قدرنا لأننا أردنا
سالم الزائدي
الله أكبر عليكم شباب الثورة السورية، شباب الثورة أصبحوا رمزاً للشهادة وروداً تزين حقول الفداء، كانوا كالماء يغلي كانوا يتمتعوا بشبابهم بأناقتهم ويتباهوا بزينة الحياة لكن ماذا فعلوا ؟
في لحظة الحسم هؤلاء الأبطال نزعوا قبعات الأناقة، نزعوا الدنيا بكل جمالها، من أجل ماذا؟ من أجل أن يضحوا بحياتهم ليتركوا للآخرين حرية، ويقولوا للعالم (القنبلة والرصاصة) تستقر في جسدي حيث تريد لا حيث أنا أريد لماذا؟ لأن عالم أحلامنا أيقظنا من نومنا يقول لنا انهضوا اليوم موعدكم مع التاريخ من أجل تحقيق الحلم والمجد.
يا شباب سورية من غيركم يجعل النفوس قوانين صارمة تكون المادةُ الأولى فيها قدرنا لأننا أردنا.
يا شباب سورية المعركة بيننا وبين الإعلام المضاد معركة نفسية إن لم يُقتل فيها الهزلُ قتل فيها الواجب. يا شباب سورية للظالمين غداً وللأشرار، فغضب اللطيف ورحمة الجبار وعالم الأسرار يكفيكم شطط العقول وفتنة الأفكار. يا شباب سورية الصبر ثم الصبر فإن الأقدار تأتي قريباً بحقائق السرور تزيد وتتسع وحقائق الهموم تصغرُ وتضيق.
يا شباب سورية الطبيعة اليوم في الساحات والشوارع والوديان طبيعة عجوز ولكنها تزدهر وتتزين وتخضر مع انتصاراتكم ورفع هاماتكم وأمجادكم. يا شباب سورية الملائكة من أمامكم ومن خلفكم ورب السموات يحفظكم ويرعاكم فاثبتوا فاليوم يوم اللقاء وغداً غد البناء.
يا شباب سورية يزعم الطاغية إنه يعز قومه وما أراه يعزهم، لكنه يمتحن ذلهم وضعفهم فانتصروا لشهدائكم وانتزعوا منه أرضكم وارفعوا علم ثورتكم. يا شباب سورية العالم خذلكم فلا تلتفتوا إليهم فهم كالمدافع الفارغة من ذخيرتها لا تصلح إلا شكلاً ومظهراً.
يا شباب الغوطة كل الغوطة انتفضوا وانتصروا والتحموا فقد اعتقدوا أن أهل الغوطة ضعفاء وأنهم في غفلة وهواء ودمها بارد ليس فيه حياة ...ولكن حين اقتربوا منها اشتعلت نيرانها واشتعل شعبها أهل النخوة، الغوطة تنظر إلى المعركة بنظرة تاريخها المجيد ترى في حياتها قوانين دينه ووطنه وسلاحه على الظلم وضد الظلم فشكراً لكم لأنكم قلتم لهم إننا هنا إننا هنا.
يا شباب سورية الساحل وحلب وحماه وحمص ودرعا ودير الزور وإدلب لا تهابوا عدوكم فهم مفتونون زائغون ومن فتنتهم إنّهم يرون البعد بينهم وبينكم أنتم أهل الفضائل الشرقية كالبعد بين العالم والجاهل ولو حقّقوا لرأوه بُعداً في الغرائز لا في العقل، أي كالبعد بين الفجور وما أشبه الفجور وبين التقوى وما أشبه التقوى. يا شباب سورية زعم الأحمق أن خصمه الفلاح والطالب والطبيب يهوي من أول صوت لرصاصة أو صوت مدفع لكن زعمه خدعه ورأى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا عقل أدرك ولا إحساس خفق.
يا شباب سورية اثبتوا لنا وللعالم معنى الثورة والحرية واثبتوا للعالم معنى النضال والصبر على البلاء. يا شباب سورية سجلوا ملحمة الثورة السورية في سجل التاريخ المعاصر بثبات الأخلاق ولو سألوا أكبر فلاسفة الدنيا أن يوجز علاج الإنسانية كله في حرفين لما زاد على القول إنه ثبات الأخلاق.
يا شباب سورية أنتم الحياة ! أيتها الحياة هل فيك أشرفُ من هذه الحقيقة .. إلا حقيقة أبطال شباب سورية . الله أكبر..الله أكبر لأنكم قلتم لنا قدرنا لأننا أردنا، وقدرنا أننا ابتلينا وقدرنا أننا مؤمنين بأن ربنا سوف ينصرنا.
انهضي يا سورية للشاعر فرج أبو الجود:
انهضي يا سوريا
اثأري يا أرض خالد للدماء واصبري فالليل آخره الضياء
واصمدي فالنصر آت بالخلاص واهتفي الله أكبر في إباء