بوتين جهر بعدائه لأية ثورة في سوريا منذ مجيء حكم الدكتاتور حافظ
بوتين جهر بعدائه لأية ثورة في سوريا
منذ مجيء حكم الدكتاتور حافظ
عباس عواد موسى
زاد الاردن الاخباري
كان لا يزال في الثامنة عشرة من عمره عندما وصل الطاغية الدكتاتور حافظ إلى سدة الرئاسة في سوريا ويُروى عنه أنه لا يضمر سوى الكره الشديد للدين الإسلامي .
وكان يغتبط عندما يقرأ ما فعله أجداده بالمسلمين منذ عام 1886 , لكنه كان يرتعب من شجاعة الشيشان ورباطة جأشهم وإصرارهم على الإنتقام .
نشأ غامضاً وأمنيّاً ورجلاً إستخباراتيّاً يعادي كل من لا يحالفه في إبادة المسلمين على وجه الأرض . هذا هو فلاديمير بوتين رئيس روسيا , سوريا ... لا فرق حالياً .
ففي المواجهة الحالية بين الطرفين الروسي والأمريكي حيال خطوات موسكو في أوكرانيا .
أظهر الروس كوسوفو بأنه سابقة تُجيز فعلتهم . فالسلطات الروسية يصرون على أن ما يفعلونه يطابق ما فعلته الولايات المتحدة في يوغوسلافيا البائدة عام 1999 وترد عليه الثانية بأن مقارنتهم سخيفة .من منكم يعرف الكتاب الجيوسياسي الذي يؤكد أن هذا الطاغية كان قد اختار لنفسه سقوطه مع طاغية الشام وكيف ؟ ففي عام 2008 كان بوتين قد عرج على إسم مقدونيا متخذاً هذا البلد ذريعة لهجومه على جورجيا . إنه كتاب ( ألحرب القصيرة التي غيّرت العالم : غروزيا , روسيا ومستقبل الغرب ) . ومؤلف هذا الكتاب هو الدبلوماسي الأمريكي رونالد آسموس مخطط انتشار الناتو وتوسعه لضم جمهوريات حلف وارسو السابقة . وقد توفي بالسرطان عن عمر 54 عاماً في بروكسل عام 2011 .
يستند المؤلف على مصادر جورجية سبقت قمة الناتو التي انعقدت في شباط في بوخارست أكدت أن بوتين يستعد لفصل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا .
وأشارت المصادر إلى أن بوتين قال للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وقتئذٍ أن كوسوفو وما تشهده أوروبا يضعنا أمام وضع ملحّ لا بد من التعامل معه لا تجاوزه وعلينا ضمان أنفسنا من الشمال القوقازي وأوسيتيا الجنوبية .
وأنا والقول لبوتين , غير متفهم للسياسة الأمريكية الرامية لأسلمة أوروبا . فالألبان قد ابتلعوا كوسوفو وسيمتدون إلى مقدونيا.
ويؤسفني أنكم ستكونون جزءاً من ردّنا القادم : هكذا قال بوتين لساكاشفيلي . ويصف غيرارد توال أستاذ القانون الدولي بجامعة ( فرجينيا تك ) إن استقلال كوسوفو ترك أثراً كبيراً في شخصية بوتين ونفسيته . خاصة وإن الدولتين الجورجية والأوكرانية كانتا قد اقتربتا حينئذ من الإنضمام للناتو .
ماذا قال ميلو غوغانوفيك في واشنطن ؟
أذكركم فقط بأن جمهورية الجبل الأسود ( مونتينيغرو ) رفضت طلباً روسياً لإقامة قاعدة عسكرية في مدينة بار . وروى المحللون الأمنيون أن روسيا باتت تخشى فعلياً من هزيمة محدقة بها في سوريا فطلبت ذلك كبديل لها عن قاعدة طرطوس حال اضطرارها للتخلي عنها .
ميلو غوغانوفيتش رئيس الوزراء المونتينيغري زار واشنطن وقد استمعنا إليه يقول : صحيح إن بلدنا هو الأقدم في العلاقة مع روسيا وهي متجذرة مع روسيا وعميقة وممتدة . لكن بوتين تفهم خيارنا المتجه صوب الناتو والإتحاد الأوروبي . وقال كذلك إن هناك في البلقان موجة جديدة معادية للناتو والغرب . فمن غير روسيا أوجدها ؟
يقول آندرييه تيوفيلوفيتش إن الكنيسة الروسية تمتلك التأثير في تأليب شعوب البلقان على دعم طاغية الشام وعلى معاداة الغرب والناتو . ولم يأت وزير الخارجية السويدي بتصريح غير هذا قبل أيام فقط.
وأما فاتوس كليوسي مدير المخابرات الألبانية السابق فقد وصف خطر الكنيسة اليونانية على بلاده بأنه أخطر بكثير من الإسلاميين والجهاديين الألبان في سوريا .
تصريحات كليوسي أعطت الصراع بعداً جديداً ( خط سوريا - ألبانيا - أليونان ) أو أعادت فتح النزاع الألباني اليوناني وتأثير الوضع السوري عليه . شرارة كامنة وتحول عميق نحو اتجاه آخر , غير الذي هي عليه الآن .
تقرير أمني خطير
يشير تقرير أمني حسب ما رُوِي لي أن محاربة الجهاديين الذين يذهبون لسوريا من تلك البلدان جاء خدمة وفيرة لروسيا وحلفائها في البلقان .
وهو ما أثار الفزع لدى الدول المعارضة . وجاء في التقرير إن النفوذ الإيراني ازداد أضعاف ما كان عليه وعلى حساب المال العربي أيضاً !!! . لأن البوصلة ... تاهت .
روسيا التي أوصلت رسالة للغرب بأنها عازمة على تسليح الإنفصاليين في بلدانه بل ومدّ الدعم لانفصاليي الولايات المتحدة تستخدم نفوذها الكنسي في العالم أجمع . فهل تتبدل العمالات والخيانات أم .. ؟؟؟