المخيمات الفلسطينية شامة مقاومة وفداء
حاول البعض في المرحلة الأخيرة سرقة المخيمات الفلسطينية لصالح تجاذبات سياسية لفرض معادلة وجوده، كما حاول بعض آخر تشويه المخيمات وأهلها عبر الصاق تهم الانفلات الأمني ، متناسين حقيقة مهمة بأن المخيم وأهله كانوا على مدار الثورة الفلسطينية الحاضن للمقاومة الفلسطينية منذ انطلاقها، كما كانوا أهل كباقي المناطق الفلسطينية الحالة الجماهرية الدافعة للمقاومة والمشاركة فيها.
نذ كر في هذا المقام الحضور المقاوم لمخيمات لبنان و التي شكلت العنوان الأبرز للمقاومة الفلسطينية منذ ستينيات القرن الماضي، حيث كان للمخيم تأثير واضح على مساحات الفعل الفلسطيني وتكوين الكتائب المقاتله، هذه الحالة كانت أيضا في مخيمات الأردن، وسوريا، حيث تحول المخيم إلى حاضن مركزي للتشكيلات العسكرية، وكان أهل المخيمات الطليعة المقاتلة المهمة، كما تحملوا عبئ انقلاب الأنظمة العربية على الحالة الفلسطينية فدفعوا بذلك عشرات آلاف الشهداء.
الواقع هذا كان أيضا في المخيمات الفلسطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث شكل المخيم في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، العلامة الفارقة والمهمة في الثورة الشعبية، فظهرت أسماء المخيمات كلها كعناويين للتصعيد والمواجة، بل حضرت كأهم المناطق التي شكلت الحاضن اللوجستي للاداء المقاوم الفلسطيني.
هذا الحال أيضا كان في انتفاضة الأقصى، حيث برزت المخيمات بدور محوري من خلال عدد الاستشهاديين، والمقاتلين، وحتى قيادة المقاومة والأسماء في ذلك كبيرة، لا يمكننا في ذلك تجاوز ملحمة مخيم جنين.
هذا التواصل النضالي مع التاريخ كان حاضرا في انتفاضة القدس، الذي برزت فيه مخيمات قلنيديا أهم مناطق المواجهة، عدا عن جنين وعايدة والدهيشة.
من يتابع الاعلام الصهيوني كان يدرك أن للمخيم صورة نمطية أثرت على المشهد المقاوم، إذ كتبت صحيفة يدعوت أحرنوت أكثر من تحليل عن المخيمات الفلسطينية، والتاي اعتبرت المخيماتالبيئة الأمنية الأكثر تعقيدا في مواجهة الاحتلال.
على سبيل المثال أيضا لا الحصر القناة الثانية العبرية كان لها تقارير خاصة عن المخيمات قبل انتفاضة القدس، حيث نقلت القناة عن مسؤول أمني كبير قوله" إن المخيمات الفلسطينية قنبلة تنفجر في وجوهنا، كلما حاولنا الاقتراب منها".
عشرات التقارير والأبحاث الأمنية تحدثت عن المخيمات ودورها المقاوم لذلك كانت الرؤيا الصهونية في التعاطي مع المخيمات تتمثل في الآتي:
أولا: الضغط على البيئة المجتمعية في المخيمات الفلسطينية من خلال تعميق ضعف البنية عبر وسائل مختلفة منها الاقتصادي والاجتماعي.
ثانيا: ترسيخ حضور الجريمة في المخيم من خلال شبكات العملاء وتجار المخدرات.
ثالثا: تفريغ المخيم من الشخصيات المؤثرة عبر الاعتقال والتغيب عن المخيمات الفلسطينية.
رابعا: بث روح الفتنة والتفرقة بين المخيم والمناطق المحيطة به كالمدينة والقرية.
خامسا: تشويه صورة المخيم لما يمثله من حالة نضالية عبر اثارة ما يعرف بصورة الخاوات والزعرنة عن أهل المخيم.
وفق ذلك، كان لا بد من أتعي لجان المخيمات والقيادات فيه أهمية المخيم وما يشكل من رافعه وطنية مهمة، كما على السلطة والفصائل فهم ذلك والعمل على جملة من المتغيرات المهمة:
أولا: تفكيك بعض الفطريات التي تشكلت على جدار المخيم والتي تسبب بعضها التشويه لهذا المكون المهم في الحالة الفلسطينية.
ثانيا: ابتعاد بعض القيادات البكتيرية عن استخدام المخيمات في صراعاتها، وضرب هذا المنهج من خلال الوقوف في وجهه.
ثالثا: دعم المخيمات من الناحية الفعلية كبناء مراكز ومشاريع تهتم بالجيل الشاب الذي يعد خزان وطني مهم.
رابعا: على السلطة تفكيك ملفات التوتر التي دفعت المخيمات في أكثر من مرة للانفجار,
خامسا: مهم للمخيمات أن تلفظ الخبث الذي فيها عبر ضرب كل مشوهي المخيمات بالقوة الوطنية الجامعة.
نكتب هذا الحديث في ظل ملحمة مخيم جنين الليلة الماضية، والتي تؤكد عبر الشهيد أبو خليفة ثبات الحالة الوطنية التي عليها المخيم الفلسطيني، الذي نشتم من حواريه وزقاقه رائحة الاباء الوطني المقاوم.
لمن لا يعرف المخيم الفلسطيني فيه أمة من الانفة والاباء والكرم والرجولة تعرفها حين تدخل بيوتها وتعامل أناسها.
وسوم: العدد 705