الاستيطان ولعب نتنياهو قبيل لقاء ترامب

أقر ثنائي الارهاب نتنياهو ليبرمان بناء 2500 وحدة استيطانية في مناطق مختلفة م الضفة الغربية والقدس، قبيل ترتيبات اللقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي ترامب.

السلوك السياسي الإسرائيلي في هذا الجانب معروف بشكل عام، يستغل ما يعرف بترتيب الأوراق في فترات الفراغ العالمية ومنها المراحل الانتقالية في الرئاسة الأمريكية، لتحقيق أهداف في الوقت بدل الضائع.

أهداف نتنياهو التي يسعى لتحقيقها كثيرة وخطيرة في هذه المرحلة أهمها:

أولا: رفع مستوى البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس بشكل كبير دون أي معيقات.

ثانيا: الدفع الكبير باتجاه نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس والضغط في هذا الجانب.

ثالثا: تفريغ أي توجه سياسي مناهض لإسرائيل عبر الدفع بالتدخل الأمريكي المعهود.

رابعا: الدفع بتبني الولايات المتحدة رأي إسرائيل في ملفات أيران والحرب في سوريا .

هذه القضايا تأتي في سياق دخول الإعلام الأهم داخل إسرائيل(القناة الثانية والعاشرة، هآرتس) في مواجهة نتنياهو والحديث الموسع عن ملفات الفساد التي تغرق فيها أسرة نتنياهو والأخير شخصيا.

لذلك يحاول نتنياهو الدفع بملفات الجدل على الساحة العالمية والداخلية للتغطية على ما بات يعرف الآن بملفات المتابعة إعلاميا (ملفات فساد نتنياهو).

هذا النوع من اللعب يجيده نتنياهو ويجيد معه ارباك المشهد العام، عبر خلق ازمات تحرف المجتمع والسياسية الإسرائيلية عن مساراتها لصالحه، بل يمكنه إدخال الكيان في أزمات كبيره.

هذه الخلفية المتواضعة عن نتنياهو تجعلنا كخبراء في في الشأن الصهوني إظهار تخوفات على صعيد القفزات التي يمكن القيام بها خاصة في ظل حكومة مرتهنة لإرادته، والتي يمكنها الانعكاس على الواقع الأمني في الضفة الغربية، واستهداف الداخل الفلسطيني، ثم غزة، وحتى الجبهات المحيطة بالكيان، كما سيحمل كل هذا الحديث للقاء اترامب الذي سيوافق لنتياهو على الكثير.

الحديث هذا يلزم الحركات والمؤسسات الفلسطينية اليقظة ووضع رؤية تحد من خطورة المشهد في حال الرعونة الإسرائيلية.

حديثنا عن نتياهو وشكل سلوكه يجب أن لا يحرف الفلسطيني عن جدية الخطورة التي سيتسبب بها بناء ال 2500 وحدة استيطانية، سواء في مساحة توزيعها وتركزها في القدس والضفة الغربية، الأمر الذي يعني زيادة عدد المستوطنين، المزيد من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى الدفع باتجاه توسيع ما بات يطلق عليه العشوائيات من المستوطنات.

المتابع لتوجهات مجالس المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، يدرك أن المرحلة القادمة ستشهد ضخ بناء في نحو 100 مستوطنة وعشوائية، بحيث ستكون المناطق الأكثر استهدافا المستوطنات المحيطة في القدس بالإضافة إلى مناطق الخليل التي يسعى الكيان لتأسيس ما يعرف بأكبر منطقة صناعية للالتفاف على مدعوات المقاطعه الأوروبية، كما و يوفر على الكيان دخول الفلسطيني للداخل، عدا عن مشروع القطارات الخطير في مدينة القدس.

العام الجاري سيعد الأخطر في ملف الاستيطان على ما يبدو الأمر الذي يجعل القيادة الفلسطينية مطالبة بأخذ خطوات جوهرية منها العودة لخيارات المصالحة ووقف التنسيق الأمني، حسم التوجهات من المقاومة وأشكالها.

للاسف هذا الأمر غير مشجع حتى الساعة، وما يرشح من معلومات مؤكده لدي من أن الواقع السياسي الفلسطيني يسير في هلامية كارثية سيحقق بسببها الاحتلال ما يريد.

العجز الفلسطيني وعدم توفر الإرادة، حضور الذاتية المصلحية عند البعض على حساب الملفات الوطنية سيجعلنا ملاسقين للأزمة القائمة، لذلك اذا سمعتم حديث عن مصالحة وترتيب بيت فلسطيني إعلموا أننا أمام مراكمة لكذب استغفل فيه المجتمع الفلسطيني طويلا.

وسوم: العدد 704