الاستقالة ..العصابة الشيطانية..والمواقف الجديدة
اعزائي القراء...
المستجد الرئيسي الذي برز على الساحة في منطقتنا العربية لاشك كان يتمحور حول استقالة السيد سعد الحريري رئيس وزراء لبنان ومغادرته بيروت بطريقة أمنية محكمة بعيدة عن عيون جواسيس مليشيا حزب الله، اضافة الى ترتيب عمليات تضليلية منها الإعلان
عن نجاح لقائه مع اكبر ولايتي مستشار المشعوذ الاكبر في طهران وذلك قبل يومين من مغادرته بيروت ،وكذلك موافقته على تعيين سفير للبنان لدى النظام الاسدي أعطى طمأنينة لنظام طهران وملحقاته في لبنان من عدم وجود نية مبيتة ضدهم من طرف السعوديين وخاصة بعد ان تم جس نبضهم بإطلاق الصاروخ الاستفزازي على الرياض وتبين للإيرانيين برودة الرد السعودي تجاههم .كل ذلك
يوحي ان خطوة الحريري كانت مدبرة منذ فترة وان التوقيت كان محسوباً بدقة.
خطوة الحريري والتي اعتقد انها حصلت بضوء أمريكي سعودي مشترك توحي لنا بتغيرات على الساحة العربية ولاشك ان الساحة السورية هي في مقدمتها، واذا اخذنا اخطر السيناريوهات المرافق لهذا الحدث فهذا يعني انها توحي باقتراب
حرب تخوضها أطراف عدة ضد مليشيا ايران في لبنان والمنطقة العربية ، حيث تنظر إليه جميع الاطراف العربية باعتباره ذراعا خطيراًمن أذرع النفوذ الإيراني في المنطقة.كما انها الرأس المدبر لتشكيل عصابات تابعة لها بتسميات قريبة من تسميتها متسترين
بكلمة الله في شعاراتهم الخداعية.
وهذا ما حصل في العراق وفِي اليمن ويعملون جاهدين لتأسيس فرعهم بسوريا علماً ان وجودهم في سوريا لايتعدى ١٪.
اذن الخطر اصبح محيطاً بالجميع واذا ما حصلت ضربة من نوع ما لهذه العصابة فهذا يدل على حصول انقلاب دراماتيكي في الموقف السعودي والمنسق مع امريكا.
فالتهديدات السعودية بعد وصول الحريري للرياض هي غير مسبوقة اطلاقاً وغير مسجلة في قاموسهم السياسي.
حيث وضعت هذه التهديدات النظام اللبناني امام خيارين: اما ضرورة تبني خيار القطيعة مع حزب الله اللبناني، او "إعلان حرب"
سعودية مفتوحة الاحتمالات على حزب الله اللبناني وخاصة بعد ان وجّه له التحالف العربي بقيادة السعودية مؤخرا تهمة السعي
لتشكيل فرع له في اليمن والوقوف وراء إطلاق صاروخ على مطار الملك خالد في الرياض وهو تهديد ايراني مدروس ورسالته
مفهومة .
وكان اللافت ايضا في خطاب استقالة الحريري هو تبني اللغة المتشددة التي اعتمدتها السعودية حيث تضمنت عبارات تهديد واضحة كقوله إن "أيدي إيران في المنطقة ستُقطع".
في ضوء ما سبق، نستنتج ان استقالة سعد الحريري ستجر لبنان والمنطقة ثانية إلى واجهة التنافس الإقليمي السعودي الإيراني مما قد
يؤدي إلى تفاقم التوترات على عدة أصعدة، وقد يدفع أيضا باتجاه إشعال فتيل مواجهة عسكرية ضد حزب الله في الجنوب اللبناني، بشراكة أمريكية وربما مع حلفاء عرب تتدخل فيها ايران.
وما يغذي احتمالات المواجهة العسكرية أيضا دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل واضح وقوي لتوجهات المملكة
العربية السعودية وحلفاء المملكة في مواجهة "التهديدات" الإيرانية؛ لكن في المقابل، ليس ثمة ما يشير إلى أن ايران
ستخوض مواجهة عسكرية مباشرة في سياق استراتيجياتها التي اعتمدت دوما على خوض حروبها خارج حدودها
الجغرافية من خلال توظيف قوى محلية تدين لها بالولاء مثل حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي وعشرات المجموعات
الشيعية المسلحة المنتشرة على الأراضي السورية، إضافة إلى حركة انصار الله (الحوثي) وشبكة واسعة من الخلايا "النائمة"
في دول خليجية عدة.أما عن الموقف الإسرائيليين فكان منطقيا أن يستغلوا استقالة الحريري لتوجيه انتقادات "حادة" للنفوذ
الإيراني في لبنان داعين على لسان رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو إلى "إيقاظ المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات" لم يحددها ضد
ما وصفه بـ "العدوان الإيراني".الا ان التهديدات الإسرائيلية تأتي دوما من قبيل ركوب الموجه واحداث معارك بعيدة عنها
واما عن موقف الولايات المتحدة فهو يبدو ايضاً في اتجاه مؤيد لإضعاف قدرات حزب الله العسكرية.. ولكن لايوجد حتى الان خطوات تنفيذية داعمة للموقف السعودي سوى بعض التصريحات الإعلامية ، الا اننا نستطيع القول:
انه بعد انتهاء نفوذ داعش اوالاقتراب من نهايته بات "ومن المفروض " واشدد على كلمة " من المفروض "التفرغ لمواجهة التهديدات الإيرانية وجعلها أولوية أمريكية بالشراكة مع بعض الحلفاء العرب . فان صحت كافة الفرضيات
أعلاه فيمكن القول ان استهداف حزب الله اللبناني سيكون في مقدمة الأولويات الامريكية الراهنة كأحد أهم الأذرع الإيرانية المعززة للنفوذ الإيراني في سوريا ولبنان و دول عربية اخرى.
وبانتهاء هذه المليشيا والتى تعتبر اليد اليمنى للملالي يمكن القول ان النظام الاسدي والايراني فقد ذراعه اليمنى في المنطقة.
وهي الذراع التي كانت اداة الدعم الاولى للنظامين الارهابيين السوري والايراني وتشكل على الاقل نسبة ٧٠٪ من الدعم الاجمالي لهذين النظامين..
وسوم: العدد 745