رفع العلمين الانفصالي والطائفي يثير الشكوك حول الأهداف الخفية وراء حراك الريف
يحاول الواقفون وراء حراك الريف دفع تهمة الانفصال عنهم، ونفي الارتباط بجهات خارجية تريد زعزعة أمن واستقرار الوطن ، ويصرحون بتشبثهم بالانتماء لهذا الوطن إلا أن رفع علمين الأول له دلالة انفصالية وهي ما يسمى "جمهورية الريف " ، والثاني له دلالة طائفية وهي الأمازيغية مؤشران ينقضان ما يزعمون . ومعلوم أن العلم الأمازيغي لا يرفعه سكان الريف وحدهم بل يشاركهم في ذلك أمازيغ آخرون في أقطار مجاورة منهم سكان منطقة القبائل في القطر الجزائري، و بعض سكان تونس وليبيا . ويحاكي هذا العلم علم الأكراد في منطقة الشرق الأوسط، وهو علم طائفي وانفصالي في نفس الوقت . ولا يمكن أن يصدق المرء نفي المحركين لحراك الريف دفعهم تهمة الانفصال والطائفية عن أنفسهم وهم يرفعون هاذين العلمين، ولا يرى بين حشودهم العلم الوطني الذي يعتبر رفعه دفعا حقيقيا لتهمة الانفصال وشهادة براءة ملموسة . ولا يمكن استخفاف محركي حراك الريف بعقول المغاربة من خلال التصريح بالقول بانتمائهم الوطني وهو انتماء لا يسقط عنهم رغم أنوفهم وفي المقابل التعبير برفع رايتين انفصالية وطائفية مما ينقض بشكل مملوس قولهم ، و شأنهم في ذلك شأن من يظهر الورع والتقوى ولكنه يشهر ما يتنافى معهما . وفضلا عن رفع العلمين ينشر محركو حراك الريف فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن تصريحات تؤكد بشكل أو بآخر الدلالة الرمزية للعلمين . ومن العبارات المستعملة في هذه الفيديوهات على سبيل المثال لا الحصر " أحرار الريف " وكأن الحرية حكرا على سكان منطقة الريف في حين أن باقي سكان المغرب مجرد عبيد علما بأن الحرية لا تسقط عن جميع المغاربة . ومن ذلك أيضا عبارة " عسكرة الريف " الشيء الذي يوحي بأن الريف محتل من طرف جيش أجنبي . وهل يعتبر وجود الجيش المغربي على أرض الوطن عسكرة بالمعنى الذي يقصده محركو حراك الريف ؟ أليس من حق وواجب الجيش المغربي أن يكون منتشرا في كل ربوع البلاد لأنه جيش مكلف بحماية الوطن من كل ما يهدده سواء كان تهديدا خارجيا أم تهديدا داخليا ؟ ومن العار أن ينشر بعض المحسوبين على حراك الريف بعض العبارات القادحة في الجيش والأمن المغربيين من قبيل قول بعضهم على الجيش أن يحمي الصحراء المغربية وكأن جيشنا لا يوجد في الصحراء ولا يحميها ، ولم تسل دماؤه فوق رمالها دفاعا عنها . لا يوجد مغربي لا يساند كل حراك حيثما وقع على أرض الوطن يطالب بتحسين أوضاع الشعب والنهوض بكل جهات الوطن خصوصا الجهات التي طالها الإهمال منذ عقود ، ولكن لا يوجد مغربي واحد يرضيه رفع علم انفصالي لا يختلف عن رفع علم الانفصاليين في مخيمات تندوف ، فهذا يرمز لما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية " وذاك يرمز لما يسمى " جمهورية الريف " . ومعلوم أن جميع المغاربة يعتزون بتاريخ بطل الريف المجاهد الكبير محمد بن عبد الكريم الخطابي رحمه الله تعالى تماما كما يعتزون بنضال أمثاله من المجاهدين في كل ربوع الوطن ، ولكن لا يوجد مغربي يقبل أن يرتزق أحد أو جهة ما بنضال هؤلاء المجاهدين ويوظفه لأغراض انفصالية تروم تشتيت الصف المغربي وتقويض الوحدة الوطنية واللحمة والآصرة المغربية . أليس الشرق منطقة تعاني أيضا مما يعاني منه الريف ، وسكانها أمازيغ أيضا ،ولكنهم لم يخرجوا بأعلام طائفية ولا انفصالية ولن يرضوا بذلك أبدا ، ولن يغلبوا الدعوات الطائفية على الانتماء الوطني؟ ومعلوم أن حال جهات المغرب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لا تختلف ، فكلها تتطلع إلى نهضة شاملة للخروج من وضعية التخلف التي خلفها المحتل الفرنسي والإسباني وراءه بعد استنزاف الخيرات . وعلى أبناء الريف أن يحبطوا مؤامرات المتآمرين على هذا الوطن وأن يرفعوا العلم الوطني وحده لا شريك له من الخرق النافخة في النعرات العصبية من أجل تقويض أمن واستقرار ووحدة الوطن . وعلى أبناء الريف أن يتعظوا بما يقع في العراق وسوريا واليمن وليبيا وقد دمرت نيران الطائفية هذه البلدان دمارا شاملا . ولا ينسى أبناء الريف أن استقرار المغرب يثير حفيظة أعدائه ، وأنهم يريدون أن يجروه إلى مستنقع الطائفية القذرة لا قدر الله . نعم لتنمية شاملة في منطقة الريف تكون موازية لتنمية شاملة في كل مناطق الوطن ، ولا تكون على حساب مناطق أخرى ، ولكن لا وألف لا لأية حركة أو رمز أو عبارة تنفخ في العصبية الطائفية أو في النزعة الانفصالية . ولن يقبل المغاربة أن تستعمل قوات الأمن العنف ضد التظاهر السلمي بالمعنى الحقيقي لكلمة سلمي أقوالا و أفعالا حركات ورموز وشارات ، وفي المقابل لن يقبلوا الشغب والفوضى ، ولن يقبلوا إهانة جيشنا وقوات أمننا من خلال الأوصاف القدحية التي تمس بسمعة الوطن وهي سمعة جميع المغاربة . ونأمل أن تغلب حكمة أبناء الريف تهور العناصر المدسوسة بينهم التي تدفع في اتجاه حصول الانزلاق نحو الفتنة النائمة ،ولعن الله من أيقظها.
وسوم: العدد 721