موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية 158
(158) دور بوش الأب في اغتيال الرئيس جون كنيدي وشقيقه روبرت كنيدي
ملاحظة
هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.
"13 وثيقة عليك قراءتها حول اغتيال الرئيس جون كنيدي: أغربها وثيقة تصعيد في فيتنام كتبت قبل يوم من اغتيال كنيدي (أي أن من وقعها يعرف أن كنيدي سوف يُقتل غدا!!) وأخرى موجهة إلى بوش كعميل للوكالة عام 1963 في حين كذب تحت القسم أمام الكونغرس عام 1976 بأنه لم يعمل فيها"
الصحفي الأمريكي
راندولف بنتسون
"روبرت كينيدي "بوبي" تفهم الوضع. كان يعلم أنه كعضو في إدارة التستر لا يستطيع أن يفعل شيئا حيال ذلك. ومع ذلك، كان يعلم أنه إذا فاز بالرئاسة، فإنه سيستطيع محاسبة العناصر الأمنية المسؤولة عن اغتيال شقيقه. كان شقيقه قد أخبره أنه بعد إعادة انتخابه سوف يقوم "بتمزيق وكالة الاستخبارات المركزية إلى ألف قطعة". وعندما دمرت حرب فيتنام الرئيس ليندون جونسون، ظهر بوبي كينيدي كرئيس قادم للولايات المتحدة.
اغتيل بوبي كينيدي مساء اليوم الذي فاز فيه بالانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا. اتهم "سرحان سرحان" بجريمة الاغتيال هذه. كان سرحان واقفا أمام بوبي كينيدي. كان لديه مسدس بثماني طلقات، أطلق منه النار. لقد أصاب بول شراد، الذي كان يقف بجانب كينيدي. لكنه لم يصب كينيدي.
روبرت كينيدي، وفقا للأدلة الطبية وشهود العيان قتل من طلقات جاءت من الخلف وأصابت الجزء الخلفي من رأسه".
للكاتب الأمريكي
د. بول كريغ روبرتس
المحتوى
_____
(تمهيد : علاقة جورج بوش- وكالة المخابرات المركزية هي التي قامت بالعملية!- وكالة المخابرات المركزية لديها كل الدوافع للقضاء على كينيدي- الوقوف ضد حرب فيتنام وإقالة مدير وكالة المخابرات ألين دالاس- كنيدي أقال الن دالاس .. فصار عضوا في لجنة التحقيق في اغتياله!!- كيف تدخل جورج بوش في عملية الاغتيال؟- هل يستطيع بوش إنكار هذه الوثيقة السرّية ؟- أدلة أخرى على أن بوش الأب هو المتورّط في الوثيقة السرّية- بوش يشهد زورا أمام الكونغرس- والرئيس نيكسون يعترف- جورج بوش يبدأ تجنيد الكوبيين لصالح وكالة المخابرات المركزية في عملية خليج الخنازير- وهذه أسرار جديدة عن عملية اغتيال الرئيس كنيدي ودور جورج بوش فيها- 13 وثيقة عليك قراءتها حول اغتيال الرئيس جون كنيدي: أغربها وثيقة تصعيد في فيتنام كتبت قبل يوم من اغتيال كنيدي (أي أن من وقعها يعرف أن كنيدي سوف يُقتل غدا!!) وأخرى موجهة إلى بوش كعميل للوكالة عام 1963 في حين كذب تحت القسم أمام الكونغرس عام 1976 بأنه لم يعمل فيها- تقرير لجنة وارين هو محاولة تستّر على مقتل كنيدي مثل تقرير لجنة هجمات 11 أيلول المفبركة- قتلوا روبرت كنيدي لأنه عرف من قتل شقيقه- روبرت كنيدي لم يُقتل برصاصات سرحان سرحان من الأمام بل برصاصة من الخلف- الرئيس كنيدي نقل عدوه رئيس الأركان ليجعله – دون أن يدري – مسؤولا عن لجان اغتياله في أوروبا- ملاحظة حول مصادر هذه الحلقات)
تمهيد : علاقة جورج بوش
________________
يتحدث الصحفي "مارك تيرنر" عن دور بوش الأب في عملية اغتيال الرئيس الأمريكي الشعبي جون كنيدي فيقول :
"في هذا اليوم وهذا العصر حيث بعض الناس لا يعرفون حتى إسم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه ليس من المستغرب أن معظم الناس ليس لديهم معرفة بصلات جورج بوش الأب الممكنة باغتيال الرئيس جون كينيدي. هذه العلاقة لها جذورها في عمل بوش "السابق" مع وكالة المخابرات المركزية. وكما نقل عن عملاء المخابرات المركزية الأمريكية في الماضي، فإنك لا يمكن أن تترك الوكالة أبدا.
وكالة المخابرات المركزية هي التي قامت بالعملية!
_____________________________
وضع العديد من الباحثين اللوم في مقتل جون كنيدي على وكالة المخابرات المركزية. وأسهل طريقة لاستبعاد المافيا أو الجماعات غير الحكومية الأخرى هو أن ننظر إلى عملية التستّر التي شاركت فيها الحكومة على مر السنين. إذا كان زعيم المافيا "كارلوس مارسيلو" قد أمر حقا بالضربة، هل كان بإمكانه أن يجعل وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي يخفيان الكثير من الأدلة عن الجمهور لهذه الفترة الطويلة؟ هل كان بإمكانه أن يقلل الاحراءات الأمنية كي تتم عملية الاغتيال؟ هل كان بإمكانه أن يأمر بإيقاف النظام الهاتفي في العاصمة واشنطن عن العمل لمدة ساعة فور وقوع إطلاق النار على الرئيس؟ هل كان بإمكانه أن يقنع "لجنة وارين Warren Commission" بإطلاق مثل هذه الرواية الرسمية الغبية عن عملية الاغتيال؟
بالطبع لا. تنفيذ العملية ثم القيام بعملية التستّر حصل من داخل الحكومة وليس من خارجها.
وكالة المخابرات المركزية لديها كل الدوافع للقضاء على كينيدي
_____________________________________
يبدو أن وكالة المخابرات المركزية لديها كل (وأفضل) الدوافع للقضاء على كينيدي. خلال فترة رئاسة أيزنهاور، وضعت وكالة الاستخبارات المركزية خطة لغزو كوبا في خليج الخنازير. كان يُعتقد أن المواطنين الأمريكيين بمجرد أن يسمعوا بالهجوم سوف ينضمون إلى حملة إسقاط كاسترو. تم تدريب الكوبيين السابقين من قبل وكالة الاستخبارات المركزية وحكومة الولايات المتحدة وزُوّدوا بالأسلحة ووسائل النقل اللازمة. وبما أن الرئيس إيزنهاور كان بالقرب من نهاية ولايته، أبقى الخطة معلقة بحيث أن الرئيس الجديد لن يضطر للتعامل مع أية مشكلات قد تنشأ من مهمة الغزو.
عند دخوله المكتب الرئاسي قرّر جون كينيدي أن حاجة الخطة لـ 16 طائرة من شأنها أن تكشف بوضوح الدعم الأميركي للمؤامرة. وكانت الخطة تأمل في أن التدخل الأميركي لن يصبح معروفا للعالم. لكن استخدام 16 طائرة سيجعل الدعم الأميركي واضحا للجميع. قلل كينيدي عدد الطائرات الى ست فقط. ومع اقتراب موعد الغزو، قرر كينيدي الوقوف ضد الخطة، وأعلن في الصحف أن الولايات المتحدة لن تغزو كوبا بجيشها.
لكن وكالة المخابرات المركزية مضت قدما في تنفيذ الخطة وسرعان ما وجدت أن الأمور لا تسير على ما كانوا يأملون فيه. طلبوا المزيد من الطائرات، ولكن قيل لهم أن عليهم أن ينتظروا إلى أن يسيطر المتمردون على مطار كوبي، عندها، يمكن أن تُرسل الطائرات وسيكون تفسير ذلك هو أنها طائرات سيطر عليها المتمردون من المطار الكوبي وقد دخلت حيز الاستخدام. الثوار المدعومون من قبل وكالة المخابرات المركزية لم يستطيعوا تحقيق هذا الهدف وهُزموا بسرعة. لم ينضم مواطنو كوبا أبدا إلى المتمردين في المعركة. وكالة المخابرات المركزية، كما تم الكشف عن ذلك في كتب كتبها المشاركون في الغزو، ألقت اللوم على الرئيس كينيدي في الهزيمة. في الكتب إشارات واضحة تكشف عن كراهية عميقة للخيانة المتصورة.
الوقوف ضد حرب فيتنام وإقالة مدير وكالة المخابرات ألين دالاس
______________________________________
وفي وقت لاحق، شكل كينيدي لجنة لإبقائه على اطلاع على ما يجري في فيتنام. كان التدخل الأمريكي ما يزال منخفضا عند هذه المرحلة، ولكن كينيدي كان قلقا. وقد نقل عنه قوله انه لا يمكن تبرير إرسال الشباب الأميركيين في نصف المسافة حول العالم لمحاربة الشيوعية في حين أنها موجودة الى الجنوب من ولاية فلوريدا في كوبا. كان واحدا من أعضاء الفريق هو "ألين فوستر دالاس"، رئيس وكالة المخابرات المركزية الذي أمسكه كينيدي بأكاذيب مختلفة فقام بإعفائه من منصبه. وحقيقة أن وكالة الاستخبارات المركزية قد استمرت بتدريب الكوبيين لغزو آخر إلى أن بعث كينيدي أخيرا عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي لتفريق معسكراتهم ومصادرة أسلحتهم هو سبب آخر للإقالة. تم إعفاء مسؤولين كبار آخرين في وكالة المخابرات المركزية، أيضا، بما في ذلك شقيق عمدة دالاس. غيّر كينيدي قواعد العمل في وكالة المخابرات المركزية بحيث صار عليها الحصول على الموافقة على أي عمليات سرية مستقبلية من "روبرت كينيدي".
بسبب المشاكل المستمرة مع وكالة المخابرات المركزية وتدخلها المستمر في مسائل لا تخصها، أعلن كنيدي انه على وشك أن يحطم وكالة الاستخبارات المركزية إلى ألف قطعة ويبعثرها للرياح. حتى الرئيس السابق ترومان، الذي كان قد أنشأ وكالة المخابرات المركزية، أعلن عن مخاوف بشأن سلوك الوكالة. وعلى ما يبدو فإن كينيدي ترك مهمة تدمير الوكالة إلى الانتخابات المقبلة، لكنه بدأ بسحب قواته من فيتنام، وهو الأمر الذي لم يرق لوكالة المخابرات المركزية. واحد من أول القرارات التي اتخذها جونسون بعد أن حل محل كينيدي كرئيس هو زيادة التدخل الأميركي في فيتنام. ويبدو أنه كان يملك شركة الخطوط الجوية التي تم التعاقد معها لنقل القوات جوا ذهابا وإيابا عبر المحيط الهادئ، ولكن هذا أمر آخر.
وفي وقت لاحق، قام "هوارد هانت"، نيابة عن وكالة المخابرات المركزية، بتزوير برقيات لفبركة تورّط جون كينيدي في اغتيال رئيس فيتنام الجنوبية، نغو دينه ديم. لذلك، صار من الواضح أن وكالة الاستخبارات المركزية تكره كينيدي، ولديها الوسائل لتنفيذ عملية اغتياله والتستر عليها. ومن المعروف أنهم أقنعوا لجنة وارين المكلفة بالتحقيق في الاغتيال بأن الاتحاد السوفياتي وكوبا قد قتلوا كينيدي. أخافوا أعضاء اللجنة بالاعتقاد أن الكشف عن هذا للرأي العام الأميركي من شأنه أن يؤدي إلى حرب نووية يُقتل فيها الملايين. ولتعزيز هذه النظرية، فبركوا أدلة وهمية تبين أن أوزوالد الذي قام بالاغتيال زار السفارات السوفيتية والكوبية في المكسيك لترتيب عملية القتل والهروب. اعترف رئيس عمليات وكالة المخابرات المركزية في المكسيك آنذاك بعدم وجود أي دليل حقيقي من هذا القبيل. واعترف محققو لجنة وارين بأنهم تصرفوا لإنقاذ الملايين من خلال التضحية برجل واحد هو (أوزوالد).
كنيدي أقال الن دالاس .. فصار عضوا في لجنة التحقيق في اغتياله!!
_______________________________________
ولم تكن هذه المهمة صعبة على التنفيذ ما دام أحد أعضاء لجنة وارين الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية ألن دالاس الذي اقاله الرئيس كينيدي. كعضوا في اللجنة، كان ألين دالاس واحدا ممن حضروا أكثر من نصف جلسات الاستماع، وكان أيضا مسؤولا عن اتخاذ القرار بشأن ما كان يُسمح بالاطلاع عليه من بيانات الاستخبارات من قبل الأعضاء الآخرين. يبدو أن الرئيس جونسون لم يجد أنه من الغريب أن يعيّن الرجل الذي أقاله كينيدي للتحقيق في "مقتل" رئيسه السابق الذي يكرهه.
كيف تدخل جورج بوش في عملية الاغتيال؟
_________________________
على الرغم من أن بوش الأب ينفي ذلك بشدة، فإن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة على أنه كان يعمل لحساب وكالة المخابرات المركزية في وقت مبكر من عام 1961. ويرى الكثيرون انه تم تجنيده بالفعل خلال أيام دراسته الجامعية (وهو الوقت الذي انضم فيه إلى جمعية الجمجمة والعظام السرّية skull & bones society، واجهة النخبة المتنورة المتآمرة). ادّعى بوش أنه كان يعمل لشركة النفط الخاصة به "زاباتا" خلال أوائل عام 1960. هذا من شأنه أن يجعلها واجهة مريحة لأن يسافر إلى الخارج لعدة اسابيع في كل مرة. تقع منصات الحفر في جميع أنحاء العالم. هل كان حقا يتابع منصات الحفر حقا أو كان يلاحق أعمال وكالة المخابرات المركزية؟ كل من كتبوا سير بوش المختلفة كانوا سطحيين في تناول هذه المرحلة من حياته.
خلال هذا الوقت، كان بوش قد انتقل إلى هيوستن، بتكساس. وكانت زوجته، بطبيعة الحال، هي باربرا (سنرى أهمية ذلك بعد قليل). وكانت شركته للنفط اسمها "زاباتا" (التي سماها تيمنا باسم قائد شيوعي للثورة المكسيكية الذي غزا المدن وقتل كل رجل وامرأة وطفل، كما سمّى بوش شركة نفط له في وقت سابق باسم زاباتا). كان الأسم الشفري لعملية غزو خليج الخنازير هو "زاباتا"! مسؤول سابق رفيع المستوى في البنتاغون، هو العقيد فليتشر بروتي، كان الرجل الذي حصل على سفينتين تابعتين للبحرية لهذه العملية. وقد تم إعادة طلاء السفينتن لتبدوا بألوان السفن غير العسكرية. وقد أطلق على السفينتين اسمان جديدان هما: هيوستن وباربرا!
ربما تكون الأسماء مجرد مصادفات فقط، ولكن كان بوش يعيش في هيوستن مع باربرا ويدير زاباتا في عام 1961 أثناء التخطيط لعملية الغزو. كان اسم "عملية زاباتا" سرّي للغاية ومعروف فقط لعدد قليل جدا من الأشخاص.
هل يستطيع بوش إنكار هذه الوثيقة السرّية ؟
__________________________
في عام 1977 وعام 1978، أطلقت الحكومة الأمريكية سراح ما يقرب من 100.000 صفحة من الوثائق حول اغتيال كينيدي. واحدة منها يبدو أنها خرجت بطريق الخطأ وهي موجّهة من مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى وزارة الخارجية وكانت مكتوبة بعد أيام قليلة من عملية الاغتيال. كانت وزارة الخارجية قلقة من أن الجماعات المناهضة لكاسترو في ميامي قد تشن عملية غزو أخرى على كوبا في أعقاب اغتيال الرئيس جون كنيدي. مكتب التحقيقات الفدرالي يطمئنهم من أنه قد سأل الجماعات المؤيدة والجماعات المناهضة لكاسترو على حد سواء ولم يجد أي معلومات حول مثل هذه الخطط. وتمضي المذكرة إلى القول بأن هذه المعلومات قد مُرّرت إلى "جورج بوش في وكالة المخابرات المركزية" في اليوم التالي للاغتيال.
لماذا تم تمرير هذه المعلومات إلى وكالة المخابرات المركزية؟ ربما بسبب تخطيطها لمحاولة الغزو السابقة والتخطيط لشن هجمات أخرى. ولماذا إلى جورج بوش؟ ربما لأنه كان متورطا في خطط الغزو السابقة!
عندما ظهرت الوثيقة لأول مرة لم يمنحها أحد الكثير من الاهتمام. ولكن عندما بدأت الحملات الانتخابية الرئاسية لانتخابات 1980 لفت اسم جورج بوش عيون الباحثين. وردا على سؤال حول المذكرة، نفى جورج بوش التعامل مع الـ CIA في ذلك الوقت. ومع تزايد الأدلة على أنه كان هو في الواقع، ادّعت وكالة المخابرات المركزية أنه جورج بوش ( آخر ) على الرغم من أن سياستها الثابتة في هذا المجال كانت دائما عدم تأكيد أو نفي عمل أي شخص معها. وتتبع الصحفيون جورج بوش (الآخر) الذي قال لهم إنه على الرغم من أنه عمل فعلا مع وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت، إلا أنه لم يكن متورطا أبدا في هذا النوع من العمل (عملية الغزو). النقطة المثيرة للاهتمام هو أن وكالة المخابرات المركزية لم تكلف نفسها عناء الاتصال بجورج بوش (الآخر) وإبلاغه بأن الصحفيين قد يتصلون به قريبا.
أدلة أخرى على أن بوش الأب هو المتورّط في الوثيقة السرّية
____________________________________
ظهرت أدلة أخرى تثبت أن جورج بوش المذكور في الوثيقة هو فعلا جورج اتش دبليو بوش الأب، ولديه نفس عنوان جورج بوش المشهور.
صلة أخرى لجورج بوش تشمل هذه المرة جورج دي مورنشيلت، وهو تاجر نفط روسي غني عاش في ولاية تكساس عندما استقر "لي هارفي أوزوالد" هناك بعد زيارته للاتحاد السوفيتي. كان دي مورنشيلت ولفترة طويلة وكيلا لوكالة المخابرات المركزية وربما عمل كضابط وكالة المخابرات المركزية المسيطر على أوزوالد. وصفت لجنة وارين دي مورنشيلت وزوجته بأنهما أكثر شخصين ودودين لأوزوالد في وقت الاغتيال. وقال صهر دي مورنشيلت للجنة وارين أنه إذا كان هناك شخص ساعد بقوة في عملية اغتيال كنيدي فهو على الأرجح دي مورنشيلت. وكان دي مورنشيلت أيضا هو الرجل الذي قام بنقل أوزوالد إلى دالاس.
قبل فترة وجيزة من بدء لجنة مجلس النواب حول الاغتيالات اجتماعاتها في أواخر عام 1970 ظهر طبيب جديد في بلدة دي مورنشيلت. بدأ دي مورنشيلت بزيارة هذا الطبيب وأصبح غير مستقر عقليا بسرعة. حاولت زوجته أقناعه بالتوقف عن رؤية هذا الطبيب. ثم انتقل الطبيب بعيدا وترك عنوانا كاذبا للمراسلة. في اليوم ذاته حاولت اللجنة الاتصال بدي مورنشيلت لغرض الإدلاء بشهادته، فعُثر عليه ميتا من إطلاقة بندقية. تم العثور على دفتر ملاحظاته الشخصي فظهر أنه يحتوي على مدخل "بوش، جورج اتش دبليو (بوبي) ( Bush, George H. W. (Poppy) 1412 أوهايو وأيضا زاباتا للبترول ميدلاند". اسم بوش الكامل هو جورج هربرت ووكر بوش George Herbert Walker Bush والذي يطابق بالأحرف الأولى الإسم الوارد في دفتر دي مورنشيلت، كما أن شركة بوش النفطية تدعى شركة زاباتا بتروليوم. لماذا كان اسمه في كتاب دي مورنشيلت؟ وهل كان اسم "بوبي/الخشخاش" هو الأسم الشفري له في وكالة المخابرات المركزية وذلك لشهرته في تهريب المخدرات ؟
ومن المعروف أنه في أوائل عام 1960 قام دي مورنشيلت برحلات متكررة إلى هيوستن، التي كانت موقع منزل بوش. وقال لأصدقائه أنه كان في زيارة للإخوة براون، الذين كانوا من الأصدقاء المقرّبين والداعمين الماليين لليندون جونسون. تكشف وثائق وكالة المخابرات المركزية أنه خلال مرحلة التخطيط لعملية زاباتا، قام دي مورنشيلت أيضا برحلات متكررة إلى المكسيك وبنما، وقدم تقارير لوكالة الاستخبارات المركزية. وقال صهره للجنة وارين انه يعتقد أن دي مورنشيلت كان يتجسس لصالح مخطط غزو كوبا.
بوش يشهد زورا أمام الكونغرس
___________________
عندما تم اختيار جورج بوش ليكون مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية في عام 1976، قال في شهادته أمام الكونغرس بأنه لم يعمل أبدا لوكالة المخابرات المركزية من قبل. وبطبيعة الحال، لم يكن لهذا الإنكار معنى كبيراً إذ كيف يتم تعيين مدير للوكالة لا يتمتع بمثل هذه الخلفية. ولكن الكونغرس وافق على ترشيحه على أي حال. الآن يبدو أن بوش قد أدلى بشهادة زور في شهادته أمام الكونغرس.
كان جورج بوش على ما يبدو يحتل منصبا عاليا بما فيه الكفاية في وكالة الاستخبارات المركزية لكي يساعد في التخطيط لعملية غزو خليج الخنازير. وسيكون من السليم تماما أن نفترض أنه قام بتسمية العملية وسفنها الاثنتين. وبالنظر إلى الكراهية التي تشعر بها وكالة الاستخبارات المركزية نحو كينيدي بسبب فشل مهمتها ومشاركة بوش في تلك المهمة نفسها، سيكون من المثير للاهتمام للغاية أن نعرف ما هي مشاعر بوش تجاه جون كنيدي حقا وما هو دوره الكامل في عملية الاغتيال.
والرئيس نيكسون يعترف
______________
ويتناول الكاتبان رينالدو تالادريد ولازارو باريدو العلاقة بين عائلة بوش الإجرامية والمافيا الكوبية في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس جون كنيدي فيقولان:
"واحدة من أهم الإحالات الخطيرة حول المعرفة "الداخلية" الممكنة لريشارد نيكسون بأسرار اغتيال الرئيس جون كنيدي دُفنت في شريط مسجل في البيت الأبيض حتى عام 2002. في هذا الشريط، المسجل في شهر مايو من عام 1972، قال نيكسون:
"كانت أعظم خدعة أتيح لها ن تترسخ"
لكنه لم يوضح لماذا اعتبر نتائج لجنة وارن التي حققت في اغتيال كنيدي كزيف وخدعة.
جورج بوش يبدأ تجنيد الكوبيين لصالح وكالة المخابرات المركزية في عملية خليج الخنازير
______________________________________
في عام 1959، تلقى ضابط شاب ورجل أعمال من ولاية تكساس التوجيهات بالتعاون في تمويل الجماعات الوليدة المناهضة لكاسترو التي قررت وكالة الاستخبارات المركزية خلقها، ولكن كان عليه أن ينتظر حتى عام 1960 لكي يتم تعيين مهمة أكثر تحديدا: ضمان أمن عملية تجنيد الكوبيين لتشكيل لواء للغزو، جانب رئيسي ضمن عملية كبرى لوكالة الاستخبارات المركزية لتدمير الثورة الكوبية.
تكساسي وكالة المخابرات المركزية أخذ بسرعة يتكيّف مع مهمته الجديدة المسندة إليه. نظام العمل، على الرغم من أن العمل كان مكثفا، إلا أنه كان بسيطا. "فيليكس رودريغيز" سيقترح له مرشحا من الكوبيين، والذي كان سيتم مراجعة سجله، سواء في الوكالة أو بين مجموعات الكوبيين في ميامي، وأخيرا، تم إعطاء هذا التكساسي الضوء الأخضر.
في تلك الفترة، كان فيليكس رودريغيز يعرف بالفعل عدد غير قليل من الكوبيين، مثل خورخي ماس كانوسا (صار في وقت لاحق زعيم مختلف المنظمات المعادية للثورة الكوبية، ثم رئيسا للمؤسسة الكوبية الأمريكية الوطنية)، والذي أكد ولاءه لـ "القضية" وللأميركيين . لهذا السبب كان من بين أول من تم ترشيحهم. اجتاز كانوسا العملية بنجاح. وفي اجتماع عقد في مدينة ميامي، والذي أحب التكساسي جعله رسميا قدر الإمكان، صار خورخي ماس كانوسا رسميا وكيلا لوكالة المخابرات المركزية الامريكية.
لم يكن خورخي ماس يعرف كيف يشكر فيليكس لما قام به بالنسبة له. من تلك اللحظة صار ممتنا له دائما، وفي الوقت نفسه، مطيعا له في كل طلب.
لكن خورخي ماس كان بعيدا عن تصور أهمية هذا التجنيد على بقية حياته. تنبع أهمية تجنيده من حقيقة أن هذا الضابط التكساسي الذي أجرى عملية تجنيده ووافق عليها ثم أعلنها في ذلك الاجتماع، لم يكن سوى جورج هربرت ووكر بوش، وهو نفس الرجل الذي، في وقت لاحق، بين عامي 1989 و1992، سيصبح الرئيس 41 للولايات المتحدة.
وهذه أسرار جديدة عن عملية اغتيال الرئيس كنيدي ودور جورج بوش فيها
__________________________________________
وتتفق مصادر مختلفة على ما تقدم. نشر بول كانغاس، وهو محقق خاص في كاليفورنيا، مقالة تحتوي على جزء من تحقيقاته في صحيفة The Realist في عام 1990، والتي تؤكد على أن وثيقة من مكتب التحقيقات الفدرالي اكتشفت حديثا تقول بأن بوش كان يعمل مع الوكيل الشهير لوكالة المخابرات المركزية فيليكس رودريغيز على تجنيد الكوبيين اليمينيين المنفيين لغزو كوبا.
من جانبه، وفي كتابه "تقرير عن مشروع للرقابة"، قال الدكتور كارل جنسن من كلية ولاية سونوما ما يلي: "... هناك سجل في ملفات رودريغيز وغيره من المشاركين في غزو خليج الخنازير، يشرح دور بوش: الحقيقة هي أن بوش كان مسؤولا كبيرا في وكالة المخابرات المركزية قبل العمل مع فيليكس رودريغيز على غزو كوبا ".
لكن كانغاس هو أكثر دقة في مقالته السابقة، عندما يقول:
"السفر من هيوستن إلى ميامي على أساس أسبوعي، بوش، مع فيليكس رودريغيز، قضى عامي 1960 و 1961 في تجنيد الكوبيين في ميامي لغزو كوبا".
من المنشورات الأخرى التي أشارت إلى هذا الموضوع هي مجلة الأمة The Nation، التي ذكرت في عدد 13 أغسطس ، 1988 العثور على "مذكرة في هذا السياق موجهة إلى رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي إدوارد هوفر وموقعة في نوفمبر 1963، تنص على: السيد جورج بوش وكيل وكالة المخابرات المركزية. " أو مجلة Common Cause التي أكدت، يوم 4 مارس 1990: "إن وكالة المخابرات المركزية وضعت المليونير والوكيل جورج بوش مسؤولا عن تجنيد المنفيين الكوبيين لجيش وكالة الاستخبارات المركزية المعد للغزو، وكان بوش يعمل مع قطب نفطي آخر من تكساس، هو جاك كرايتون، الذي ساعد في موضوع الغزو".
ودون أن يعرف ذلك، أصبح خورخي ماس جزءا من شيء أكثر تعقيدا بكثير من غزو المرتزقة المخطط له. أصبح وكيل وكالة المخابرات المركزية الذي تم تجنيده مؤخرا أحد المشاركين في ما كان يعرف أصلا باسم عملية 40.
كانت العملية 40 هي الخطة الأولى من العمليات السرية التي تم إنشاؤها بواسطة وكالة المخابرات المركزية لتدمير الثورة الكوبية والتي وضعت في عام 1959 بناء على أوامر من إدارة الرئيس آيك أيزنهاور.
واوضح الجنرال (متقاعد) فابيان إسكالانتي، الرئيس السابق لوكالة مكافحة التجسس الكوبية، في كتابه (كوبا، الحرب السرية لوكالة الاستخبارات المركزية) ما حدث في أوائل عام 1960.
"وبعد بضعة أيام (نهاية 1959)، قدّم ألين دالاس، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، إلى كنغ (العقيد، رئيس شعبة نصف الكرة الغربي من وكالة الاستخبارات المركزية) مذكرة لمجلس الأمن القومي، الذي وافق على اقتراح تشكيل فريق عمل داخل الوكالة يقوم، على المدى القصير، بتقديم "حلول بديلة للمشكلة الكوبية".
تألف فريق العمل، حسب إسكالانتي، من تريسي بارنز رئيسا، ومسؤولين مثل هوارد هانت، فرانك بندر، جاك إنجلر وديفيد اتلي فيليبس، من بين آخرين. وكان الحاضرون يشتركون بسمة رئيسية واحدة: كان كل منهم قد شارك في إسقاط حكومة جاكوبو أربينز في غواتيمالا.
وقال الجنرال إسكالانتي في كتابه أنه خلال الاجتماع الأول، تحدث بارنز مطولا عن الأهداف المراد تحقيقها. وأوضح أن نائب الرئيس ريتشارد نيكسون كان "المسؤول عن قضية كوبا"، وكان قد التقى مع مجموعة هامة من رجال الأعمال برئاسة جورج بوش وجاك كرايتون، كلاهما من أقطاب النفط في تكساس، لجمع التمويل اللازم لهذه العملية.
في عام 1986 نشرت مجلة فريدوم Freedom Magazine أن ريتشارد نيكسون كانت له علاقات طويلة ووثيقة مع عائلة بوش يعود تاريخها إلى 1946 عندما قام نيكسون، واستجابة لالتماس من قبل بريستون بوش (أبو جورج) بتقديم نفسه كمرشح للكونجرس الأمريكي، بتمويل من بوش الكبير.
المجموعة التي تشكلت في وكالة المخابرات المركزية، شكلت فرقا مختلفة مسؤولة عن تنظيم العمليات السرية، وإجراءات الحرب النفسية وممارسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي، الذي من شأنه أن يُضعف حكومة الجزيرة. وزاد ذلك من خلال إعداد نخبة من الوكلاء الكوبيين الذين، بعد التدريب المتخصص، يقومون بالتسلل إلى كوبا لتوجيه ضربة قاصمة للثورة، والتي تضمنت اغتيال القادة الرئيسيين لها.
أعطى خورخي ماس كانوسا المجندين انطباعا ايجابيا جدا وكُلف على الفور بمهمة خاصة. "الآن الأمور تسير نحو الإقلاع" هكذا قال بحماس.
كتبت مجلة Exito:
"أرسل إلى معسكر للتدريب تابع لقوات مشاة البحرية الأمريكية بالقرب من نهر المسيسيبي، حيث تدرب للمشاركة في عملية غزو خليج الخنازير".
لكن خورخي ماس، كما ذكر، قد ارتبط بمجموعة خاصة جدا، لا تزال ضمن الاستعدادات لغزو المرتزقة. وتتألف المجموعة من 160 رجل موثوق بهم كان على رأسهم خائن ووكيل وكالة المخابرات المركزية هيجينيو دياز انو. في الكتاب المذكور، قال الجنرال إسكالانتي: "أعطيت لهؤلاء الرجال مهمة مهاجمة بلدة باراكوا، في الجزء الشرقي من جزيرة كوبا، من أجل تشتيت القوى الثورية عندما ينزل اللواء في خليج الخنازير". وبمجرد احتلال باراكوا، يتم التوجه الى قاعدة غوانتانامو البحرية، بقوات ترتدي ملابس القوات الكوبية الرسمية، مما يسهل الرد العسكري الأمريكي بسبب رسمي للتدخل في النزاع الذي أثاره غزو المرتزقة. وكانت تلك الخطة شديدة السرية بحيث لا يعلم بها سوى نخبة ضئيلة في وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون، و لا أحد آخر، ولا حتى الرئيس كينيدي، يعرف بها.
في يوم الغزو، غادرت نخبة الـ 160 رجل في الوكالة في قارب لتنفيذ مهمتهم، ولكن مع وصولهم إلى باراكوا، شلّهم الخوف من حركة القوات الكوبية في المنطقة، فقرروا مواصلة التنقل إلى جنوب الجزيرة حتى وصلوا إلى طرفها الغربي الأقصى. من هناك، كانوا فى طريقهم الى بويرتو ريكو، التي وصلوها في نفس اليوم. في ميامي، على سبيل المزاح، ظهرت نكتة تصف هذه الحركة بـ "جولة الالتفاف حول كوبا".
بعد الهزيمة في عملية خليج الخنازير في أبريل 1961 استردت وكالة الاستخبارات المركزية رجالها. وكررت ثقتها فيهم، وحدّدت لهم مهمات جديدة، للحفاظ على الأهداف الأساسية للعملية 40.
أوضحت صحيفة بوليتيكا الأسبوعية:
"جنبا إلى جنب مع 207 وكلاء آخرين، ذهب خورخي ماس إلى فورت بينينج، بجورجيا للتدريب الأساسي لدى الجيش الاميركي ومنح معلومات خاصة، واتصالات سرية ووسائل للدعاية".
في عمله الموسع الذي نشره في مجلة اسكواير في يناير كانون الثاني عام 1993، أكد غاتون فونزي، أنه في فورت بينينج، كان أصدقاء ماس كانوسا من الذين كانوا أكثر ارتباطا بالعمليات السرية المعقدة مثل فيليكس رودريغيز ولويس بوسادا كاريليس، وهذا الأخير أصبح سيئ السمعة لتفجيره طائرة ركاب كوبية في عام 1976 قُتل فيه جميع ركاب الطائرة وهم 75 شخصا بضمنهم فريق المبارزة الكوبي.
"بعد فورت بينينج، كان هناك اشراف لوكالة المخابرات المركزية في كل خطوة أو عمل قام به خورخي ماس.
وبسبب النتائج الممتازة التي تم الحصول عليها في فورت بينينج، قررت الوكالة في وقت لاحق تكليف ماس كانوسا بمهمة حساسة أخرى. في هذه المهمة، تم نقله إلى قاعدة "فائقة السرية" واقعة قليلا إلى الجنوب من فورت بينينج، للانضمام إلى ما كان يعرف باسم "مجموعة نيو اورليانز". وتتألف هذه المجموعة، التي أخذت اسمها من موقع القاعدة على مشارف مدينة جنوب الولايات المتحدة، أساسا من المحاربين القدامى من خليج الخنازير وفورت بينينج. كان إعدادها فريدا من نوعه. اخذت المجموعة دورة في استخدام وسائل وأساليب القتال للجيش الكوبي.
تم الكشف عن مهمة البعثة من قبل الجنرال إسكالانتي في كتابه:
"مرة أخرى، تألفت المؤامرة من استفزاز ضد قاعدة اليانكي (غوانتانامو)، عن طريق تسلل كوماندوز من 150 رجلا من الذين تم تدريبهم في قاعدة وكالة المخابرات المركزية السرية في ضواحي مدينة جنوب الولايات المتحدة في نيو اورليانز".
تم إلغاء هذه المهمة بسبب الأحداث التي أدت إلى أزمة الصواريخ في أكتوبر 1962، والتي أقنعت المنظمين بحتمية التدخل العسكري المباشر من قبل الجيش الأمريكي من دون الحاجة إلى أي ذريعة".
بعد هذا الفشل الجديد، كان ماس كانوسا يشعر بالعجز الكامل والغضب، واعترف للكاتب الأمريكي بات جوردان في مقابلة صحفية ان "الرجلين الأكثر كرها بالنسبة له هما فيدل كاسترو وجون كنيدي".
في الولايات المتحدة، عادت وسائل الإعلام للحديث مرة أخرى عن العلاقة بين الكوبيين المهاجرين الذين يعملون لصالح وكالة المخابرات المركزية واغتيال الرئيس كنيدي في دالاس في 1963.
خلال محادثة طويلة مع المحقق غاتون فونزي في هافانا، اكتشفنا قصة مهمة جدا. فونزي ليس مجرد محقق عادي. لقد كرس جزءا كبيرا من حياته للعمل لمختلف لجان الكونغرس، بما في ذلك المسؤولين عن التحقيقات في أنشطة سرية لوكالة المخابرات المركزية كاغتيال الرئيس جون كينيدي.
وقبل بضع سنوات، وبعد جهد جهيد، تمكن فونزي من الحصول على مقابلة خاصة مع أنطونيو فسيانا ، من الأصدقاء القدامى لخورخي ماس في "مجموعة نيو اورليانز"، حيث أصبح الاثنان من الأصدقاء المقربين وهما يقومان بمهمات لوكالة المخابرات. تم استجواب فسيانا من قبل لجنة التحكيم الكبرى المكلفة بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس كينيدي، وبعد سنوات، كان لديه بعض المشاكل المتعلقة بالمخدرات. لكنه أكد بشدة لفونزي بأن هذه الصعوبات ليست سوى "فخ" نُصب من قبل شخص ما.
قال فسيانا لفونزي: "لدي الكثير من المعلومات، ولكن أنا أحتفظ بذلك لنفسي، لأن هذه المعلومات هي تأميني على الحياة".
كان أنطونيو فسيانا محاسبا عمل لصالح قطب السكر الكوبي خوليو لوبو. عارض الثورة الكوبية بسرعة، وفي عام 1960 تم تجنيده من قبل وكالة الاستخبارات المركزية في هافانا. قال انه تلقى تدريبه الأولي في أكاديمية باللغة الإنجليزية تحت إشراف السفارة الأمريكية في العاصمة الكوبية. في أكتوبر 1961، بعد فشل مؤامرة لاغتيال رئيس الوزراء فيدل كاسترو بمدفع بازوكا خلال حفل في القصر الرئاسي، فر فسيانا من كوبا.
في المقابلة التي أجراها مع فونزي قال إنه بمجرد وصوله إلى ميامي، صار يُلاحق من قبل مسؤول في وكالة المخابرات المركزية يستخدم اسما مستعارا هو "موريس بيشوب". ومن بين مهام بيشوب الأخرى، هو أمر فسيانا بتشجيع إنشاء منظمة ALPHA 66.
بيشوب كان على اتصال دائم مع فسيانا من 1962-1963 في مدينة دالاس. وأشار فسيانا إلى أنه في واحد من تلك الاجتماعات في مبنى عام، رأى "لي هارفي أوزوالد".
وأشار فونزي إلى أن عمليات التضليل االمختلفة نظمت كجزء من العملية التي كلفت الرئيس كينيدي حياته: واحدة في دالاس، وأخرى في ميامي والثالثة في مكسيكو سيتي. وكان الهدف من التضليل تصنيع صورة "الثوري" أوزوالد، "المدافع عن الثورة الكوبية".
ومن ثم تم تصوير جندي البحرية السابق في أعمال تضامن مع كوبا، قام بها بطريقة عدوانية جدا. ولكن الفعل الأكثر جرأة في التضليل تم تنفيذه في مكسيكو سيتي. هناك، زار لي هارفي أوزوالد السفارة الكوبية لطلب تأشيرة دخول إلى الجزيرة. وقد تم تصوير كل ذلك من موقع مراقبة وضتعه وكالة المخابرات المركزية قبالة السفارة الكوبية، بحيث يتم توثيق ذلك بدقة.
وقال فسيانا لفونزي، أنه في واحدة من اتصالاته مع "بيشوب" في أوائل 1963 حصل أمر غريب، حيث قال له بيشوب أنه يعرف ان لفيسانا ابن عم في الاستخبارات الكوبية، كان يعمل في السفارة الكوبية في المكسيك. "بيشوب" ذكر أنه إذا كان يستطيع جعل ابن عمه يعمل لديهم في إجراءات محددة للغاية، فإنه سوف يدفع له ما يريد. قال فسيانا لفونزي أنه لم يتحدث قط عن ابن عمه هذا لبيشوب، وأيضا، في ذلك الوقت، كلف بيشوب بالعمل في السفارة الاميركية في مكسيكو سيتي وكان يذهب مباشرة من العاصمة المكسيكية لبعض الاتصالات في دالاس.
في الواقع كان فيسيانا ابن عم زوجة القنصل الكوبي في مكسيكو سيتي، غييرمو رويز، وفي الأيام التي تلت اغتيال كينيدي، كانت تلك المرأة ضحية لمحاولة تجنيد في نفس المدينة، مع حقيقة واضحة هي أنه، بمجرد أن تكون في الولايات المتحدة، فإن عليها أن تشهد بـ "تواطؤ" أوزوالد مع المخابرات الكوبية.
وردا على سؤال من قبل فونزي عن وجود اتصالات متجددة مع "بيشوب" بعد حادثة الاغتيال في دالاس، أجاب فسيانا أنه كان هناك، ولا سيما في عام 1971، عندما تلقى أمرا بالمغادرة إلى بوليفيا للعمل في سفارة الولايات المتحدة في ذلك البلد، حيث سيبدو كموظف في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وينبغي الانتظار لزيارة من شخص معروف. فحص فونزي أرشيف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في واشنطن فوجد استمارة طلب لدخول الوكالة باسم أنطونيو فسيانا، مكتوبة بخط اليد بحروف لا تشبه تلك التي لفسيانا وغير موقعة.
"الشخص المعروف" الذي اتصل به في بوليفيا كان "بيشوب"، حيث كان يعمل في ذلك الوقت في السفارة الأمريكية في شيلي. زجّه "بيشوب" على الفور في الفريق للتآمر في محاولة لاغتيال الرئيس فيدل كاسترو، الذي كان في زيارة لتلك الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.
وقال فونزي انه قام بمقابلة أنطونيو فسيانا مرة أخرى، ولكن هذه المرة برفقة أخصائي بهدف رسم ملامح وجه "موريس بيشوب" وذلك لتحديد هويته الحقيقية.
أعطى فسيانا وصفا تفصيليا وتم رسم ملامح الوجه. قضى فونزي أسابيع طويلة في محاولة لتحديد شخصية صاحب الوجه، وفجأة تلقى اتصالا في المنزل من السناتور الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا كان يعمل لصالحه في ذلك الوقت، والذي كان قد تشاور حول هوية الرجل في الرسم.
أكد له عضو مجلس الشيوخ إنه متأكد بصورة مطلقة من أن الرجل الذي يستخدم الاسم المستعار "موريس بيشوب" لم يكن سوى ديفيد اتلي فيليبس. ضابط مخضرم في وكالة المخابرات المركزية الذي كان في هافانا في زيارة عمل في عام 1958 كمتخصص في الحرب النفسية، وشارك في إنشاء العملية 40. ومع مرور الوقت، أصبح فيليبس رئيسا لشعبة نصف الكرة الغربي للوكالة.
ومع ذلك، في نهاية عام 1993، وفي الفيلم الوثائقي: "القضية أغلقت"، ذكر الرئيس السابق لوكالة لأمن الكوبية، الجنرال فابيان إسكالانتي، تقريرا سريا من أحد وكلائه، تحدث عن لقاء بين أنطونيو فسيانا وديفيد فيليبس في فندق في سان خوان، بويرتو ريكو، في بداية السبعينات.
قال الوكيل الكوبي، "قال لي فسيانا أنه كان عميلا لوكالة المخابرات المركزية وأن وكالة المخابرات المركزية هي التي اغتالت الرئيس كينيدي وأن كبار المسؤولين في الوكالة بما في ذلك ديفيد فيليبس، هم المسؤولون وراء ذلك. فسيانا لم يكن يريد أن يعطيني أي تفاصيل عن تلك التأكيدات، ولكن مؤخرا، أتيحت لي الفرصة لتأكيد ذلك، فذات مرة، عندما كنتُ في الفندق مع فسيانا، سمعت المحادثة التي أجراها مع الضابط المسؤول عنه، ديفيد فيليبس، الذي أقسم له فسيانا بأنه لن يتحدث عن ما حدث في دالاس في عام 1963".
يؤكد الجنرال إسكالانتي أن المصدر له صلة مباشرة مع فسيانا، وكان موضع ثقته الكاملة. وقال:
"اعتقد أن هذه هي معلومات هامة جدا لأنني يجب أن أقول أنه، في عام 1973، عندما تم التخلّص من أنطونيو فسيانا من قبل وكالة المخابرات المركزية، وبعبارة أخرى، عندما حذفوه من سجلاتهم، حصل على تعويض مقداره 300.000 دولار".
ولكن هناك ما هو أكثر. فاستنادا إلى تحقيقات أمن الدولة الكوبية التي كشف عنها الجنرال إسكالانتي في الفيلم الوثائقي المذكور أعلاه، ومختلف شهود العيان الذين شهدوا أمام لجنة وارين، كان هناك اثنين من الكوبيين، واحد منهم أسود، غادرا متحف دالي بلازا في دالاس، بضع دقائق بعد تنفيذ اغتيال كنيدي. في موازاة ذلك، ومن خلال معلومات سرية والشهادة العامة (بيان ماريتا لورينز، عميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية إلى لجنة في الكونغرس)، عرف الأمن الكوبي أنه قبل يومين من اغتيال كنيدي كان مختلف الكوبيين في دالاس مسلحون بالأسلحة والنواظير، بما في ذلك إلاديو ديل فالي وهيرمينيو دياز، اثنان من القتلة والقناصة المحترفين المرتبطين بالمافيا. الخصائص الفيزيائية لديل فالي وهيرمينيو دياز مطابقة للأوصاف التي أعطاها مختلف الشهود إلى لجنة وارين عن الكوبيين الاثنين اللذين تركا المبنى بعد اغتيال الرئيس بثوان.
والحقيقة الغريبة حقا هي المصير النهائي لكل منهما: تم قتل إلاديو ديل فالي بوحشية في ميامي عندما بدأ جيم جاريسون، وكيل نيابة نيو اورليانز تحقيقاته في اغتيال كينيدي. فقد قُطّع جسد ديل فالي إلى قطع صغيرة بساطور. والأكثر إثارة للاهتمام كان عاقبة هيرمينيو دياز، الذين لقى حتفه بالقرب من ساحل هافانا في عام 1965، عندما اصطدم بزورق دورية في أثناء محاولته التسلل إلى الجزيرة مع مهمة اغتيال أوزفالدو دورتيكوس وأطلاق رشاش نار على فندق ريفييرا.
من أجل تحقيق هذه المهمة التي أرسل من أجلها، كان على دياز التسلل إلى الجزيرة في الوقت الذي كان فيه الجيش الكوبي، وبسبب حادث في القاعدة البحرية في غوانتنامو، في حالة تأهب قتالي، وكان تم تعزيز اليقظة الجوية والساحلية إلى أقصى حد. في نظر الخبراء، والأمن الكوبي، كانت هذه العملية عملية انتحارية حقيقية.
لم يكن المنظم المالي والمخطط لهذه "المهمة الغريبة" سوى خورخي ماس كانوسا.
ولكن تاريخ علاقات وكالة المخابرات المركزية مع وكلائها الكوبيين واغتيال كينيدي لم يتم استكشافه من قبل فونزي فقط. لقد غطى العديد من الكتاب الآخرين والمحققين، وحتى استوديوهات السينما هذا الموضوع.
في مقال نشر في مجلة الواقعي، المحقق بول كانغاس يؤكد:
"من بين أعضاء آخرين من وكالة الاستخبارات المركزية تم تجنيدهم من قبل جورج بوش لعملية غزو (خليج الخنازير) كان فرانك ستورجيس، هوارد هانت، برنارد بيكر ورفائيل كينتيرو ... وفي يوم اغتيال جون كينيدي، كان هانت وبعض من فريق وترغيت لاحقا قد صوروا في دالاس، وكذلك مجموعة من الكوبيين، واحد منهم مع مظلة مفتوحة كإشارة، جنبا إلى جنب ليموزين الرئيس، مباشرة حيث أصيب كينيدي ... أطلق هانت وستورجيس النار على جون كينيدي من الربوة المعشبة. وتم تصويرهما والتعرف عليهما من قبل 15 شاهدا".
في 7 مايو 1990، وفي مقابلة مع صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، اعترف فرانك ستورجيس:
"... كان السبب في أننا سرقنا في ووترغيت هو لأن ريتشارد نيكسون كان مهتما بوقف تسرب الأخبار المتعلقة بصور دورنا في اغتيال الرئيس جون كينيدي".
واحد آخر من مجندي بوش لغزو خليج الخنازير، هو رفائيل كينتيرو، الذي كان أيضا جزءا من هذا العالم السفلي من المنظمات والمؤامرات ضد كوبا، قال:
"إذا كان علي أن أقول ما أعرفه عن الاغتيال في دالاس وخليج الخنازير، فسيكون أكبر فضيحة تهز هذه الأمة عبر تاريخها".
13 وثيقة عليك قراءتها حول اغتيال الرئيس جون كنيدي: أغربها وثيقة تصعيد في فيتنام كتبت قبل يوم من اغتيال كنيدي (أي أن من وقعها يعرف أن كنيدي سوف يُقتل غدا!!) وأخرى موجهة إلى بوش كعميل للوكالة عام 1963 في حين كذب تحت القسم أمام الكونغرس عام 1976 بأنه لم يعمل فيها
__________________________________________
ويراجع الكاتب راندولف بنتسون ثلاث عشرة وثيقة سرّية أُفرج عنها مؤخرا وتلقي أضواء كاشفة على الكثير من المناطق المظلمة في عملية اغتيال الرئيس جون كنيدي:
(1). NSAM 263: الخروج من فيتنام
- في 11 أكتوبر 1963، وقع كينيدي مذكرة الأمن القومي 263 وهي تأمر بانسحاب 1000 جندي من ما يقرب 16000 من الجنود الاميركيين المتمركزين في فيتنام بحلول نهاية عام 1963، ثم الانسحاب الكامل قبل نهاية عام 1965.
(2). NSAM 273: التوقيت الغامض
- موقعة يوم 26 نوفمبر 1963، وكانت هذه أول مذكرة أمن قومي تصدر حول فيتنام في عهد الرئيس ليندون جونسون. المذكرة NSAM 273 قلبت على نحو فعال مذكرة كينيدي السابقة NSAM 263 حيث تأمر بالتخطيط لزيادة النشاط في فيتنام. وهي مذكرة تخوّل أيضا بالعمليات السرية المفتوحة ضد فيتنام الشمالية. وهذا، بدوره، قاد إلى حادثة خليج تونكين، التي استخدمها الرئيس جونسون للحصول على تفويض من الكونجرس للتصعيد الحاد للحرب. لكن الغريب هو أن تأريخ مسودة هذه المذكرةNSAM 273 هو 21 نوفمبر 1963، أي قبل يوم من عملية اغتيال كينيدي؛ كينيدي لم يأمر بإنشائها ولم يرها. أي أن من كتبها يعرف أن الرئيس كينيدي سوف يُقتل غدا. وقّع الرئيس جونسون المذكرة 273 يوم 26 نوفمبر، أي في اليوم التالي لدفن كينيدي.
(3). عمليات نورث وودز: غزو كوبا
– التي كشف النقاب عنها في عام 1997، وقد تم وصف هذه الوثيقة المطولة بأنها الخطة الأكثر فسادا على الإطلاق في تاريخ حكومة الولايات المتحدة. في 13 مارس 1962، قدّم رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال ليمان لمنيتزر، هذه الخطة السرية إلى وزير الدفاع روبرت مكنمارا، وكان هدفها تبرير غزو كوبا عن طريق القيام بأعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة يقوم بها الجيش والمخابرات الامريكية. وتشمل الإجراءات المقترحة تفجير عدد من القنابل البلاستيكية داخل الولايات المتحدة وخلق حادث مقنع لطائرة كوبية تهاجم وتسقط طائرة أمريكية مدنية مستأجرة في طريقها من الولايات المتحدة. منع كينيدي خطة نورث وودز، وفي سبتمبر 1962، استبدل لمنيتز كرئيس لهيئة الأركان المشتركة.
(4). وثيقة وكالة المخابرات المركزية # 1035-960: استخدام السياسيين ووسائل الإعلام لمواجهة الانتقادات الموجهة ضد تقرير لجنة وارن
- هذه الوثيقة، المؤرخة في 4 يناير 1967، توجه عملاء وكالة الاستخبارات المركزية لمواجهة منتقدي تقرير لجنة وارن من خلال استخدام "الاتصال والاتصالات بالنخبة الودية (وخصوصا السياسيين والمحررين) و "توظيف أصول الدعاية للإجابة ودحض هجمات النقاد".
(4). التقرير النهائي للجنة الكونغرس حول الاغتيالات: هل هناك مؤامرة وراء اغتيال جون كنيدي؟
- في عام 1975، كشفت التحقيقات التي أجرتها لجنة روكفلر ولجنة تشرش أن وكالة الاستخبارات المركزية أساءت استخدام سلطاتها من خلال الانخراط في التحقيقات والأنشطة غير المشروعة. ونتيجة للمتابعة، تم إنشاء لجنة مجلس الشيوخ للتحقيق في اغتيال جون كنيدي ومارتن لوثر كنغ. أصدرت اللجنة نتائجها في عام 1979، وقالت: "تعتقد اللجنة، على أساس الأدلة المتوفرة لديها، أن الرئيس جون كنيدي ربما كان اغتيل نتيجة مؤامرة". وأوصت اللجنة وزارة العدل بأن يعاد فتح القضية. حتى الآن، رفضت وزارة العدل القيام بذلك.
(5). هوارد هانت مقابل مؤسسة العمل من أجل الحرية: دور وكالة المخابرات المركزية في عملية الاغتيال
-في 16 أغسطس 1978، نشرت مؤسسة العمل من أجل الحرية مقالة لضابط الاستخبارات السابق فيكتور ماركيتي في مجلتها، The Spotlight. في هذا المقال، قال ماركيتي أن هوارد هانت، وهو أيضا ضابط استخبارات سابق، كان ضالعا في اغتيال جون كنيدي. رفع هانت دعوى ضد المؤسسة بتهمة التشهير في محكمة اتحادية، وفاز بها. ولكن، في محاكمة الاستئناف، شهدت وكيلة وكالة المخابرات المركزية السابقة "ماريتا لورينز" أنه في يوم 21 نوفمبر 1963، أي قبل يوم من حادثة الاغتيال، كان هوارد هانت في دالاس، حيث أعطى "مبالغ مالية لمجموعة صغيرة من الرجال شملت وكيل المخابرات المركزية السابق "فرانك ستورجيس" الشهير لدوره في فضيحة ووترغيت و"جاك روبي" الذي قام بقتل أوزوالد المتهم باغتيال كينيدي. حكمت هيئة المحلفين الفيدرالية لصالح المؤسسة وحمّلت هانت تكاليف القضية.
(6). اعتراف هوارد هانت على فراش الموت: تسمية أسماء
-في أغسطس 2003، اقترب وكيل المخابرات المركزية السابق هوارد هانت من الموت في منزل ابنه "سانت جون هنت" في ميامي. بدأ هوارد هانت يصف تفاصيل "الحدث الكبير"، بما في ذلك الأسماء. أرسل هانت اعترافا صوتيا مسجلا لابنه في يناير كانون الثاني عام 2006، وطلب منه نشر محتوياته بعد وفاته، وقد حصل هذا في يناير كانون الثاني 2007. بعد شهرين، نشر موقع رولينج ستون اعترافات هانت بعد رفض نيويورك تايمز وواشنطن بوست القيام بذلك.
(7). وثيقة وكالة المخابرات المركزية # 1345-1057: صلة نيو أورلينز
-نشرت في عام 1993، وتنص هذه الوثيقة على أن رجل أعمال نيو اورليانز "كلاي شو" كان على اتصال بوكالة المخابرات المركزية في الفترة من ديسمبر 1948 إلى مايو 1956. في عام 1966، افتتح المدعي العام في نيو اورليانز "جيم غاريسون" تحقيقا في صلة نيو اورليانز باغتيال جون كنيدي، والتي شكلت الأساس لفيلم أوليفر ستون عن اغتيال جون كنيدي. تركز تحقيق غاريسون على وجود ارتباط بين كلاي شو، ووكيل مكتب التحقيقات الفدرالي السابق "جاي بانيستر"، والطيار ديفيد فيري، ولي هارفي أوزوالد. في عام 1969، اتُهم شو بالتآمر لقتل كينيدي. شهد شو تحت القسم أنه لم يعمل لحساب وكالة المخابرات المركزية أبدا.
(8). صور لي هارفي أوزوالد وديفيد فيري في الدوريات الجوية المدنية
-في عام 1993، ضمن برنامج تلفزيوني "فرونت لاين" عرضت صورة تعود إلى عام 1951 من الدوريات الجوية المدنية في نيو اورليانز تظهر كلا من ديفيد فيري ولي هارفي أوزوالد في نفس الوحدة. أدرج اسم فيري في تحقيق المدعي العام في نيو أورليانز جيم غاريسون (انظر الفقرة السابقة). ومع ذلك، نفى فيري أن يكون قد عرف أوزوالد أو التقى به من قبل.
(9). وثيقة بوش هوفر: ماذا يعرف بوش الأول؟
-في 29 نوفمبر 1963، أرسل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إدغار هوفر" مذكرة بعنوان "اغتيال الرئيس جون كينيدي" إلى "روجر هيلسمان"، مدير مكتب الاستخبارات والأبحاث. في تلك الوثيقة، قال هوفر، "قُدّمت المعلومات للسيد جورج بوش من وكالة الاستخبارات المركزية". وقد أثار هذا اهتمام الباحثين لأن جورج بوش الأول قال أمام الكونغرس أنه ليس لديه علاقة مع وكالة المخابرات المركزية إلى أن تم تعيينه مديرا في عام 1976.
(10). مذكرة نيكولاس كاتزنباك-بيل مويرز: لا شيء تراه هنا
- في يوم جنازة جون كنيدي، 25 نوفمبر 1963، أرسلت هذه الوثيقة من مساعد النائب العام كاتزنباك إلى بيل مويرز، السكرتير الصحافي للرئيس الجديد جونسون. تنص هذه الوثيقة "يجب أن يكون الجمهور مقتنعا بأن أوزوالد هو القاتل، وأنه ليس لديه أي شركاء لا يزالون طلقاء، وأن كل الأدلة تدينه في المحاكمة." تم إنشاء لجنة وارين بعد ذلك بأربعة أيام.
(11). في تقرير لجنة وارن، جيرالد فورد يغير موقع الجرح الخلفي لجون كنيدي: نظرية الرصاصة الواحدة
- في يوليو 1997، تم نشر صفحات من التقرير الأصلي للجنة وارن. وكان من بينها صفحة تصف المسار الذي اتبعته الرصاصة الوحيدة – أو السحرية. تقول المذكرة، "دخلت الرصاصة في ظهره عند نقطة أعلى قليلا من الكتف إلى يمين العمود الفقري". وبالقلم الحبر، غيّر جيرالد فورد التقرير ليصبح "دخلت الرصاصة الجزء الخلفي من رقبته عند نقطة قليلا إلى اليمين من العمود الفقري"، مما يجعل نظرية الرصاصة الواحدة معقولة.
(12). 22 نوفمبر 1963، مذكرة هوفر: أوزوالد تصرف وحده
- بعد ظهر يوم الاغتيال، وقبل أن تبدأ التحقيقات، أرسل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إدغار هوفر" مذكرة للموظفين التنفيذيين له مشيرا إلى أنه كان قد اتصل بالنائب العام روبرت كينيدي، وأبلغه "لدينا الرجل الذي قتل الرئيس".
تقرير لجنة وارين هو محاولة تستّر على مقتل كنيدي مثل تقرير لجنة هجمات 11 أيلول المفبركة
___________________________________________
وفي مقالة مهمة للكاتب الأمريكي المعروف د. بول كريغ روبرتس كشف فيها عن أن مرشح الرئاسة روبرت كنيدي – شقيق الرئيس الراحل جون كنيدي – الذي اغتيل في 6 يونيو حزيران 1968 لم يُقتل برصاصات سرحان سرحان من الأمام بل بطلقة من الخلف :
"وسائل الإعلام الجادة مثل التلغراف البريطانية، تنفق الكثير من الطاقة لفضح المؤامرات الحكومية. على سبيل المثال، الآلاف من المهندسين المعماريين لناطحات السحاب، والمهندسين الهيكليين، والفيزيائيين، وكيميائيي النانو، وخبراء الهدم، والطيارين المدنيين والعسكريين، والمسؤولين الحكوميين السابقين قدموا أدلة واسعة على أن الرواية الرسمية لهجمات 11/9 هي خرافة على خلاف كل الأدلة وقوانين الفيزياء، لكنها رُفضت من قبل الصحافة المنحازة ووُصفت بـ "نظرية المؤامرة".
وبالمثل، فإن أشخاص، مثل جيمس جورج دوغلاس، الذي أثبت بما لا يقبل الشك أن الرئيس جون كينيدي لم يغتاله أوزوالد ولكن عن طريق الكارتل العسكري-الأمني المناهض للشيوعية، يوصفون بأنهم من أصحاب نظريات المؤامرة.
كان تقرير لجنة 11/9 وتقرير لجنة وارن هو للتستّر. نائب الرئيس ديك تشيني والمحافظون الجدد كانوا بحاجة إلى "بيرل هاربر جديدة" من أجل البدء بالهجمات العسكرية على دول الشرق الأوسط التي لديها سياسات خارجية مستقلة بدلا من أن تكون تابعة للولايات المتحدة و"لإسرائيل". كانت هجمات 11/9 مُدبرة لتكون "بيرل هاربر الجديدة"، وكانت هذه هي الحقيقة المراد تغطيتها إلى أن أصرّت أسر الضحايا على المطالبة بإجراء تحقيق وعدم قدرة جهات التستر على دفع مبالغ كبيرة من المال.
وبالمثل، لم يكن للجنة وارين أي خيار سوى التغطية على اغتيال الرئيس الأميركي الشعبي، جون كينيدي، الذي كان قد قُتل من قبل هيئة الأركان المشتركة، ووكالة الاستخبارات المركزية، وجهاز الخدمة السرية، لأنه كان يُعتقد أنه سيكون "متساهلا مع الشيوعية"، وبالتالي تهديدا لأمن الولايات المتحدة. كانت الحرب الباردة قائمة ولا يمكن للجنة وارين محاسبة المسؤولين الحقيقيين عن الإغتيال دون تدمير ثقة الجمهور في المؤسسات العسكرية والأمنية الأمريكية.
قتلوا روبرت كنيدي لأنه عرف من قتل شقيقه
_________________________
ومع ذلك فإن الجميع كانوا على بينة من حالة التلفيق ضد أوزوالد ويعرفون حقيقة ما حدث. كان واحدا من هؤلاء الناس المدعي العام روبرت كينيدي "بوبي"، شقيق جون كنيدي.
بوبي كينيدي تفهم الوضع. كان يعلم أنه كعضو في إدارة التستر لا يستطيع أن يفعل شيئا حيال ذلك. ومع ذلك، كان يعلم أنه إذا فاز بالرئاسة، فإنه سيستطيع محاسبة العناصر الأمنية المسؤولة عن اغتيال شقيقه. كان شقيقه قد أخبره أنه بعد إعادة انتخابه سوف يقوم "بتمزيق وكالة الاستخبارات المركزية إلى ألف قطعة". وعندما دمرت حرب فيتنام الرئيس ليندون جونسون، ظهر بوبي كينيدي كرئيس قادم للولايات المتحدة.
اغتيل بوبي كينيدي مساء اليوم الذي فاز فيه بالانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا. اتهم "سرحان سرحان" بجريمة الاغتيال هذه. كان سرحان واقفا أمام بوبي كينيدي. كان لديه مسدس بثماني طلقات، أطلق منه النار. لقد أصاب بول شراد، الذي كان يقف بجانب كينيدي. لكنه لم يصب كينيدي.
روبرت كنيدي لم يُقتل برصاصات سرحان سرحان من الأمام بل برصاصة من الخلف
______________________________________________
روبرت كينيدي، وفقا للأدلة الطبية وشهود العيان قتل من طلقات جاءت من الخلف وأصابت الجزء الخلفي من رأسه.
وهذا ما أكده لي قبل سنوات صحفي ممتاز وصانع أفلام وثائقية كان يقف خلف روبرت كينيدي مباشرة عندما أطلق عليه النار. قال لي انه أحسّ بالرصاصة التي أصابت كينيدي تمر قرب أذنه وشاهد تأثيرها. وكتب هذا الصحفي تقريرا كاملا إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي وعلى الرغم من مؤهلاته لم يتم الاتصال به أبدا من قبل المحققين.
الآن، وفي يوم الأربعاء الماضي، بعد 48 عاما من حادثة الإغتيال، قدم بول شراد، أدلة دامغة في جلسة الإفراج المشروط عن سرحان سرحان الذي أصبح بعمر 71 سنة الآن، أن روبرت كينيدي قُتل من قبل شخص آخر من الخلف وليس من الأمام حيث كان سرحان سرحان واقفا.
يمكنك أن تقرأ بيان بول شراد على هذا الرابط:
http: //www.informationclearinghouse.info/article44184.htm
وبطبيعة الحال، فإن وسائل الإعلام المنحازة تقول أن بولس شراد، الذي كان هو نفسه قد أصيب بالرصاص عندما اغتيل كينيدي، هو من أصحاب "نظرية المؤامرة": نظرية المؤامرة تشمل أي شخص يتحدى على أساس أدلة دامغة الحكومة التي تلقي باللوم في الجريمة على طرف ثالث بريء.
في وقت اغتيال روبرت كينيدي، كانت وكالة المخابرات المركزية تجري تجارب السيطرة على العقل. ويعتقد الخبراء أن سرحان سرحان كان واحدا من أولئك الذين خضعوا لسيطرة وكالة المخابرات المركزية. وهذا يفسر لماذا كان سرحان سرحان غير قادر على تذكّر أي شىء عن الحادثة التي أطلق النار فيها.
الرئيس كنيدي نقل عدوه رئيس الأركان ليجعله – دون أن يدري – مسؤولا عن لجان اغتياله في أوروبا
__________________________________________
كان الرئيس جون كنيدي قد خبر تمرد هيئة الأركان المشتركة في ظل رئيسها ليمان لمنيتزر ، وعرف عصيانه على مستوى واضح. أظهر لمنيتزر في اجتماعات البيت الأبيض ازدراء واضحا للرئيس. وعندما جلب لمنيتزر للرئيس كينيدي مشروع نورث وودز لقتل المواطنين الأمريكيين في شوارع أمريكا وتفجير طائرات أميركية في السماء من أجل وضع اللوم على كاسترو بحيث تتمكن الولايات المتحدة من غزو كوبا وتحقيق "تغيير النظام"، في كوبا، أطاح الرئيس كنيدي بلمنيتزر وأرسله إلى أوروبا كرئيس لمنظمة حلف شمال الأطلسي.
لم يكن كينيدي يعرف شيئا عن عملية غلاديو Operation Gladio، وهو برنامج اغتيالات في أوروبا تديره منظمة حلف شمال الأطلسي ووكالة الاستخبارات المركزية. وقد ألقي باللوم على الشيوعيين عن الاغتيالات وعن تفجيرات قطارات المدنيين في إيطاليا خصوصا، من أجل إضعاف النفوذ السياسي الشيوعي، وخاصة في إيطاليا. وهكذا، فإن طريقة كينيدي للتخلص من لمنيتزر جعلت لمنيتزر مسؤولا عن برنامج غلاديو للاغتيالات، وبالتالي قدم للمنيتزر وسيلة للتخلص من جون كينيدي نفسه.
أي شخص يعتقد أن الحكومات الديمقراطية لن تقتل مواطنيها هو جاهل جهلا يفوق الخيال. إذا عزيزي القارئ، إذا كنت واحدا من هؤلاء الناس البسطاء، يرجى الدخول إلى الإنترنت لتتعرف على المواقع الجادة الحقيقية، على سبيل المثال، موقع Operation Northwoods and Operation Gladio.
ملاحظة حول مصادر هذه الحلقات
__________________
مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن عمليات الإغتيال وأساليبها القذرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية سوف تُذكر في ختام الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة.
وسوم: العدد 705