حكاية من مستعمرة المحرقة البشرية في صيدنايا..
فلم اليوم وكل يوم : المحرقة
أعزائي القراء
اولا..
لابد لي إلا أن أقدم إعتذاري لما أصاب سجن الباستيل من إهانات لتشبيهه بسجون الطغاة من آل المجرم بشار الاسد ونظامه الطائفي .
فإذا قورن سجن صيدنايا الاسدي بالباستيل الفرنسي , يقال عن الباستيل انه واحة غناء وجنة خضراء !
فلم يكن في سجن الثورة الفرنسية تعذيب وحشي ولا مقابر جماعية ولا محرقة للجثث , وكان كل عدد نزلائه يوم كسر اقفاله 1400 انسان فقط , ويقال ان عدد معتقليه في عهد لويس الرابع 1659 شخصا كانوا من النبلاء الذين(ينحرف) سلوكهم فكانوا يدخلوهم الباستيل لتأديبهم وتطور الأمر لسجناء العقيدة الدينية كالبروتستانت ثم المعتقلين السياسيين في نهاية أمره .
فلا تعذيب ولا مشانق ولا مقاصل ولا محارق … ولا 13000 هيكل عظمي لا تعرف في أي بقعة من بقاع سورية دفنوا ولا لرماد الأبرياء الذين أحرقت جثثهم في أي واد أو نهر أو بحر نثر رماد جثثهم المحترقة .
أليس من حقنا بعد ذلك أن نعتذر للباستيل لما لحق به من إهانات مقارنة بمقابر ومحارق صنعها (ابطال) الصمود النتن لشعب تواق للحرية .!
ومصيبتنا في هذا العالم هي حكامه وخاصة عندما يعلم حاكم أكبر دولة في العالم تدافع عن الحقوق الإنسانية وهي امريكا بمجازر الحرق والشنق ومنذ اربعة أعوام ثم تسكت عنها فأي حضارة وأي سمعة بقيت لأمريكا بعد أن لطخ سمعتها رئيسها فعرف بالمحارق واخفى أسرارها في ادراجه.! !
من أرض المحرقة هذه قصة لرجل أعرفه وكان من خيرة الناس كان مراقبا في ثانوية في حلب كان يديرها والدي رحمه الله.
انه ابن ريف حلب الأستاذ عبد السلام البيراوي الذي أخذ بتهمة ظالمة وتبين بعد خمس عشرة سنة من التعذيب والقهر أن المجرم ليس هو عبد السلام المطلوب ، ذلك الرجل الوديع والمدرس الناجح وصاحب الأخلاق الحميدة.
فأفرج عنه بعد ١٥ عاما قضاها رجل العلم والتوجيه في محرقتهم .
فتح باب الزنزانة وقيل له وبكل بساطة واستهتار : أخرج أنت بريء !
ذهب الرجل إلى حلب ففتش عن بيته فلم يجده لأنه فقد الذاكرة ! اتصل هاتفيا ببيته قال لأولاده أنا خرجت انتظركم بجوار الشجرة ! وأغلق الخط ؟
بحث الأولاد عند أشجار حلب كلها علهم يهتدون اليه إلى أن وجدوه بجوار القلعة !
فأخذوه صامتا إلى البيت يلتفت حوله يشك في كل من يمر بجانبه من أن يكون أحد زبانية صيدنايا يأخذه لحفلة تعذيب او يخشى من سؤال يومي ساخر اعتاد السجناء عليه :هل انت مع معاوية ام مع علي !
فيحتار السجين بماذا يجيب ! هذا أحد أسئلتهم الطائفية القذرة, فلقد دق المجرم اسفينا بين مكونات الوطن الواحد غايته أن يبقى متسلطا على رقاب هذا الشعب التواق للحرية ولو جلس على جبل مصنوع من رماد شعب قام بحرقه .
ان صيدنايا وصمة عار في جبين النظام الاسدي بل هي وصمة عار في جبين الإنسانية ، انها مسلخ بشري يذبح فيه الشعب بهدوء ، وتنزع اظافر الأيدي والأرجل بهدوء ، وتسلق الاجساد بالمياه الساخنة بهدوء , ويصعق بالكهرباء بهدوء .
فيه الإعدام والشنق صباح كل ثلاثاء وخميس ! وفيه الحرق كل ليلة لخمسة عشر جثة يوميا. حتى شمل عدد الإعدامات الجماعية السرية شنقا 13 الف معتقل!.
لقد أوعز الطاغية لعملائه من الدواعش أن ادخلوا تدمر ودمروا سجنها معتقدا بذلك انه سيخفي تاريخه الأسود .
فإذا بأفران سجن صيدنايا تفضحه.
وإذا بمداخن فرن صيدنايا تفضحه.
وإذا برائحة الجثث المحترقة في سجن صيدنايا تفضحه.
وإذا بثلج صيدنايا المذاب على سطح محرقة الانسان يفضحه.
العالم كله عرف بالفضائح .
ومازال قضاة العالم وحكامه في حيرة من أمره يضعون أيديهم على جباههم يفكرون. ثم يخرجون عليك باقتراحاتهم بأن تقتسم حكم سوريا مع هذا المخلوق المجرم.
إذا لم يكن هذا عهرا.
فما هو العهر إذن .؟
المنسق العام للهيئة السورية للإعمار * | المركز العربي الأوروبي
وسوم: العدد 733