قانون الأحوال الشخصية العراقي
ان كنت تستطيع ان تقرأ هذه الكلمات وكنت ممن يحملون الجنسية العراقية فأنا أدعوك أن لاتصاب بخيبة امل فأنت ياعزيزي القاريء تتمتع بميزات لايتمتع بها الكثير من الناس على كوكب الأرض .بعبارة أخرى انت تعيش في بلد الاختراعات فمثلا لقد اخترعوا لك مؤخرا في البرلمان العراقي مسودة مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية فانت تعلم يااخي حين تعيش في العراق بلد الرخاء والامن والسلم والنزاهة والتعددية الحزبية حينها تتفجر الابداعات والفلسفات والادمغة الخارقة في البرلمان العراقي ..كيف لا وان كان ادنى تحصيل علمي هناك هو شهادة الماجستير وان اغلب اعضاء البرلمان هم من خريجي جامعات اوكسفورد وهارفرد ماساة اخرى وبلوة اخرى تضاف الى سلسلة البلاوي اللامتناهية في البلد.
.وبلوتنا اليوم هي القانون الجعفري أو الحنفي أو تعديل قانون الأحوال الشخصية..ان تعديل هذا القانون هو مسمار آخر يدق في نعش العراق وهو يدفع البلد بدرجة أخرى في سلم الشقاء وهو تكريس رجعي متخلف ومجحف بحق الطفولة واستنزاف فكري غير مسبوق في اغتيال الطفولة
ان ماتفتقت عنه عبقرية العمائم السوداء يؤكد أن العفونة والجهل استشرت تحت قبة البرلمان العراقي وكأن البلد يعيش في أقصى درجات الرخاء ولاهم له سوى تعديل هذا القانون الفاسد أساساً والذي يعامل المرأة كالبهيمة
هل هذا البلد هو الذي أنجب حمورابي وشرع القوانين منذ مهد البشرية.. لعمري أن حمورابي وكلكامش وسومر واشور براء منكم .يامن اختطفتم دماء الشهداء وزرعتم بذور الجهل و الظلام ودفنتم ثورة الأبطال.. أن تعديل هذا القانون هو وصمة عار على جبين قطعان المرتزقة في البرلمان.. هل لهؤلاء المخلوقات روزنامة أو هل لديهم تلفزيون.. ليتأكدوا هل نحن في عصر قريش مثلا..والله صرنا نخجل منكم رغم أن لإحياء لكم أو خجل .
هل انتهينا من جميع الملفات العالقة .. ملف النازحين وإعادة الإعمار وداعش والرواتب وملفات الفساد والكهرباء وتقسيم العراق والإجرام والتبعية والبطالة ووصلنا إلى أعلى مراتب الكمال ولم يتبق لدينا سوى تعديل هذا القانون
تأكدوا سيأتي اليوم الذي فيه سيكنسكم الأحرار ولن ترضى بكم حتى مزابل التاريخ
بدلاً من أن تحشروا انوفكم العفنه في زواج الأطفال والقاصرات والنساء اذهبوا وعمروا البلد.. نحن في القرن الواحد والعشرين بحاجة إلى مستشفيات وجامعات ومعاهد ومراكز بحوث وبنية اقتصادية واجتماعية.. أيها الحمقى انظروا إلى تجارب الدول الأخرى التي لاتملك عشر مافي البلد من خيرات وثروات
كفاكم أن تحشروا الدين في الدنيا.. اتركوا الدين لله.. اتركوا المرأة وشأنها فقد عانت ماعانته على أيديكم وحان الوقت لتكريمها وتعويضها بدلاً من اهانتها بهذا التخلف
ولمن لايعرف فإن مسودة قرار تعديل القانون الحنفي والجعفري هو قرار مسموم يحمل في طياته الأطر التي تشجع على زواج الأطفال والقاصرات وتضرب بحقوق الأقليات في عرض الحائط
ان داعش لم يأتي من العدم أو من كوكب المريخ أو من مجرة أخرى. . وهو ليس سيناريو أمريكي إنه ببساطة تحصيل حاصل هكذا رؤوس . .إنه البذرة التي نمت في مناخ خصب على أرض غنية تمده بكل ما يحتاج إليه من عوامل الديمومة.من تخلف وجهل وفساد .إنه الحديقة الخلفية والمبني للمجهول عن كل اسقاطات الفساد لذا علينا أن لانستغرب حين تخرج إلى الوجود هكذا تنظيمات إرهابية ترعرعت في أجواء تفتقر إلى أبسط مكونات المجتمع المدني حيث لا خدمات ولا رعاية صحية ولا مستقبل واضح لشريحة كبيرة من الشباب الذين عاشوا فراغ ثقافي واقتصادي هائل وغطوا في الشخير العام
كلمة أخيرة.. مؤخرا تم اكتشاف أقدم عقد زواج في البشرية والذي شرعه حمورابي منذ فجر التاريخ واليوم اخترعوا لنا فطاحل البرلمان العراقي هذا القانون المجحف بحق الطفولة.. هذا التعديل لو تم فهو انتكاسة وكبوة للمرأة العراقية التي أنجبت لنا حمورابي وكلكامش وشهرزاد وغيرهم الكثير ممن سطروا بأحرف من نور صفحات التاريخ منذ فجر الخليقة, ترى ماذا ستخترعون لنا في الأيام القادمة؟؟ ياللمهزلة وياللعار وياللخزي عليك أيها البرلمان
وسوم: العدد 747