سيمفونية حل السلطة تؤكد على أنها مشروع لخدمة الاحتلال
سيمفونية حل السلطة
تؤكد على أنها مشروع لخدمة الاحتلال
صرح عباس خلال لقاء جمعه يوم الثلاثاء، بعدد من المراسلين الصحفيين "الإسرائيليين" المتخصصين بالشأن الفلسطيني في مقر المقاطعة بمدينة رام الله،
"المفاوضات ليست خيارا سياسيا بل أساس وجود السلطة والأساس الذي قامت عليه السلطة الفلسطينية وإذا فشلت هذه المفاوضات سنقول لحكومة إسرائيل هذه هي السلطة التي أفرغتموها من كل محتوى وفي هذه الحالة ستسلم القيادة الفلسطينية مسؤوليات وصلاحيات السلطة لإسرائيل بطريقة سلمية وستتحمل إسرائيل المسؤولية المدنية والأمنية في الضفة الغربية بدلا عن مؤسسات الحكومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية الفلسطينية، إذا انتهت المفاوضات وأغلقت الأبواب ستتحمل إسرائيل المسؤوليات الشاملة والكاملة، ستتحمل مسؤولية الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية من كافة جوانبها الصحية والتعليم وإلى أخر القائمة إضافة لتحملها المسؤولية الأمنية وستنتقل المسؤولية العليا عن هذه الأوضاع إلى إسرائيل".
بعد اتفاقيات أوسلو المشئومة تغنى قادة السلطة والمنظمة بإنشاء ما سموه زورا وبهتانا "المشروع الوطني الفلسطيني"، مع أن أبسط الحقائق تضع سؤالا كبيرا وهو كيف يكون مشروع السلطة "مشروعا وطنياً" وهو قام على أساس التنازل عن نحو 80% من الوطن المتغنى به للاحتلال؟، والحقيقة الساطعة تؤكد أن الجواب على السؤال بأن هذا المشروع هو مشروع أسس على جرف هار لخدمة الاحتلال وليس خدمة لأهل فلسطين. ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
ولإدراك ذلك نبين الحقائق التالية التي تؤكدها تصريحات عباس أعلاه:
*الاتفاقيات التي وقعتها السلطة أعطت يهود الأراضي التي احتلت عام 48 وهي تشكل معظم فلسطين، واعترفت بكيانهم وحقهم في الوجود وجعلت هذه الأراضي أراضي "إسرائيلية".
*الاتفاقيات جعلت الأراضي التي احتلت عام 67 أراضيَ متنازعاً عليها تخضع للتفاوض ولإقامة دولة منزوعة السلاح على الجزء المتفق عليه من هذه الأراضي.
*مشروع السلطة رفع الأعباء الأمنية عن الاحتلال لأن السلطة تعهدت بحماية أمن اليهود المدنيين والعسكريين والمستوطنين وملاحقة كل من يؤذي اليهود أو يحرض على الاحتلال وبالتنسيق الأمني مع الاحتلال والأمريكان، وتصرفاتها على الأرض تؤكد التزامها بذلك، حتى إن رئيسها قال إن الشغل الشاغل للسلطة هو حماية "دولة إسرائيل ومواطنيها".
*مشروع السلطة رفع الأعباء السياسية عن كيان الاحتلال وجعله كيانا شرعيا أمام العالم وفي المؤسسات الدولية.
*مشروع السلطة رفع الأعباء الاقتصادية عن الاحتلال من تعليم وتطبيب وطرق وغير ذلك.
*والسلطة تدرك ذلك تمام الإدراك ولهذا هددت مرارا الاحتلال بحل السلطة، وتصريحات عباس أعلاه تظهر بوضوح ما ذهبنا إليه، وعليه فإن أهل فلسطين لا يأسفون على هكذا سلطة بل يتطلعون لليوم الذي تنهض أمة الإسلام من كبوتها وتستعيد سلطانها من حكام الجور وتقيم خلافتها التي تخلصهم من الاحتلال المجرم ومن ظلم السلطة.