عبارة " انتهى الكلام " تعني لا عودة من بعد إليه في منطق الرجال

محمد شركي
mohammed.said.chergui@gmail.com

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة كلمة رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات الأخيرة ، وقد جاءت ردا على بلاغ الأحزاب الأربعة الأخير وهو جواب واضح  لا يقبل أي تأويل عن سؤال وجهه زعيم حزب المصباح إلى زعيم حزب الحمامة . فسؤال بنكيران كان كالآتي : سيقتصر أمر تشكيل الحكومة على الأحزاب التي تشكلت منها الحكومة السابقة ،فما رأيك يا سيد أخنوش ؟ والجواب عن هذا السؤال كان عبارة  عن اجتماع حزب الحمامة مع حزبين لم يكونا ضمن التشكيلة الحكومية السابقة . ولقد جاء جواب أخنوش عمليا لا لفظيا ، ولا معنى لعبارة السيد بنكيران  : " المنطق يقتضي أن يكون لكل سؤال جواب " لأنه سؤاله كان له جواب حال لا جواب مقال، وبهذا لم يختل المنطق كما اعتقد . والسيد أخنوش أجاب السيد بنكيران بالطريقة التي أجاب بها هارون الرشيد ملك الروم  " الرأي ما ترى لا ما تسمع ". لقد كان اجتماع الأحزاب الأربعة حمامة، وسنبلة ،وحصانا، ووردة جوابا شافيا كافيا ، وكان رد بنكيران عليه واضحا ودالا من خلال عبارة " انتهى الكلام " . وهي عبارة درج المغاربة على استعمالها حين تصل المفاوضات إلى طريق مسدود . ولا عودة للكلام بعد انتهائه إذا ما التزم قائل هذه العبارة بالمنطق الذي تساءل عنه حين طرح سؤاله على الذي أجابه بالحال لا بالمقال . ولئن عاد صاحب عبارة " انتهى الكلام " إلى الكلام من جديد فإنه  سيعرض بمصداقيته ،لأن  الثقافة المغربية تعتبر الرجوع إلى الكلام بعد الإعلان عن انتهائه موقفا صبيانيا لا يليق بالرجال . وعبارة " انتهى الكلام " تعتبر في حكم عبارة الطلاق إذ يحصل مع التفوه بها الطلاق  حتما ، وهي من العبارات التي لا تقبل الهزل ، ويعتبر هزلها جدا .وعلى السيد رئيس الحكومة أن يغضب لكرامته وكرامة حزبه وكرامة من صوتوا عليه  بعد كل ما لحقه من إهانة لم تلحق رئيس حكومة من قبل . وعليه أن يعود إلى بيته مرفوع الرأس مصون الكرامة ،مخلفا وراءه الذين استهدفوه في حالة شرود أمام الشعب ، وقد سقطت أقنعتهم ، وافتضح أمرهم . وإذا ما فعل فإنه سيدخل التاريخ من أبوابه الواسعة ، وإن عاد إلى الكلام مرة أخرى وقد أعلن عن انتهائه فإنه سيصير أضحوكة عند الذين استهدفوه ، وأمام الشعب وأما التاريخ . لقد فاز حزبك  يا سيد بنكيران بالرغم من الظروف التي مرت فيها الانتخابات والتي لم تخف على الشعب ، وفي ذلك دليل على إرادة الشعب التي لا يمكن أن تكون فوقها إلا إرادة الله عز وجل، فلماذا تقبل الدنية والمهانة ،  ومعك إرادة الشعب التي هي من إرادة الله عز وجل ،وحزبك يدعي المرجعية الدينية التي لا تقبل دنية ؟ عد إلى بيتك عزيزا مصونة الكرامة " أصاحبي " كما يقول المغاربة فالعزة بالله والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، ودع  الذين أرادوا أن يصنعوا من الديمقراطية حساء على ذوقهم  يعدون حساءهم  كما شاءوا، وانتهى الكلام  والسلام.

وسوم: العدد 702