تسميات شوارع حلب
رسائل لم يحملها البريد
في حج عام ١٩٩٠ زارني في مكة المكرمة الرجل الطيب نوري كوراني وكان وقتها في عقده السابع ومعه زوجته التركية الثرية وام اولاده
حدثني انه كان موظفا في البلدية ومسؤول في لجنة تسمية الشوارع في حلب وكان لديهم تعليمات ان لا يطلقوا اسما على شارع صغيرا كان ام كببرا الا بعد ان تتوافق شروط معينه
وخصوصا الاسماء الجديدة منها
كشهداء الوطن المميزين او كبار الشخصيات او مخترعين او مكتشفين او او
وفي يوم من الايام زاره رجل مسيحي تفوح منه رائحة الخمر . ويتمايل كالمومسات ويتكلم بنعومة بنات الهوى
فقال اريد تسجيل شارع باسم ابي فقال الحاج نوري كوراني وما هي انجازات ابيك لينال شرف تسمية شارع بحلب باسمه
فقال المسيحي ابي اخترع النوع الفلاني من الخمر والذي تبنته كبرى شركات تصنيع الخمور
وهو من اوائل من دعا الى التنورة القصيرة والبسها لامي وخرج بها متفاخرا
وهو من اخترع الرقصة الفلانية وقام بتعليمها لاكبر الراقصات وعرضت في الكباريهات العالمية
واردف قائلا ..معي شهادات تثبت صدق كلامي
فاستوقفه الحاج نوري كوراني وقال له حسنا انا موافق على منحك شرف اسم ابيك في شوارع حلب
قال .. واطلقت عل ( زابوقة ) بحلب اسم ابو ذلك النصراني وخرج فرحا مسرورا
وبعد ايام عاد والغضب يجتاح كيانه وصرخ بوجهي .. انت ما بتستحي
فقلت له وماذا فعلت لك قال لقد اطلقت اسم والدي على الزابوقة في بحسيتا التي توصلنا الى بيت الدعارة ( المنزول ) كما يسميه اهل حلب
وكان وقتها مفتوحا بشكل رسمي وتحت اشراف الدولة
فقال الكوراني نعم انا تقصدت ان اطلق اسمه على اقذر منطقة بحلب فهي المكانة التي تليق بوالدك وانجازاته واختراعاته
وهي تتناسب تماما مع مواهب ابيك وامك ايضا
فغضب وقال غير لي الاسم فقلت هل زار ابوك كنيسة او مكانا مقدسا فقال لا هو ولا احد من عيلتنا
فقلت والله حتى الاسم في هذا الشارع كبير على شرفكم
رحم الله الحاج نوري كوراني واسكنه فسيح جنانه فقد كان يتهرب من تسميات الشوارع باسماء التافهين والماجنين والفنانين وادعياء الوطنية
اللهم ان الشام بلد الاطهار وشوارعها التي تخضبت بدماء شهدائها تتشرف ان تطلق الشوارع بأسمائهم الكريمة تخليدا لجهادهم الحقيقي وبطولاتهم النادرة
وسوم: العدد 709