قرار سعد الدين العثماني هل هو قبول للدنية أم استلهام روح الحديبية؟

خلافا للشعار الذي رفعه عبد الإله بنكيران وهو : " المنية ولا الدنية " ،هل قبل خلفه سعد الدين العثماني الدنية أم أنه استلهم روح الحديبية كما ذكر في بعض وسائل الإعلام منسوبا إلى بعض أعضاء قيادة حزب المصباح ؟  وهل كان العثماني مضطرا ولم يكن بطلا كما وصفه من أراد الشماتة  به وبسلفه  بنكيران ؟ لقد كثرت التكهنات بخصوص تشكيل الحكومة ، وكان من ضمنها أن يقبل العثماني ما رفضه بنكيران . واختلفت  تلك التحليلات والتعليقات بخصوص هذا الخيار الصعب بالنسبة لحزب المصباح  ، فمنهم من رأى أن وراءه حكمة الرجل ،ورجاحة عقله، وهدوء طبعه، وخبرته في علاج العقد النفسية  بحكم مهنته كطبيب نفساني ، ومنهم من رأى أن أمازيغيته كانت وراء تلطيف أجواء الحوار مع خصوم سلفه الأمازيغ ، وربما تكون هذه النعرة قد فعلت فعلها في الجميع ، فصار المرفوض مقبولا بفعل سحرها ، ومنهم من ذهب إلى أن الرجل رضي ما لم يرضه سلفه وحزبه مكرها لا بطلا ، ولم يزد عن قبول ما أملي عليه إملاء، ومنهم من أثار حديث استلهامه روح الحديبية خصوصا وأن حزب المصباح يتبنى المرجعية الإسلامية ولا غرابة أن يستلهم منها ما شاء متى وأنى  شاء  . ومن غريب الصدف أن صلح الحديبية كان في شهر مارس سنة 627 ميلادية ، فهل من حسن الطالع أن ينجح العثماني في صلح مع خصوم سلفه في  نفس الشهر ؟ وهل من حسن الطالع أيضا أن يحمل العثماني اسما منسوبا إلى اسم الصحابي الجليل عثمان بن عفان  رضي الله عنه الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاوضا من أجل الصلح مع قريش ؟  وإذا ما كان قول عثمان لحلف قريش : " لم نأت لقتال وإنما جئنا عمّارا "  فهل كان قول العثماني  لحلف أخنوش : " لم نأت لخلاف وإنما جئنا لائتلاف " ؟ ولا ندري من الذي لعب دور سهيل بن عمرو المفاوض عن حلف قريش بالنسبة لحلف أخنوش ؟  ولا ندري هل سيقبل إخوان العثماني منه  أن يقول لهم : " قد سهل لكم أمركم أراد القوم الصلح" أم أنهم سيرفضون منه ذلك وهم على عقيدة سلفه  " المنية ولا الدنية " ؟ وهل سيكون توافق وانسجام في حكومة فيها المكره المغبون والمعاند الفرح الفخور؟ وهل سيتفرق دم الشعب بين أحزاب الحكومة المشكلة أم أن حزب المصباح سيتحمل وحده وزر ذلك كما كان الشأن بالنسبة للحكومة السابقة التي ذكر كل ما كان عليها ولم يذكر شيء مما  كان لها ؟ وهل سيستسيغ ذوق الشعب حكومة  عبارة  عن خليط كخليط الحساء المغربي فيها المحسوب على اليسار، والمحسوب على المخزن ،و المحسوب على الدين ؟ وهل سيظل  الحديث عن حكومة الظل قائما ؟ هذه وغيرها أسئلة تدور في أذهان المغاربة، وهم لا يدرون ما يخفيه لهم المستقبل ،ولهم الكثير من التطلعات نحو تطبيب وتعليم  قد أفلسا ، ونحو شغل وعيش كريم  قد عزا ، وحرية وديمقراطية مشكوك في أمرهما  ... وهل سيكون لحديبية العثماني فتح أم أنها نهاية المصباح ؟

وسوم: العدد 713