ملتقى "أبو غزاله المعرفي" يعقد مؤتمر "تطوير التعليم أساس الإصلاح"
عمان – نظم ملتقى طلال أبوغزاله المعرفي/ لجنة برامج الأطفال مؤتمر "تطوير التعليم أساس الإصلاح" اليوم برعاية دولة الدكتور عدنان بدران رئيس الوزراء الأسبق، رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج.
وأكد سعادة الدكتور طلال أبوغزاله خلال المؤتمر على أهمية التعليم والمعرفة الذي سيعيد الأمة العربية إلى مجدها، كما كانت في سابق عهدها مصدر الحضارات والعلوم، مشيرا إلى أنها ستتسلم قيادة العالم في المعرفة والعلم والتغيير.
ووجه الشكر إلى جميع لجان ملتقى طلال أبوغزاله المعرفي وخاصة لجنة الأطفال التي نظمت المؤتمر، مبينا أنها خرجت بتوصيات شاملة سيتم تقديمها إلى دولة الدكتور عدنان بدران، حيث أن هذه التوصيات من شأنها أن تسهم في عمل المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، معربا عن أمله في أن تصب هذه التوصيات في خدمة المجلس وأهداف عمله.
وفي الوقت الذي أكد فيه الدكتور أبوغزاله على أهمية التعليم ومواكبة التطور المعرفي في مجال التعليم، بين أن مجموعة طلال أبوغزاله تسعى من خلال العديد من برامجها إلى دعم مسيرة التعليم، حيث أن خطة التطور الحالية التي تعمل عليها حتى العام 2040 تهدف إلى نشر العلم والمعرفة.
وبين أبوغزاله أن تلك البرامج تشكل نشر اللغة العربية عبر محتوى اللغة العربية الكترونيا من خلال إطلاق تاجيبيديا التي ستتضمن مع نهاية العام الجاري ما يقارب مليوني مقال، كما تعمل المجموعة على إعداد امتحان الطلاقة في اللغة العربية، الذي من شأنه يخدم جميع الناطقين باللغة العربية، والراغبين بتعلم اللغة العربية، كما تعمل ومن خلال التعاون مع جامعة كامبريدج على تعليم اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى سعيها إلى نشر المعرفة وعلومها من خلال شهادة طلال أبوغزاله في مهارات تقنية المعلومات.
وشدد أبوغزاله على أن التعليم ليس فقط ما يجب توفيره وإنما يجب التأكيد على ضمان وجود الجودة في التعليم، مبينا أنه يترأس المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم "أروقا" غايتها النهوض بمستوى تعليم عال، وفقا لمعايير محددة، وبناء أنظمة ضمان الجودة.
من جانبه دعا دولة الدكتور عدنان بدران إلى إحداثُ ثورة بيضاء تركز على الإنسان الأردني كثروة بشرية، قائلا "إذ كان التعليم في الأردن متقدماً على مستوى المنطقة العربية، لكنه تأخر كثيراً وأصبح مقلقاً على مصير الأمة لذا، علينا انقاذ التعليم العام والتعليم العالي ووضعه على أولويات أجندتنا الوطنية، فالعملية سهلة وليست شائكة، كما يتصورها البعض، ولكنها تحتاج إلى الإرادة".
وأضاف بدران أن إرادة التغيير في المناهج انتصرت في ماليزيا وكوريا وسنغافورة وفنلندا وايسلندا وايرلندا ودول أخرى، وتحولت تبعاً لذلك إلى دول صناعية رائدة في مقدمة الأمم في بناء الثروة والدخل القومي، وتحسين مستوى دخل الفرد، وفرص العمل، والوصول إلى التقدم والازدهار والاستقرار.
وأشار بدران إلى تأكيدات جلالة الملك على أهمية التعليم في الورقة النقاشية السابعة والتي جاء فيها "طلبة يعرفون كيف يتعلمون، كيف يفكرون، كيف يغتنمون الفرص، ويبتكرون الحلول المبدعة، لما يستجد من مشاكل، ويعرض من عقبات. ولا يكون ذلك إلا بمنظومة تعليم حديثة".
واعتبر بدران أنه لا يمكن تحقيق الرؤى الملكية في الورقة النقاشية السابعة "إلا بمناهج دراسية تفتح أَمام أبنائنا وبناتنا أبواب التفكير العميق والناقد؛ تشجعهم على طرح الأسئلة، وموازنة الآراء؛ تعلمهم أَدب الاختلاف، وثقافة التنوع والحوار؛ تقرّب منهم أساليب التعبير، وتنمّي فيهم ملكة النظر والتدبر والتحليل، وكذلك بمعلمين يمتلكون القدرة والمهارات التي تمكنّهم من إعداد أجيال الغد."
وأكد بدران أن المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، شارك في حلقات عديدة حول تطوير المناهج وكان هناك اجماعاً في ضرورة تطوير المناهج والكتب المدرسية وأساليب التدريس والامتحانات واستخدام التقنيات الحديثة في التدريس والتقويم والتقييم، وتأهيل المعلمين من خلال أدلة وتقنيات حديثة لتدريبهم، ومن خلال التطبيق العملي.
من جانبها أكدت الدكتور رندة عمايري مديرة المؤتمر أن المؤتمر يأتي ضمن رؤية تطوير التعليم هو أساس الإصلاح، وفقا للورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني، وبأن السبل والوسائل للارتقاء بالعملية التربوية لا يكون إلا من خلال التربية والتعليم.
وبينت أن المؤتمر يعنى بالطفولة والشباب ويسلط الضوء على واقع رعاية الشباب والتعليم بأنواعه، مشيرة إلى أن أهمية المؤتمر تأتي لارتباط مخرجات التعليم بخلق إنسان واع متوازن وفق معايير العدالة وتكافؤ الفرص امام الجميع.
وخلال المؤتمر تبادل الدكتور أبوغزاله والدكتور بدران الدروع التذكارية، كما تم تكريم أعضاء لجنة برامج الأطفال، كما تم عرض مجموعة من أوراق العمل قدمها أعضاء اللجنة.
أوصى المؤتمرون بضرورة مراجعة سياسة القبول الجامعي للمرشّحين لمهنة التعليم، وتشجيع قبول المتفوقين والمتميزين منهم، وتعزيز استقلالية المعلمين في التعليم وتطبيق المناهج.
وتضمنت توصيات المؤتمر الدعوة إلى مراجعة سياسة القبول للكلّيات والجامعات للمرشّحين لمهنة التعليم، وتشجيع قبول المتفوّقين المتميّزين مع بحث إيجاد سبل لدعم الملتحقين بهذه الأقسام ماديًّا ومعنويًّا، بالإضافة إلى مراجعة دَوْر المعلّمين واستقلاليّتهم في التعليم وتطبيق المناهج، وعلاقتهم مع بعضهم في مدارسهم وخارج مدارسهم والتأكيد على التعاون والمشاركة والإثراء المتبادل وليس على التنافس.
كما دعا المؤتمرون إلى الاهتمام بالمعلم وإعداده علميًا وعمليًا ونفسيًا وتحفيزه ليكون رائدًا في عملية التعليم والتعلم، والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم وكليات التربية في الجامعات الحكومية في عملية اختيار موضوعية للمتفوقين من خريجي هذه الكليات وإعدادهم وتدريبهم ليكونوا قادرين على إحداث تغيير إيجابي في مستوى التعليم وتعلم الطلبة.
وسوم: العدد 735