لقاء بري-الحريري-جنبلاط ليس «ترويكا» ضد عون رغم الملاحظات

شدّد على الاستقرار في ظل التوجّس من تأجيج الجبهة بين السعودية وحزب الله

بيروت – «القدس العربي»: استقطب اللقاء الذي جمع في كليمنصو الثلاثي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اهمية لافتة في توقيته، وطرح سلسلة علامات استفهام حول أبعاده وما يُحضّر له جراء لقاء الزعماء الثلاثة الذي قال عنه جنبلاط عبر «تويتر» «جمعة حوار ووفاق واتفاق على أهمية الاستقرار ومقاربة الأمور بواقعية»، مضيفاً «إنّ تحصين لبنان يجب أن يبقى أولوية فوق كل اعتبار».

ومن وحي تغريدة الزعيم الاشتراكي يُفهم أن هذا اللقاء الذي يشدّد على الوفاق والاستقرار ليس موجهاً ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الرغم من بعض الملاحظات التي يسوقها كل من بري وجنبلاط تحديداً على أداء العهد ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل والطريقة التي يُدار بها الحكم في مقابل تأكيد الحريري على متانة علاقته برئيس الجمهورية رغم انزعاجه وجنبلاط من لقاء وزيري الخارجية اللبناني والسوري. 

وكان لافتاً ما ذكرته اوساط التيار الوطني الحر انها لا تنظر «بعين القلق» إلى لقاء كليمنصو الذي وضع باسيل في أجوائه من قبل مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري. 

-اهمية هذا اللقاء أنه تمّ بمشاركة الرئيس بري الذي لم يشارك في أي لقاء مماثل خارج مقر الرئاسة الثانية منذ سنوات، وفهم أن مشاركته جاءت تتويجاً لرغبته في مصالحة الرئيس الحريري وصديقه النائب جنبلاط. وإن كان البعض نزع عن هذا اللقاء أي اهداف انتخابية او سياسية إلا أنه فتح الباب امام بروز «ترويكا» جديدة وامام نسج تحالفات انتخابية خصوصاً في الشوف وبيروت والبقاع الغربي.

- هذا اللقاء تمّ بعد أيام على السجال بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووزير الدولة السعودي ثامر السبهان الذي من شأنه اعادة تأجيج التوتر في الداخل اللبناني ولاسيما بعد تأييد السبهان فرض العقوبات الأمريكية على من سمّاه «الحزب الميليشياوي الإرهابي» وإقامة تحالف دولي صارم لمواجهته، وردّ السيد نصرالله ساخراً من أي تحالف لبناني محلي تسعى اليه المملكة العربية السعودية لمواجهة الحزب. وقد أدى هذا السجال وما سبقه من دعوات سعودية لبعض قياديي 14 آذار إلى قيام توجّس من انعكاس أي ضغوط سعودية على الوضع الداخلي وهزّ التسوية السياسية التي أتت بعون رئيساً وبالحريري رئيساً للحكومة.

وفي هذا الاطار، ثمة من يؤكد ان الرئيس الحريري الذي تربطه علاقة متينة بالسعودية لا يرغب في الوقت الراهن في عودة الانقسامات والتشنجات الحادة إلى البلد بما يزعزع حالة الاستقرار والهدوء القائمة.

وبدا أن النائب جنبلاط الذي لن يرفض تلبية أي دعوة توجّه اليه لزيارة السعودية يستشعر خطورة تخيير المملكة لبنان الرسمي واللبنانيين بين مواجهة حزب الله أو تحمّل عواقب غض النظر عنه واحتمال استفادة العدو الإسرائيلي من أي غطاء عربي في مكان ما لتوجيه ضربة إلى حزب الله قد تقود إلى فتح حرب كبيرة.

- صحيح ان اللقاء الثلاثي تمّ عشية انعقاد الجلسة التشريعية التي اعادت التأكيد على اقرار الضرائب من اجل تمويل سلسلة الرتب والرواتب إلا أن الثلاثي بري والحريري وجنبلاط قاربوا هذه الجلسة فقط من باب ضرورة الحفاظ على الاستقرار المالي وتحقيق التوازن بين الايرادات والنفقات واعادة الانتظام إلى المالية العامة.وكان لافتاً التناغم بين الرئيسين بري والحريري ووزير المال علي حسن خليل على اهمية اعادة انتاج قانون الضرائب لتغطية سلسلة الرتب والرواتب في رد مباشر على المعترضين وعلى رأسهم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي صوّت ونوابه ضد الضرائب.

في كل الحالات، تتجه الانظار إلى زيارة الوزير جبران باسيل المقررة يوم الاحد المقبل إلى منطقة رشميا في قلب الجبل وما يمكن أن يعلنه رئيس التيار الوطني الحر من مواقف سياسية خلال جولته على قرى وبلدات في دائرة الشوف وعاليه الانتخابية التي يتمتع فيها النائب جنبلاط بنفوذ كبير.

وسوم: العدد 741