل مع أشعارك يستحق منك الوقوف معه في محنته و مداواة بعض جراحه بدلا عن كتابات تجرك إلى إنحدار سحيق و تخصم من رصيد حبهم لك. لن أفهم أن يكتب من هو مثلك في هذا الوقت العصيب مقالا بعنوان (ما الذي أضحك الرئيس ناصر).
عندما يتلفت الإعلام العربي إلى أن كلبة بوش فقدت جروها .. أو أن مغنية راب ما حلقت (صلعة) و أن سيارة الرئيس أوباما تعطلت فإني لا أملك غير أن أنعت مثل هذا الإعلام بالتافه في تعاطيه مع مشاهديه. و عندما تكتب بانحدار لا أقدر على وصفك بما وصفت به الإعلام العربي و لكني أدرج ما تكتب في قائمة ما ذهب إليه ذلك الإعلام الأصفر.
أسديك نصحا أيها الشاعر الكبير أن تفرق بين ما تقوله في القعدات الخاصة و بين ما تكتبه لعامة الناس. و أرجوك لا تراهن على سطحية و خفة العقلية السودانية أن كل ما يأتي منك يتقبله .. رهانك حتما خاسر. و اسديك نصحا بالصمت حين تحس أنك خواء فلن يعاتبك أحد بل نظن بك خيرا أن ستأتنا بعجيبة من تلك الفرائد.
دونك الراحل محجوب شريف .. و دونك هاشم صديق و أزهري محمد علي و كثير آخر لم يتزلفوا من أجل التلميع الإعلامي و لا انحنوا لجبروت السلطان و لا اهتموا بهوامش القضايا على حساب ما يعانيه البلد و شعبه.
قد أكون قسوت عليك و لكن ليس بمقدار ما فعلت في كتاباتك الأخيرة. إن أنا غفرت لك كثرة الطلة على التلفاز أو أن يتغنى بقصائدك بعضُ بعضٍ من مطربين و مطربات، لن أقدر أن أسامحك لتلفتني إلى ضحك ناصر بينما جروح غائرات تنزف في جسد بلادي.
أرجوك اجعل من تعليقات القراء بوصلة لوجهة الكتابة لديك فعزيز علينا أن نشفق عليك بدلا من الفخر بك.
وسوم: العدد 692