بيان على ضوء المستجدات.. تأكيدات.. والتزامات

الإخوان المسلمين في سورية

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أبناء شعبنا السوري الحر الأبي..

إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية الأماجد..

إلى أحرار العالم في كل مكان..

تمثّل التغيرات الدولية والإقليمية التي، تشهدها منطقتنا بشكل عام، ووطننا سورية بشكل خاص، زلزالاً عنيفاً يضرب في عمق القيم الإنسانية، ويشكّك في جدية التزام ممثلي المجتمع الدولي بالمبادئ العامة لمواثيق حقوق الإنسان، ويضع القانون الدولي بجملته ومفرداته أمام تحدّيات ضخمة في امتحان الجدية والمصداقية.. وعلى ضوء هذه المتغيرات والمستجدات بآثارها التدميرية والسلبية، تتقدّم جماعتنا -جماعة الإخوان المسلمين في سورية- بهذه المنظومة من التأكيدات والإعلانات، المعبّرة عن مبادئها، ومواقفها السياسية من هذه التغيرات والمستجدات.

أولاً: تأكيدات

إنّ جماعتنا التي اختارت منذ انطلاقة ثورة شعبنا في آذار 2011 أن تكون داعماً مباشراً لثورة شعبنا السوري الحر الأبي، ومعبّراً عن آماله وتطلعاته، تجد أنّ حقاً عليها، ومن الوفاء لأبناء شعبنا بشهدائه ومصابيه، وبأحراره وثواره، أن تعيد التأكيد على تمسّكها بثوابت هذه الثورة المجيدة، وأن ترسم ملامح مواقفها على ضوء المتغيرات والاستحقاقات المستجدة.

– تؤكّد جماعتنا، جماعة الإخوان المسلمين في سورية، أنّها جماعة إسلامية وطنية سورية، سقفها سوري وطني.

– تؤكد جماعتنا أنّها ظلّت ركناً بنيوياً في بناء سورية الحديثة منذ عهد الاستقلال، حتى قيام نظام الاستبداد والفساد 1963. ففي كلّ العهود الديموقراطية ظلّت جماعتنا ركناً ركيناً ثابتاً وفاعلاً في المنتظم السياسي والفكري والاجتماعي السوري.

– ولقد مثّلت جماعتنا بفقهها وفكرها ومشروعها، كما تجلّى في فكر مؤسّسيها، وأساليب حراكها مرجعية للإسلام الوسطي المعتدل. فتصدّت هذه الجماعة، في وقت معاً، لمدارس الجمود والانغلاق كما لدعوات الغلو في الدين والتطرف، كما لممارسات الإرهابيين في كل مكان.

– تؤكّد جماعتنا التزامها الكامل بما سبق وصدر عنها من وثائق (ميثاق الشرف الوطني) 2001 – و (المشروع السياسي) 2004، ووثيقة (عهد وميثاق) 2012. وتؤكّد جماعتنا أنّ مشروعها الوطني في سورية إنّما يدور على بناء سورية الحديثة دولة مدنية بمرجعية إسلامية، وأدوات ديمقراطية تعددية وتشاركية.

ثانياً: إعلانات ومواقف

إنّنا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية وعلى ضوء التطوّرات العامة التي تشهدها منطقتنا وقطرنا والتي نتابعها على المستويات الدولية والإقليمية، نعلن:

– إيماننا أنّ الثورة السورية كانت ثورة شعبية وطنية عفوية، ثورة من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والمساواة الوطنية. ثورة سلميّة أبى الظالم المستبد متحالفاً مع كلّ أشرار العالم إلا أن يضرّجها بدماء المستضعفين الأبرياء.

– تعلن جماعتنا تمسّكها بالحلّ السياسي العادل. الحلّ السياسي الذي يتوافق عليه السوريون الأحرار من جميع مكونات المجتمع السوري الموحد؛ بعيداً عن كلّ سياسات الإكراه والإلزام، أو التهديد بقصف المدافع والطائرات.

– ترفض جماعتنا كلّ المنطلقات الإثنية أو الدينية أو المذهبية لتقسيم مجتمعنا. فالطائفة العلوية لا تتحمل كلّها مسئولية ما تقترفه زمرة الأشرار. والأخوةّ الكرد مكوّن أصيل في مجتمعنا لهم كل الحقوق والضمانات التي تدفع ما ألحقه نظام الاستبداد بهم، في إطار وحدة الدولة والأرض والمجتمع.

– تعتبر جماعتنا القوات الروسية الموجودة على الأرض السورية، قوى عدوان واحتلال، ومن هذا المنطلق تطالب المحتل بالخروج من أرضنا، وبرفع اليد عن قضية شعبنا، وتعتبر ذلك مدخلاً أوّلياً للوصول إلى الحل السياسي المعبر عن إرادة السوريين وتطلعاتهم.

– ترى جماعتنا في الاحتلال الإيراني احتلالاً استيطانياً يمثّل مشروعاً قومياً فارسياً، ومشروعاً طائفياً شيعياً، كما يمثّل مشروع هيمنة ونفوذ على المستوى السياسي. وبالتالي فإنّ جماعتنا، مع رفضها كلّ المنطلقات والممارسات الطائفية، ترى في الاحتلال الإيراني مشروعاً يهدّد هوية الشعب السوري ووحدة أرضه، ولا بدّ من العمل على خروجه بكلّ الوسائل المشروعة.

– لقد قرّرت جماعتنا، منذ انطلاقة الثورة السورية المباركة، أن تكون كما هو عهدها دائما، جزءاً من الجسم الوطني العام، حرصاً على وحدة، الصف، واجتماع الكلمة، واليوم وشعبنا وكلّ أحراره يتابعون حجم المناورات والتآمرات على ثورة هذا الشعب البطل العظيم.. واستباقاً لأيّ خطوة قد يفرضها المحتلّون والمناورون على شعبنا، أو قد يستجرّون إليها المشاركين في أستانة أو في جنيف فإنّ جماعتنا تعلن أنها لن تكون جزءاً من أيّ حلّ يفرض على شعبنا بالإكراه، ولن توقّع على أي وثيقة لا تضمن صراحة:

1- الحفاظ على هوية الشعب السورية، ووحدته المجتمعية، ووحدة أرضه الجغرافية.

2- تحقيق أهداف شعبنا بتأسيس دولة وطنية ذات سيادة، تضمن أمن جميع المواطنين وأمانهم وحرياتهم وكرامتهم، والمساواة التامّة فيما بينهم، كما تضمن وقف جميع أشكال التمييز العرقي والطائفي والحزبي والفئوي.

3- النصّ صراحة على محاسبة كل المجرمين الذين ارتكبوا المجازر بحق أبناء شعبنا، أمام قضاء حرّ ونزيه وعادل. وإنّ أيّ اتفاق يسمح للمجرمين أن يفلتوا من العقاب، سيكون مدخلاً لمراحل أخرى من دوامات العنف والفوضى وسفك الدماء.

4 – تعلن جماعتنا تأكيداً لكل التزاماتها السابقة، أنّها لن تكون شريكاً في التوقيع على أيّ وثيقة أو حلّ نهائي لا يتضمّن إبعاد بشار الأسد وإنهاء دوره سواء في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سورية.

– وأخيراً فإنّ جماعتنا وهي تتطلع إلى بناء سورية دولة مدنية حديثة يضمن الدستور والقانون كلّ مواطنيها، تؤكد لكل المشككين والمتشكّكين أن مجتمعنا بأكثريته الطيبة الخيرة؛ ظلّت على امتداد القرون، هي الضامن الوحيد لأمن كلّ أبناء المجتمع، حين كانت مجتمعات أخرى تغرق في سياسات الاستئصال ونبذ المخالفين.

((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)) (يوسف ٢١)

جماعة الإخوان المسلمين سورية

١٨ ذي الحجة ١٤٣٨

٩ أيلول ٢٠١٧

وسوم: العدد 737