بعض المواقع الإعلامية تنفخ في نار الفتنة لتأجيجها بعدم احترام المهنية و في غياب الرقابة القانونية

من المعلوم أن بعض المواقع الإعلامية  تلعب دورا كبير في فبركة الأحداث ، وتوجيهها عن طريق ما يشبه الإيحاء والتحريض  .  ولنتأمل من خلال بعض العناوين التي اعتمدها بعض المواقع  كيف يتم الإيحاء بتوجيه ما يسمى تداعيات حراك الريف نحو النفخ في نار الفتنة بغرض تأجيجها . وتلك العناوين على الشكل الآتي :

ـ ( الشرطة  تنهر مصورين وتمنع تضامنا مع معتقلي الريف بالبيضاء )

ـ (  علم جمهورية الريف  يرفرف بالرباط وغاضبون ينددون بالفساد )

ـ ( أمن الرباط يشتت وقفة احتجاجية تضامنا مع الزفزافي )

ـ ( الإضراب العام يشل الحسيمة والزفزافي  مهدد بتهم ثقيلة )

ـ ( الهراوات تنهال على أجساد متضامنين  مع معتقلي الريف بالرباط )

ـ ( حقوقيون :اعتقال الزفزافي خطير وتهميش الريف شر مستطير )

ويلاحظ من خلال هذه العناوين هيمنة الخطاب التحريضي المنحاز بشكل مكشوف . ففي الحديث عن الشرطة والأمن  نجد العبارات الآتية :

(الشرطة تنهرمصورين  وتمنع  تضامنا / أمن الرباط يشتت وقفة  احتجاجية  / الهراوات تنهال على أجساد متضامنين / اعتقال الزفزافي خطير/ تهميش الريف شر مستطير )

وفي المقابل  نجد العبارات الآتية :

(  تضامن مع معتقلي الريف / علم جمهورية الريف يرفرف  بالرباط / غاضبون ينددون بالفساد /  وقفة احتجاجية تضامنا مع الزفزافي / متضامنون مع معتقلي الريف /  حقوقيون / اعتقال الزفزافي / تهميش الريف  )

 ويبدو واضحا غياب الحياد الإعلامي من خلال هذه العناوين ،الشيء الذي يعكس غياب الحرفية المطلوبة في  الرسالة الإعلامية  وعدم احترامها  بل يعني التحيز الواضح وأكثر من ذلك النفخ في نار الفتنة لتأجيجها إعلاميا.

وتصف هذه المواقع  متزعم الحراك بالأيقونة ،  وهي كلمة تعني في اللغة  صورة القدس ـ بضم القاف والدال ـ عند المسيحيين ، كما تعني صورة أو تمثال مصغر لشخصية دينية يقصد بها التبرك . وفي هذا نفخ في شخصية متزعم الانقلاب وهي صناعة إعلامية  تحاكي  فعل الذين يحولون المعدن الخسيس إلى ذهب نفيس  أو يصنعون من الحبة قبة .

وأغرب ما نشرت هذه المواقع كلمة والد متزعم الحراك أو الأيقونة على حد تعبيرها والتي  خاطب بها حشد ا من المحتجين ، وجاء فيها ما يلي :

( لساني يعجز عن شكركم أنتم وجميع من خرجوا عبر المدن المغربية الأخرى والإخوة  في الشتات مع ناصر )

والملاحظ أن كلمة " شتات " يستعملها الإخوة الفلسطينيون الذين شردهم المحتل الصهيوني عن أرضهم ، وهي كلمة  لا محل لها من الإعراب  كما جاء على لسان والد الأيقونة لأنه لا يستقيم إطلاق هذه الكلمة على الجالية المغربية المقيمة في الخارج ،وحالها ليس هو حال الإخوة الفلسطينين في الشتات . وإن تعمد استعمال هذه اللكلمة يوحي بالفكرة التي يحاول  الذين يقفون وراء الحراك التنكر لها وهي فكرة  الانفصال أو ما يسمى بجمهورية الريف والذي صار علمها يرفع جهارا وعن سبق إصرار دون متابعة قانونية في حق من يتعمدون رفعه إساءة للوحدة الترابية  .  ووالد الأيقونة  حين  يصف الجالية من أبناء الريف في الخارج بالشتات  كأنه يريد تشبيه الدولة المغربية بالاحتلال الصهيوني ، ويؤكد هذا ما جاء في المقال الذي تحدث بلسانه  في قوله : ( نطالب الدولة المغربية بإلغاء المتابعات في حق المعتقلين والمختطفين السياسيين ) .  وقوله الدولة المغربية يبدو وكأنه يتحدث عن دولة محتلة  لأرض ليست مغربية .

وهكذا تساهم بعض المواقع الإعلامية في الدفع في اتجاه تشجيع  تصعيد وتيرة الحراك الذي  قد يجر البلاد إلى فتنة لا قدر الله شبيهة بفتنة بعض الأقطار العربية التي تفككت أوصالها واندلعت فيها الحروب الأهلية والطائفية ، وفرخ فيها الإرهاب  والعنف الأعمى .  وكان على هذه المواقع أن تلتزم الحياد في وصف ما يحدث ، وأن تسمي الأشخاص والأحداث بمسمياتها ،فتقول على سبيل المثال الموقوفين حسب الأجهزة القضائية  ، والمعتقلين والمختطفين حسب من يؤيدهم . وتدخل قوات حفظ الأمن  لمنع مظاهرات غير مرخص لها  حسب تصريح الجهات المسؤولة ، والانهيال بالهراوات وتشتيت الوقفات الاحتجاجية حسب مؤيدي الموقوفين  لأن ما  يسمى انهيالا بالهراوات وتشتيت للوفقات بلغة الشارع  هو مهمة ضبط الأمن العام  باللغة القانونية . وهكذا يكون النقل  الإعلامي محايدا  لما يحدث .  وأخيرا على تلك المواقع الإعلامية أن تراجع أسلوبها في تغطية الأحداث  وتلتزم الحرفية والحياد ، وتراعي مصلحة الوطن التي يسيء إليها رفع علم ما يسمى بجمهورية الريف ،وهو استهداف للوحدة الترابية لا يختلف عن استهدافها من طرف انفصاليي البوليساريو . ولا يمكن أن يتخذ حراك من أجل مطالب تنموية  مطية من أجل الدعاية المشبوهة لجمهورية وهمية . ولا بد أن يدان كل من يحمل علما غير العلم الوطني بتهمة هذه الدعاية المشبوهة والمغرضة والمستهدفة  لوحدة الوطن وأمنه واستقراره . ولا يمكن  التذرع بمحاربة الفساد لتفكيك أوصال هذا الوطن ، والنفخ في نار الفتنة .   

وسوم: العدد 722