أهمية نصفك السفلي في دولة العسكر!!

تابعت الضجة المثارة عن الحفل الذي رفع فيه الشواذ   أعلامهم في أحد الاحتفالات بمصر ، و تعمدت الا اكتب شيئا عن الموضوع حينها وفاءا لإستشهاد شيخ المجاهدين الأستاذ مهدي عاكف حتى لا تتوه القضية تحت وقع ليلى و أخواتها من ملهيات النظام  ، ليس معنى هذا ان من كتب لم يكن وفيا للشهيد  ، و لكن هكذا ذهب بي تفكيري و ارتاح ضميري .

و بعد هدوء العاصفة و ليس انتهاءها أضع بين أيديكم بعض الملاحظات الهامة على الحدث :

١- الحفل كانت به ثلاث فرق إحداها خاصة بهؤلاء الشواذ و بالتالي جملة الحاضرين لم يكونوا من مؤيدي  الفرقة ، و عليه حرص البعض على تصوير ان العشرين الف الذي حضروا كانوا من مؤيديها  هو إما سوء فهم أو سوء نية هدفه إظهار هؤلاء بأن لهم شعبية و انهم بالكثرة التي ظهروا  بها في الحفل و هذا ليس حقيقيا هؤلاء شاذين في سلوكهم و أخلاقهم و أعدادهم و أرجوا الا نقع في فخ ان كل من حضر مؤيد لهؤلاء .

٢- للاسف لاحظت أن بعض و ربما كثير ممن ناقش الموضوع اما عرضه باستهجان او  رفض اجتماعي او سخرية او مادة للفكاهة و كان الجانب الديني الأخلاقي ضعيفا او معدوما ، مما جعل المشهد و كأنها قضية اجتماعية مختلف عليها لها مؤيد و معارض و ليس كبيرة من أكبر الكبائر في الاسلام يهتز لها عرش الرحمن و تقول الملائكة يارب سلم سلم من شدة غضب الله على مرتكبها و بالتالي كان الأهم و الأوجب لمن كتب في الموضوع ان يركز على البعد الديني و الاخلاقي .

حتى لا نقع من حيث لا ندري او نحتسب في جريمة إشاعة الفاحشة ، لأن نشر هذه الشرور في سياق السخرية فحسب ،  يجعل ضعاف النفوس و الايمان يلتفتون لهذه الكبيرة و تشغل تفكيرهم و في دولة السيسي التي تشجع على الفاحشة و الرذيلة سيكون سهلا ان تنتقل من نطاق التفكير و الانشغال الى نطاق التجربة ثم الادمان .

و عليه فمن روج للحدث من بدايته مستفيد حتى ممن رفضه لان الانتشار  يلفت الانتباه و شياطين الجن و الانس تتولي باقي العملية .

٣- مرتكب الكبيرة المستتر بها عن اعين الناس حسابه عند ربه و الشرع حاسم في هذه المسألة ، أما المجاهر بالمعصية او المروج لها فهو هنا أصبح يستهدف المجتمع ذاته برذائله لذلك لا بد ان يلفظه المجتمع بكل طريقة  و تحاكمه الدولة الصالحة بأقصى عقوبة لأنه لم يصبح " عاصي " لله فحسب و لكنه تحول الى " داعي للمعصية "

٤- ان عدم لفظ المجتمع و بشدة لهؤلاء يجعل المجتمع كاملا محل لعقوبة الله و تنزل سخطه و غضبه و ما حدث مع قوم لوط ليس منا ببعيد .

٥ - أخيرا كتبت مرات عديدة عن الخطة الممنهجة " لتفسيق المجتمع " التي يتبعها النظام و تساعده فيها حكومات اقليمية  و لجان ملك لرجال أعمال طائفيين فالمجتمع الفاسق الماجن المنشغل بأعضاءه التناسلية كما يقول د مصطفى محمود رحمه الله هو هدف استراتيجي لكل طاغية فعندما ينشغل المجتمع بنصفه السفلي سيبقى نصفه العلوي محل العقل و القلب مخدرا تائها و هذه هي الوصفة الفرعونية المجربة 

" فاستخف قوه فأطاعوه انهم كانوا قوما " فاسقين " الآية.

فكلما كان المجتمع فاسقا كلما كان اسهل في الانقياد لجلاده .

و يحضرني هنا قول احد قادة الماسون: (كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة فأغرقوها - أي أمة محمد -- في حب المادة والشهوات).

و قول مشهور آخر للحاخام (ريتشورون) يقول:

 ( شعبنا محافظ مؤمن ولكن علينا أن نشجع الانحلال في المجتمعات غير اليهودية فيعم الكفر والفساد وتضعف الروابط المتينة التي تعتبر أهم مقومات الشعوب فيسهل علينا السيطرة عليها وتوجيهها كيفما نريد) .

ان معركتنا مع السيسي لم تكن ابدا  صراع على سلطة و لكنها معركة دين و اخلاق  و مستقبل لهذه الأمة .