جريمة في سرمين
سرمين بلدة هادئة وادعة ، تقع قريبا من إدلب وأريحا ، كنت في موكب المرشد العام الأستاذ حسن الهضيبي سنة ٥٤ عندما مر بسرمين ، فإذا بكل سكان سرمين شيبا وشبابا ، ذكورا وأناثا خرجوا لاستقبال الضيف الكبير ، ودوت زغاريد النساء في أجواء سرمين احتفاء بالضيوف من مصر وحلب ومناطق سوريا الوفية الأبية .
من هذه البلدة العظيمة رجال عظام على راسهم الشيخ كامل السرميني ، شيبة لكنها تملك روح شباب مجاهد ، أشباله : أزهري عظيم عدنان السرميني وكان من تلاميذ المربي عبد القادر عيسى رحمهم الله نجم جامع العادلية بحلب ، الشيخ المجاهد عدنان هو الذي كتب كتابا رائعا عن التصوف سماه ( حقائق عن التصوف ) وقد قرأته واستفدت منه الكثير ، فأنا مع التصوف الخالي من البدع ، الخالي من الشطح والمروق والغلو .
وفي التصوف أعلام منهم الحارث المحاسبي صاحب كتاب رسالة المسترشدين وقد حققه شيخنا ولا فخر العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله ، كان الإمام أحمد بن حنبل يحضر درس الحارث المحاسبي ، كان يخاف أن يشطح الشيخ كما شطح الحلاج أو محي الدين ابن عربي ، والكتاب فيه حقائق سواء للمربي الفاضل عبد القادر رحمه الله أو للأخ عدنان سرميني رحمه المولى ، كتاب جيد وممتاز فيه إنصاف وسماحة .
ومن الشجرة المباركة أخونا ابن الكرام هشام سرميني الأخ المرح ذو الروح العذبة ، عمامة محمدية ، ولحية ايمانية
وياحسرة على دعاة لازالوا ينتظرون الموافقة الأمنية لترك اللحية وقد ورد فيها ١٧ عشر حديثا .
سرمين استشهد فيها ٧ من أعضاء الدفاع المدني ، قتلوا غدرا لا ذنب لهم إلا أنهم يخدمون الجرحى ، والشهداء قتلوا برصاص مسدس كاتم للصوت لا تملكه إلا دول ، ولا يستعمله إلا مجرمون محترفون ، ينفذون مخططا كبيرا ، ولا اعتقد أن أحد المجاهدين من أي فصيل كان يقدم على قتل أبرياء عملهم اسعاف الجرحى ، وإخراج من دفنوا تحت الردم ، الدفاع المدني عمل مبرور وجهادي من الطراز الأول .
مجرم وجبان وحقير من قتلهم وهم نائمون ، وأنا ألوم كل الفصائل الثورية الجهادية لم لم تضع حراسة مشددة على من يخدم وطنه في أخطر المواقع ؟
نحن لا نعرف القتلة ولكن رب السماء يعرفهم ، وملائكته الأطهار الأبرار سجلوا اسماء القتلة ، ونرجو مولانا رب العزة والجلال أن ينتقم للشهداء الأبرار .
اللهم ياقوي ياجبار السموات والأرض ، يامن لا تأخذك سنة ولا نوم ، احص القتلة ، احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا ، وعظم الله أجر كل مسلم على وجه الأرض .
أين الجبابرة ؟
أين شفيق فياض ؟ أين جامع جامع ؟ تحقق فيهم القول المأثور بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين .
ياجبار السماوات والأرض عليك بمن اعتدى على أصحاب القبعات البيض ، عليك بهم فإنهم لايعجزونك .
تحية إلى بلد الجهاد سرمين ، وعلى كل مسلم أن يشير بأصبع الاتهام إلى من يملك مسدسا كاتم للصوت أيا كان .
اللهم ارحم الشهداء ، وحيي اللهم أهل سرمين وعلماء سرمين وفي مقدمتهم الشيخ كامل وولديه عدنان وهشام
اللهم أحسن ختامنا ولا تكره بنا عبد ، ولا تثقل بنا أرض ، امين ، امين
تحية إجلال وإكبار إلى ثرى سرمين الذي تعطر بالدماء الذكية ، إنهم شهداء الدفاع المدني ، ولا تقولوا أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون .
اللهم إلعن من قتل غدرا .
اللهم لا تحرمنا أجر الشهداء ولاتفتنا بعدهم يارب العالمين .
الذي قتل بنان الطنطاوي في آخن ، وقتل صلاح البيطار في باريس لايعجزه قتل أفراد الدفاع المدني ، لكن ربكم بالمرصاد القائل ( وأملي لهم إن كيدي متين )
اين اديب الشيشكلي ؟ أين نوري السعيد ؟ أين فاروق ؟ بل أين العبد الخاسر ؟ بل العبد الفاجر ؟
طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد ، فصب الله عليهم سوط عذاب
إن ربك لبلمرصاد .
فرجك ياقدير
وسوم: العدد 733