شعوب من سراب
كمال حسن زكي
شعوبٌ كاالأمواج .. أصابهم إرتجاج.. من تلاطم الصخور .. فيعود خائباً مقهور.. إنها صخورٌصماء عمياء .. لايفعل الماء فيها كما يفعل بشعوبهم السفلاء فتزبد وتفور ثم تزبد باحثةً لها عن مخرج منه تخرج.. دون جدوى فتركن وتهمد.. لتكون بخار ثم تصعد.. تحلق وتعلو مترفعة في إرتقاء بسكنها الجديد وتركراره المتعدد المديد مع الأخيار.. بعيداً عن الفجّارلتحسبه إستقرار.. فتستقر في السماء.. بين الأولياء .. بعد ذلك تكون غيوماً متلبدة جبالاً متراكمة فيتساقل منها الهواء .. لتهوي الأمطار باكيةً بسخاء من بعد لمعانٍ يخطف الأبصار ورعدٍ مجللٍ صوته جبار .. حينها تعود لتطهير الصخور من صلابتها العمياء لتفتتها إلى رمال وتصنع منها أجيال فتلتحم لتلتئم بالماء .. ثم تكون شواطئ ذهبية ليس فيها عداء ً ولا أذية .. تلاطف الماء .. والماء يلاطفها حين تلامسه ويلامسها .. كأنه يراقصها .. ثم تعود العاصفه لتعصف ويفور التنور ليقذف حمماً جهنيمة الأركان .. تلحق بهم من مكانٍ لمكان لتحرق الجميع .. المحسن منهم والوضيع .. وإن لفظت النّار المجرمين الأشرار .. حرصاً منها على طهارتها .. سيبتلعهم الزمهرير والصقيع .. لتعود البرائه تعمّ الأرض .. في الطول والعرض .. كما براءة طفل رضيع.