انتخب بشار... لتكن شريكًا في القتل والدمار

انتخب بشار... لتكن شريكًا في القتل والدمار

ياسر عبد الله

ابتهج مناصرو المجرم بشار الأسد فرحًا عندما أعلن ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة -التي ستجرى في الثالث من حزيران القادم- وماكان فرحهم إلا تمثيلية سخيفة ومكشوفة للمحافظة على مصالحهم ووجودهم، ومحاولة لإقناع غيرهم بأنهم وطنيون مخلصون وقفوا مع الأسد لمواجهة المؤمراة الكونية على الدولة السورية...

فأي أحمق سيصدق مزاعمهم؟!!! فقد كذبوا على أنفسهم، ولن يصدقهم إلا أمثالهم من المرتزقة وكل من ضلل بوسائل إلاعلام الأسدية الذين أعمى الله قلوبهم عن رؤية الحقيقة لأنهم يعلمون علم اليقين بأن آل أسد يعتبرون سوريا مملكة لهم ومن الاستحالة أن يسلموا الحكم لغيرهم وأنهم ماضون بتطبيق شعارهم: (الأسد أو نحرق البلد) بكل عزيمة وإصرار.

نقول لهؤلاء المرتزقة: احتفلوا كما شئتم وانتخبوا مجرم العصر بشار فأنتم شركاء له في القتل والدمار ... ولكنكم لن  تفلحوا بإقناع أحد مهما حاولتم أن تبرروا دفاعكم عما اقترف نظام الأسد من الجرائم بحق شعبكم؛ لأن الشعب السوري الحر ومعه كل العالم شاهد على جرائم سيدكم السفاح بشار في وضح النهار للسنة الرابعة على التوالي وبشكل يومي، وماعاد تنطلي عليه ماتسوقون من تبريرات للمجرم القاتل الذي لم يسبقه أحد في إجرامه.

فإن كنتم قد خدعتم وكذبتم على أنفسكم بإرادتكم للدفاع عن مصالحكم لتقنعوا غيركم بأن قصف المدن والقرى بالطائرات والصواريخ لمواجهة الإرهابين المسلحين فلن يصدقكم أحد؛ لأن مواجهة المسلحين الذين لايملكون سوى البنادق والأسلحة الخفيفة لاتتم بقصفهم بالطائرات والدبابات والصواريخ والأسلحة الكيماوية لينتج عنه تدمير أحياء سكنية بأكملها على رؤوس سكانها، فمئات الألاف من الأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلهم الطاغية بشار ليسوا قتلة وارهابيين، والملايين من المهجرين هم من أبناء شعبكم، وما كانت المساجد والكنائس والمدارس والأفران والمستشفيات والأحياء السكنية التي دمرت على رؤوس من كان فيها قواعد عسكرية يخزن فيها الأسلحة الثقيلة.

وإن كنتم قد خدعتم وكذبتم على أنفسكم بإرادتكم للدفاع عن مصالحكم لتقنعوا غيركم بأن المشايخ هم من أفتوا لكم أن تنتخبوا القاتل بشار فلن يصدقكم أحد لأنكم تعلمون أن فتوى هؤلاء المشايخ تُمْلَى عليهم من الأفرع الأمنية ليملوها عليكم ، فكيف لكم أن تصدقوا العلماء المأجورين ولا تصدقوا العلماء الربانيين في المجلس الإسلامي السوري الذي يضم نحو ٤٠ هيئة ورابطة إسلامية علمية شرعية من أهل السنة والجماعة وهم من خيرة العلماء والمشايخ في سورية الذين أفتوا بـ : (تحريم الانتخابات الرئاسية وأن المشارك في الانتخابات يعد شريكًا في الظلم والبغي والإثم والعدوان، وتعد المشاركة "كبيرة من الكبائر" كونها إعانة للمجرم وتفويضًا وتغطية له على جرائم جيشه وأجهزته الأمنية بحق المقدسات والدماء والأعراض والأموال)

فكفوا عن مساندتكم لقاتل الأطفال ومدمر الأوطان واعلموا أن رهانكم باستمرار حكم آل الاسد خاسر لامحالة، وسيسقط الأسد رغم أنوفكم وأنوف جميع الدول التي ساندته، ولن يفيدكم ماحصلتم عليه من فتات مائدة آل الأسد، وإن نجوتم من محاكمة شعوبكم فلن تنجوا أبدًا من الذل الذي سيطالكم طوال حياتكم، فكيف لكم أن تضعوا عينكم بعين من فقد أحد أفراد أسرته وهدم بيته؟ عندها ستقضون بقية عمركم أذلاء صاغرين، يلعنكم جيل بعد جيل ... لدعمكم وانتخابكم لمن قتل مئات الألاف من أبناء بلدكم ودمر نصف سوريا وليس لديه حرج أن يدمر الباقي حفاظًا على استمراره في الحكم؟ واول من سيتخلى عنكم هو من تدعمونهم اليوم من آل الأسد، فليس لكم مكان معهم عندما يغادرون لينجوا بأنفسهم ... فهل تدركون ذلك وتفيقون من غفلتكم قبل أن يحل عليكم الندم في الدنيا والخزي في الآخرة؟!

﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا . وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا . رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴾.