ازدواجية تبني مهرجان إحياء ذكرى رحيل عرفات !!

من الملفت للنظر في إحياء ذكرى رحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات الثالثة عشر الازدواجية في تبني المهرجان، فبينما دعا ما يسمى التيار الإصلاحي في حركة فتح، والذي يقوده محمد دحلان إلى إقامة مهرجان احتفالي بساحة الكتيبة في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017م، دعت حركة فتح (الأم) إلى مهرجان بأرض السرايا في 11 تشرين الثاني الجاري.

ولم يأت الحشد الكبير بساحة الكتيبة من فراغ، وإنما هو رسالة صريحة وقوية للقيادة الفلسطينية في رام الله، وإن كان مهرجان الكتيبة ظاهره إحياء ذكرى عرفات، ولكن في نفس الوقت له دلالات بما يشبه الاستفتاء حول شعبية محمد دحلان، وقوة تياره الإصلاحي في الشارع الغزي.

هذه الازدواجية تعبر عن الحالة المتردية التي وصل إليها الفلسطينيون، في ظل عدم التزام القيادة الفلسطينية بالوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في بيان القاهرة الأخير في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2017م بالتراجع عن الإجراءات العقابية ضد موظفي غزة، بالرغم من وفاء حركة حماس بالتزاماتها.

ويخشى أن يؤدي ما يحدث الآن من ازدواجية في تبني المهرجان بذكرى رحيل الرئيس الشهيد عرفات، قائد فتح الواحدة الموحدة إلى انشقاق جديد في جسم حركة فتح، والتي عانت من أمثاله في الماضي.. وندق ناقوس الخطر من تداعيات هذه المظاهر، وندعو الجميع إلى التكاتف ورص الصفوف، حتى لا تفقد حركة فتح مكانتها ورصيدها الثوري والنضالي، وأن تعود لتؤكد اللحمة الثورية في ظل الانتماء الفتحاوي الحقيقي، والقيادة الفلسطينية قادرة على انجاز هذه المهمة الوطنية الكبيرة، إذا ما اقتربت بشكل أكبر من الشعب بكل فئاته وشرائحه، وتلمست حاجاته، وعملت على تلبيتها، حتى تستعيد كينونتها في الشارع الفلسطيني بعد فترة تراجعت فيها بسبب الخطوات التي اتخذت ضد قطاع غزة مؤخراً.

وسوم: العدد 746