سقطت حمص الوليد بأيدي الصفويين لإهمالنا أمرين أمرنا بهما رب العالمين

سقطت حمص الوليد بأيدي الصفويين

لإهمالنا أمرين أمرنا بهما رب العالمين

ياسر عبد الله

من واجب كل ثائر حر أن يوجه تحية إجلال وإكبار لأبطال حمص العدية الذين صمدوا على حصارهم الأسطوري لأكثر من سنتين أمام أشرس نظام دموي عرفته البشرية يسانده مثلث الإجرام روسيا وإيران وحزب الشيطان مساندة لم يعرف تاريخنا الحديث لها مثيلاً، فقد دعموا آل الاسد بكل مايستطيعون من رجال وأموال وزودوهم بخبراتهم ومعداتهم العسكرية  لمشاركة الطاغية بشار في محاربة وقتل أبناء الشعب السوري السني  في كل مدينة وقرية منذ بداية الثورة وليومنا هذا ...

بينما مناصرو الثورة السورية من قادة دول العالم  قدموا للشعب السوري بعض الدعم الإغاثي وجلسوا وراء الشاشات يتابعون المجازر اليومية التي أصبحت مشاهدتها أشبه ماتكون من مشاهدة مسلسل مكسيكي لايعلم أحد متى ينتهي ... يحزنون تارة ... ويستنكرون ويشجبون بتصريحاتهم للإعلام تارة أخرى ....

فلم يكترث الثوار والشعب السوري الحر للدول الداعمة  للأسد ولا للمناصريين لهم بالكلام المعسول ولم ينتظروا وعودهم التي سئموا من سماعها مرارًا وتكرارًا فقالوا قولتهم التي سيسجلها لهم التاريخ : يا الله ... مالنا غيرك يا الله وقرروا مواجهة الطاغية المجرم الأسد بالسلاح للدفاع عن أنفسهم وعرضهم وأرضهم ومضوا في مواجهتة معتمدين على رب العالمين أن يحقق لهم النصر في ثورتهم ولكن أهملوا امرين هامين أمرهم بهما الله تعالى:

 (واعتصموا بحبل الله جميعا)  (ولا تفرقوا)

-        الأمر الأول: لم يتفقوا على قيادة عسكرية وسياسة موحدة ، فهناك مئات من الفصائل والكتائب المقاتلة ما إن تتوحد مجموعة من تلك الفصائل حتى ينشق عنها عدة فصائل أخرى مع الإعلان عن تشكيل فصائل جديدة بين فترة وأخرى وكذلك هو الحال للقيادات السياسية .

-        الأمر الثاني: تعزيز تفرقنا ليصبح التعصب للمناطق والأحزاب هو السائد بين الثوار فيعتبر كل فصيل مقاتل بأن ماحصل عليه من تبرعات لشراء الأسلحة أو ماحصلوا عليه من غنائم من النظام خاص بحزبه ومنطقته وهذا ينطبق أيضا على مايصلهم من التبرعات الإغاثية.

فهل نواجه أنفسنا ونعترف جميعًا باخطائنا القاتلة التي أفرحت النظام الأسدي واستغلها أسوأ استغلال ليقضي على المدن الثائرة منفردة وينتصرعليها ليتحقق حلم الصفويين وآل الأسد بسقوط بقية المدن الواحدة تلو الأخرى لا قدر الله لتسقط معها الثورة بشكل نهائي ليبقى الشعب السوري عقودً طويلة تحت حكم آل الاسد و الصفويين ليحكمونا كما يخططون للأبد بعد كل ماقدمه الشعب السوري من التضحيات الجسام؟ أم نتدارك أسباب تأخر النصر ونمتثل لما أمرنا به الله تبارك وتعالى؟ لنوحد صفوفنا ويكون أبناء سوريا كالجسد الواحد يمثلهم كيان سياسي وعسكري وإغاثي موحد!! نسأل الله أن يوفق الثوار لذلك.

 ليرجع أحفاد بن الوليد الى عاصمتهم ويجتمعوا عند قبرسيف الله المسلول سيدنا خالد ليقولوا للعالم أجمع: هاهم أبناء سوريا الأحرار اتحدوا على قلب رجل واحد وسيبقى شعارهم

ياالله ... مالنا غيرك يا الله قولاً وعملا ... وبتوحدهم سيهزمون آل الأسد والصفويين من جميع الأراضي السورية وسيبقى أبناء سوريا متحدين في ثورتهم حتى يتحقق النصر وسيبنون سوريا من جديد بعيدين كل البعد عن المناطقية والحزبية بعون من الله وما ذلك على الله بعزيز.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعًا الإخلاص في القول والعمل وأن يعين الثوار الأحرارعلى تحمل مسؤولياتهم ونسأله جل علاه أن يكتب الأجر للمخلصين الذين ناصروا أهلنا منذ بداية الثورة على أحسن وجه فقدموا أموالهم وأنفسهم وأولادهم لنصرة الشعب السوري إرضاء لله لا ينتظرون من أحد جزاء ولاشكورًا وأن يخلف الله عليهم في الدنيا والآخرة.