حول جنيف 5 ملخص الكلام
ماذا بعد؟
سالني عدد من الأصدقاء عن سبب عدم كتابتي حول الجولة الخامسة لمفاوضات جينيف.
الحقيقة أني كتبت في منشوري السابق بأن هذه المفاوضات هي تمرير للوقت، لذلك فإن كل مايطرح فيها ليس جدياً ولن يحدث تأثيراً حقيقيا على مايجري على الأرض، وأن وفد النظام لايملك الصلاحية لأي قرار حتى فيما يتعلق به نفسه، مما يجعل المطالبات بمفاوضات مباشرة معه أمراً مستغرباً ويجعل المفاوضات بمجملها عملاً عبثيا لن يأتي بخير، ومع ذلك نصحت بالاستمرار فيها، ولكن بشرط المشاركة بالشكل الدبلوماسي الصحيح والذي يجيد النظام لعبه ويغيب للأسف بشكل شبه كامل عن وفد المعارضة، وهدف الاستمرار في مفاوضات عبثية هو عدم ترك الساحة السياسية للنظام للعب فيها بالشكل الذي يرفع عنه الكثير من الضغوط الدولية.
ومع بداية ظهور موقف الولايات المتحدة الجديد القديم بعدم الانخراط في الشأن السوري والمتمثل في تصريحات مشوشة تصدر عن مصادر امريكية مختلفة، لم يعد أمام الثوار سوى التوجه إلى العمل العسكري الصحيح. وبما أنه من المستحيل التوحد تحت جيش وطني واحد في الظروف الحالية، فالحل هو في توجه الفصائل الثورية الصغيرة منها والكبيرة لحروب العصابات التي تبتعد عن احتلال مناطق يسهل على النظام محاصرتها وقصفها وتهجير أهلها، واستهداف القوة الرئيسية التي غيرت ميزان القوى وهي القوات الروسية في قواعدها الثابتة، مما سيجعلها تنسحب مجبرة تحت ضربات لاتستطيع الانتقام من منفذيها في مناطق انطلاقهم.
النظام لم ولن يقبل بأي حل سياسي حتى ولو ملأ الدنيا تصريحات فارغة عن قبوله به، أما داعميه فثبت أنهم أكثر منه خبثا وكذباً في تصريحاتهم وادعاءاتهم التوجه إلى الحل السياسي ووضع قناع الوساطة. وإذا لم تكن هناك ضربات عسكرية موجعة للنظام ولمؤيديه لن تنتصر الثورة ولن تحقق هدفها باسقاطه، ولن تنتصر الدبلوماسية إذا لم تكن القوة العسكرية هي السند الحقيقي لها.
وسوم: العدد 714