رسالة مفتوحة حول مأساة اللاجئين السوريين في لبنان
" لبنان خطأ تاريخي و فائض جغرافي"
رسالة مفتوحة حول مأساة اللاجئين السوريين في لبنان
الحملة الدولية للتضامن مع اللاجئين السوريين في لبنان
السيد الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة
السادة قادة الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي
أصحاب الجلالة و السيادة والفخامة والسمو قادة الدول العربية والإسلامية
السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية
السيد المفوض السامي لشؤون اللاجئين
السادة والسيدات رؤساء المنظمات والمؤسسات المعنية بقضايا اللاجئين وحقوق الإنسان
إلى الأحرار من الشعب اللبناني
باريس في 03.07.2017
شهدت منطقة عرسال اللبنانية فصلاً جديداً بالغ الخطورة من التنكيل والقمع والاضطهاد باللاجئين السوريين وارتكب الجيش اللبناني وميليشيا حزب الله الإرهابية مجزرة بشعة يوم الجمعة الماضية في 30 حزيران /يونيو في مخيمي النور والقارية للاجئين السوريين مما أسفر عن استشهاد 19 لاجئاً من مواطنينا بينهم طفلة سحقت تحت جنازير إحدى المدرعات العسكرية و رجل عاجز مقعد مبتور القدمين و العشرات من الجرحى ونحو 400 معتقل بشكل مهين تعرضوا للضرب والإهانة والتعذيب.
وتمتد حدود عرسال بالتوازي مع منطقة القلمون السورية وتضم نحو 117 مخيمًا للاجئين السوريين، و تضم أكثر من 100 ألف لاجئ معظمهم من محافظة حمص ومنطقة القلمون في ريف دمشق.وتعتبر عرسال البلدة السنية الوحيدة في محيط من القرى والبلدات الشيعية اللبنانية الموالية لحزب الله ودفعت عرسال وأهلها ثمناً باهظاً نتيجة موقفها الداعم للشعب السوري وثورته.
إن الهجوم الذي استخدم فيه الجيش اللبناني وحزب الله القنابل والذخائر الحية والمدرعات العسكرية أسفر عن قتلى وجرحى ومعتقلين وتدمير وتخريب لخيم اللاجئين ومحتوياتها وترويع للنساء والأطفال والعجائز، تحت ذرائع و وحجج واهية. وقام عدد من عناصر الجيش بينهم من هم أساسا عناصر تابعين لحزب الله قاموا بتفتيش النساء بشكل مهين وتعرضت العديد من النساء للتعرية ونزع ملابسهن بالقوة على الملأ لإذلال اللاجئين والطعن بشرفهم وامتهان كرامتهم.
إن الهجوم الذي تعرضت له مخيمات اللاجئين في عرسال سبق وحذرنا منها بتاريخ 8 حزيران/يونيو أي قبل وقوعها بنحو ثلاثة أسابيع بناء على معلومات أمنية دقيقة وصلتنا من جهات صديقة أكدت لنا نية وخطة حزب الله و بالتعاون و بالتنسيق مع عناصر من داعش للقيام بعمليات في مخيمات اللاجئين في عرسال لتوريط الجيش اللبناني المخترق على مستوى القيادات من حزب الله و بالتنسيق مع إيران و النظام السوري.
و اليوم الأحد بتاريخ 2 تموز/ يوليو إندلع حريق كبير متعمد ترافق من انفجارات لجرات الغاز في مخيم رائد في منطقة المندرة بين المرج ومكسة وقب الياس، وهو مخيم كبير يحتوي على اكثر من 200 خيمة مما أسفر عن تشريد عشرات العائلات من اللاجئين السوريين.
كل ما سبق يؤكد أن ما يتعرض له اللاجئون السوريون في المخيمات هو مخطط ممنهج ضمن سلسلة عمليات تهدف طرد وإرغام اللاجئين السوريين على القبول بالعودة إلى سورية إلى مناطق سيطرة النظام السوري وحزب الله، والقتال ملزمين في صفوفهم، بعد توقف المفاوضات بين ممثلين عن بعض الفصائل في القلمون عقب إعادة عدة عائلات من اللاجئين إلى بلدة عسّال الورد السورية.
وبناء عليه فإننا نؤكد مايلي :
أولاً: نستنكر و ندين بأشد عبارات الإدانة هذه الجريمة والممارسات الإرهابية و البربرية بحق اللاجئين المدنيين العزل و نعتبرها جريمة حرب يجب محاسبة جميع القائمين عليها و المتورطين فيها.
ثانياً: نطالب الأمم المتحدة والمفوضية السامية للاجئين و الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن و المجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية واحترام تطبيق وتنفيذ جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحماية اللاجئين والبدء الفوري بالتحقيق في هذه الجرائم البشعة وحماية وإدارة هذه المخيمات من قبل المنظمات الدولية المعنية باللاجئين.
ثالثاً: إن جميع اللاجئين السوريين في المخيمات في لبنان يرفضون وضعهم بين خيارين إما العودة المذلة لوصاية النظام السوري أو البقاء في حياة الجحيم والتنكيل بالمخيمات و ليس لديهم أي رغبة بالبقاء على الأراضي اللبنانية في أوساط حاقدة و ساقطة أخلاقياً و يطالبون بتمكينهم بالعودة بلادهم إلى سورية للمناطق التي خرجت عن سيطرة الأسد وحلفائه.
رابعاً: إن الإدعاء الكاذب للسلطات اللبنانية التي تسيطر وتهيمن عليها عصابة حزب الله الإرهابية بوجود مسلحين وإرهابيين في عرسال تدحضها وتنفيها حقيقة الواقع لا سيما مع انعدام وجود أي وثائق واثباتات تثبت تسلل أو وجود إرهابيين فمنطقة عرسال تحاصرها و تطوقها وحدات وحواجز من الجيش اللبناني وميليشيات حزب الله فلا يمكن دخول انتحاريين أو غرباء إلى المخيمات فالحواجز تمارس إجراءات مراقبة و تفتيش دقيقة وكان الأحرى بالجيش اللبناني الذي يستقوي على اللاجئين المدنيين المنكوبين و العزل والفقراء والضعفاء أن يمتلك الشجاعة ويكشف للرأي العام اللبناني والعربي والدولي كيف تتمكن ميليشات حزب الله المسلحة و بمعدات وآليات عسكرية ثقيلة من الدخول إلى سورية بل وقصف الأراضي السورية بالمدفعية والصواريخ من مرتفعات الهرمل ومن المناطق المحاذية لريف القصير؟
هل يمكن للجيش اللبناني أن يشرح كيف تمكنت ميليشا حزب الله العام الماضي من القيام باستعراض عسكري في مدينة القصير السورية المحتلة في 11/11/2016 و بدبابات ومدرعات وآليات عسكرية أمريكية وغربية تعود للجيش اللبناني؟!!!!!! وأين لبنان والدولة اللبنانية من مقتل وجرح الآلاف من مواطنيهم المنضوين في ميليشيات حزب الله على الأراضي السورية ؟
خامساً: نطالب المجتمع الدولي بنشر قوات أممية على الحدود السورية ـ اللبنانية لمنع تدخل حزب الله في سورية ومنع الاعتداءات على الأراضي السورية إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية وهذا كفيل بدحض افتراءات حزب الله و السلطات اللبنانية عن تسلل إرهابيين من الأراضي السورية نحو لبنان.
سادساً : نطالب المجتمع الدولي إرسال بعثة تفتيش أممية إلى لبنان للبحث عن الأسلحة الكيماوية التي تسلمها حزب الله من دمشق منذ عام 2013 ونطالب أن تشمل عمليات التفتيش كافة المستودعات والمخازن التي يمتلكها الحزب في لبنان والتي تتضمن أسلحة دمار شامل وأسلحة استراتيجية و على رأسها مستودعات جبل صنين وعيون أرغش وجرد اليمونة قرب مشمش بين جرد الهرمل وجرد عكار.
سابعاً: نطالب المجتمع الدولي بتوجيه ضربات جوية لتدمير الأنفاق السرية لحزب الله بين سورية ولبنان لقطع تهريب وعبور الأسلحة بين البلدين وأن تشمل الضربات مستودعات للأسلحة والذخائر يمتلكها حزب الله في ريف مدينة القصير وفي الريف الغربي لدمشق في مدرسة المخابرات في منطقة ميسلون والتي تتخذها إيران وحزب الله محطة متقدمة على الحدود لتخزين الأسلحة تمهيداً لنقلها إلى لبنان.
ثامناً : نطالب المجتمع الدولي توجيه ضربات للتجمعات العسكرية لحزب الله في ريف حمص لتمكين اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال من العودة لبيوتهم وعلى رأسها مدينة القصير وبلدات الفاضلية – زيتا – الجنطلية – كوكران – الديابية – بلوزة – حاويك – مطربا – الصفصافة – الحمام – وادي حنا.
ثامناً : إن استمرار المجتمع الدولي بالصمت على المحرقة في سورية والاستثمار في دماء ومعاناة الشعب السوري وانسداد الأفق لحل عادل في سورية سيدفع دون شك نحو المزيد من العنف واندلاع أزمات كبرى جديدة و سيدفع الجميع الثمن إن لم يتم الإسراع بوضع حد لهذه المأساة التاريخية التي تشكل وصمة عار أبدية على جبين المجتمع الدولي
ونقول للشعب اللبناني
أيها اللبنانيون
إننا نستنكر و ندين تخاذل و تواطئ سياسيين وشخصيات وقوى لبنانية شريكة في الحكم في لبنان مع حزب الله وهي تعلم أنه يشارك في قتل الشعب السوري وتدمير مدنه وقراه واحتلال أراضيه ومن المؤسف والمقرف حقاً هذا السقوط السياسي والأخلاقي أن يتحالف هؤلاء مع من جعل لبنان تابعاً لقيادة الولي السفيه في إيران لدعم من أذاق الشعبين السوري و اللبناني المر والأسى بحروب عبثية متناسين أن الأسد قتل واغتال من نخبهم السياسية والثقافية والإعلامية والفكرية وغيب في سجونه و معتقلاته أبنائهم .
إن الشعب السوري لم يكن يوماً معادياً للبنان وشعبه ولا يتحمل وزر احتلال المجرم حافظ الأسد للبنان في عقود مضت وكان حريا بلبنان واللبنانيين جميعاً والذين ذاقوا الويلات من الأسد ونظامه أن يكونوا مع الشعب السوري في محنته أو على الأقل على الحياد.
لم يخرج الشعب السوري في ثورته إلا لطلب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وليس لدينا أي مشكلة مع الشيعة أو أي طائفة أخرى وليس لدينا مشكلة مع حزب الله إلا لأنه اعتدى على أراضينا وقتل مواطنينا ولا نعتبر ثورتنا إلا ثورة المظلومين والمكلومين فكل شهيد من أبنائنا هو الحسين وكل مظلومة من بناتنا هي زينب وكان قدر شعبنا أن يكون كالسيد المسيح يحمل آلام الأمة برمتها فلا حرية للبنان والشرق إلا بتحرر سورية.
وعلى الجميع أن يدرك أن الشعب السوري دفع ويدفع ثمن حرية الشرق الأعظم برمته.
أيها اللبنانيون
إن الشعب السوري لن ينسى كل من وقف إلى جانبه من أحرار لبنان ولن ينسى كل من أساء إليه و سيحاسبهم.
ولكم أن تتخيلوا وتتبحروا في التفكير كيف سنواجه بعضنا بعضاً في سورية الجديدة بعد الأسد و كيف لكم أن تواجهوا
حزمة العقوبات التي يمكن أن تفرضها سورية الجديدة على لبنان وعلى أعداد مهوولة من اللبنانيين ولكم أن تتخيلوا كيف يمكنكم أن تتحملوا حجم التعويضات التي يمكن أن يطالب بها الشعب السوري من لبنان ومن كل الدول والأطراف التي ساهمت بقتل أبنائه ودمار مدنه وقراه.
إن المشكلة بين سورية ولبنان تجاوزت منذ سنوات أن تكون أزمة بين دولتين بل أصبحت و بامتياز مشكلة عربية وإقليمية ودولية.
نذكر لبنان و بعض اللبنانيين ووسائل الإعلام التي تبث سموم العنصرية ضد اللاجئين وتنحاز للقانل والمجرم في سورية أن الشعب السوري وبشكل خاص أهالي القصير وريفها وريف دمشق الغربي هم أول السوريين الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم و استقبلوكم أخوة معززين مكرمين وتقاسموا معكم رغيف الخبز في حرب 2006 فيما بادلتم الإحسان ورد الجميل بالطعن بالظهر والخيانة والإمعان بالقتل والتدمير لهذه المناطق ونقول لكل العنصريين و لعناصر وأنصار حزب الله وأنصار الأسد المجرم في لبنان وداعميه نقول لكم انظروا للخارطة وافتحوا عيونكم جيداً واعلموا وتيقنوا أن سورية هي معبركم البري الوحيد والرئة التي تتنفسون منها فالويل كل الويل لكم على ما فعلتموه بسورية والسوريين و كونوا على ثقة بأننا وبمقدار يقيننا وإيماننا بوجود الله وقدرته فنحن متيقنون بزوال الأسد وحكمه و بأننا لن نرحم كل من آذى شعبنا.
هل يعلم اللبنانيون أنه لو لم تقتطع فرنسا في القرن الماضي أربع أقضية من الأراضي السورية لما كان نشأت دولة لبنان ؟ وهذا يذكرنا يما قاله كيسنجر عراب السياسة الخارجية الأمريكية أن لبنان خطأ تاريخي وفائض جغرافي.
هل يعلم اللبنانيون أن الضغط سيولد الانفجار؟ وهل يعلمون أن هذه الإساءات بحق أكثر من مليون من اللاجئين هي دفع بالقوة نحو خيار الدفاع عن النفس ؟ وهل تدركون خطورة الوصول إلى هذه المرحلة فيما لو لجأ فقط 10% من اللاجئين للدفاع عن أنفسهم في لبنان ؟ فمن أمن العقوبة أساء الأدب وهذه الإساءة ليست بحق الشعب السوري الذبيح فحسب بل بحق الأمتين العربية والإسلامية وما حصل للشعب السوري وللاجئين السوريين في لبنان نضعه برسم قادة الدول العربية والإسلامية لاتخاذ مايلزم من إجراءات قبل فوات الأوان.
إننا نشعر بالألم للسقوط الأخلاقي والإنساني والديني لشرائح واسعة من اللبنانيين ونشعر بالأسف أن تكون بعض وسائل الإعلام اللبنانية أبواقاُ لدعم القتل والتدمير وبث الطائفية والعنصرية بعد أن كان لبنان المنفتح على الآخر منارة ثقافية وفنية وفكرية وأخلاقية.
ويؤسفنا أن أن نعبر ومنذ الآن عن ألمنا و أسفنا لما سيحدث في لبنان في الحرب القادمة على لبنان والتي ستكون حرب تموز 2006 نزهة مقارنة بالحرب القادمة.
من المؤسف أن لبنان الذي كان يتغنى بالحب بات ينضح بالكراهية والعنصرية والأنانية والسقوط الأخلاقي.
أخيرا نعلن إطلاق الحملة الدولية للتضامن مع اللاجئين السوريين في لبنان ونكرر مطالبنا للمجتمع الدولي بحمايتهم ومساعدتهم للعودة بأسرع ما يمكن إلى المناطق السورية المحررة .
أهلنا اللاجئون السوريون في لبنان في دولة الكراهية والسقوط الأخلاقي اصبروا وصابروا ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون وستعودون إلى دياركم معززين مكرمين منتصرين وسيندحر الغزاة و البرابرة والحاقدون.
وكونوا واثقين بأننا لسنا ضعفاء و واهنون بل في درحة عالية من القوة وسيرى العالم كيف أن الشمس لم ولن تشرق إلا من دمشق وأن مفتاح تغيير وجه الشرق في دمشق..
إخلاصنا خلاصنا
فهد المصري
رئيس المكتب السياسي
جبهة الإنقاذ الوطني في سورية
هاتف 0033667474703
وسوم: العدد 727