لم تكن مادة التربية الإسلامية في يوم من الأيام مصدر تهديد
لم تكن مادة التربية الإسلامية في يوم من الأيام مصدر تهديد المنظومة التربوية بل كانت على الدوام همزة وصل بين الناشئة المتعلمة وهويتها الإسلامية
كعادته حمل أحمد عصيد على مادة التربية الإسلامية على موقع هسبريس ،واعتبرها مصدر تهديد للمنظومة التربوية ، واتخذ من موضوع الامتحان الموحد لمادة اللغة العربية بالسلك الإعدادي بمدينة تزنيت مطية للنيل من مادة التربية الإسلامية ، ولام الدولة التي لم تحزم أمرها و لم تمنع من سماهم مروجي الفكر الإرهابي في المؤسسات التربوية ويقصد بهم أساتذة مادة التربية الإسلامية واللغة العربية . ومع أن موضوع الامتحان الموحد الذي صنع منه العلمانيون قضية قد انجلى أمره، واتضح أن ما قيل عنه محض افتراء ، فلا زال العلمانيون يتمادون في تضخيمه ولهم من وراء ذلك أهداف مبيتة ونوايا خبيثة ماكرة تستهدف الإسلام في ظرف يعرف التكالب الصليبي الصهيوني عليه بشكل غير مسبوق. أما موضوع الامتحان الموحد فقد عرّف الناشئة بمحنة الشعب السوري الشقيق وبثورته على نظام مستبد أهلك الحرث والنسل ، واستعان على ذلك بدولة إيران الشيعية الصفوية التي تروم نشر عقيدتها المنحرفة الضالة في الوطن العربي السني ، وهي دولة طائفية عنصرية تتعامل مع غير أتباع عقيدتها بالقتل والتنكيل عن طريق توظيف عصابات إجرامية متعطشة إلى الدماء من قبيل حزب اللات اللبناني وما يسمى بالحشود الرافضية العراقية ، كما استعان بالروس الملاحدة الحاقدين على المسلمين وقد تبين حقدهم في دولة أفغانستان من قبل ، وتأكد بتدميرهم للقطر السوري وإبادتهم لشعبه المسلم السني . ولم يشعر بالعار أولئك الذين يؤيدون النظام النصيري الدموي ومن يواليه من رافضة ومن ملاحدة . ولا زالت صور الضحايا من الشعب السوري ترد علينا عبر وسائل الإعلام يوميا ، ولا زالت صور الأطفال الأبرياء عالقة في وجدان الأمة العربية والإسلامية ، ولا زالت صورة الطفل السوري الغريق المنكفىء على وجهه فوق رمال الشاطىء التركي جرحا داميا كجرح الطفل الفلسطيني الدرة، ومع ذلك لا يخجل العلمانيون من انتقاد من يفضح إجرام النظام السوري والإيراني والروسي الذين يتذرعون بمحاربة عصابات داعش الإجرامية والحقيقة أنهم يستهدفون ثورة الشعب السوري ، وتلتقي معهم تلك العصابات الإجرامية في هدفهم كما تشاطرهم في محاولة تشويه الإسلام عن طريق ارتكاب الفظائع ضد الأبرياء باسمه. ومن الغريب أن تصير إدانة التدخل الروسي والإيراني في سوريا تهمة يحاسب عليها ، ويعتبر من تصدر عنه داعشيا . إن الأمة العربية والإسلامية برمتها تدين جرائم الروس والإيرانيين وميلشياتهم في سوريا بنفس الإدانة التي تدين جرائم عصابات داعش الإجرامية ، لأن الإجرام ملة واحدة ، ومع ذلك ما زال العلمانيون يصرون على حشر كل المسلمين الذين يدينون جرائم النظام السوري الدموي ومن يدعمونه في خانة داعش من أجل إجبارهم على الصمت وعدم استنكار جرائم ضد الإنسانية تقع في القطر السوري وتستهدف شعبه التواق إلى التحرر من الديكتاتورية البعثية المقيتة . وبعيدا عن موضوع الامتحان الموحد الذي ركبه عصيد للنيل من مادة التربية الإسلامية ،نقول إن هذه المادة لم تكن في يوم من الأيام مصدر تهديد للمنظومة التربوية المغربية بل كانت على الدوام همزة وصل بين الناشئة المتعلمة وهويتها الإسلامية ، فحتى حين كانت تعيّر من طرف خصومها المستهدفين لها ببرامجها خلال سنوات المد اليساري في سبعينيات القرن الماضي ويسخر من دروس التيمم وتغسيل وتكفين الميت وغيرها من الأمور، كانت تؤدي دورها التربوي حيث كانت الناشئة تتعرف من خلالها على قيم دينها الذي يهتم بدقائق أمور الحياة بما فيها الطهارة ، و تكريم الإنسان واحترامه حيا و ميتا . ولقد كانت مادة التربية الإسلامية تلقن الطهارة والوضوء والغسل للناشئة في الوقت الذي كان الساخرون من مقرراتها لا يعرفون طهارة ولا وضوء ولا غسلا بل يتبولون ويتغوطون كما تتبول وتسلح البهائم . ودأبت مقررات التربية الإسلامية على مسايرة ظروف العصر خصوصا بعد استحداث شعبة الدراسات الإسلامية التي يعتبرها العلمانيون مصدر تهديد لعلمانيتهم وتخرّج أفواج من المدرسين خريجي هذه الشعبة الذين حملوا مشعل الذود عن الإسلام من خلال فتح آفاق المتعلمين واسعة على المعارف والعلوم المفضية إلى رحابه ،الشيء الذي ساهم في صحوة إسلامية مباركة لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر أو حقود حسود . ولن يفلح العلمانيون حيث أتوا في إبعاد الناشئة المتعلمة عن قيم دينها التي تتلقاها عن طريق مادة التربية الإسلامية في بلد يعتز بإسلامه أيما اعتزاز ، ويجعل على رأس دستوره انتماءه الإسلامي ، ويفخر بإمارة المؤمنين الحامية لحمى الملة والدين ، وهي حماية تشمل مادة التربية الإسلامية . ولقد باتت الدعايات العلمانية المغرضة ضد مادة التربية الإسلامية وضد مدرسيها متهافتة ومثيرة للسخرية.
وسوم: العدد 706