طاعون اليمن

إذن فلا يكفي اليمن تدهور حالتها الامنية بل نتج عن ذلك تدهورا فارقا في حالتها الصحية فانهك جسدها الضعيف أصلا بطاعون هذا الزمان وهي الكوليرا.. 

حيث أعلن الصليب الأحمر الدولي الخميس الماضي أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن ارتفع إلى مليون حالة، بعد نحو ألف يوم من الحرب الدائرة بين طرفي النزاع هناك.. 

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة على حسابها بتويتر " أن الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن وصلت إلى مليون، ما يزيد المعاناة في بلد غارق في حرب دامية".

وأضافت "أكثر من 80 بالمئة من الشعب اليمني يفتقدون للغذاء والوقود والمياه النظيفة والرعاية الصحية".

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أن الوباء تسبب في وفاة نحو 2200 حالة وفاة منذ بداية انتشاره في نيسان/ أبريل الماضي.

وتحدثت منظمات إغاثية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن تراجع أعداد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا بعد حملات طبية مكثفة، إلا أنها عادت وحذرت في تشرين الثاني/ نوفمبر من احتمال عودة الكوليرا إلى الانتشار بعدما منعت المساعدات من الدخول إلى اليمن.

وكان التحالف العسكري بقيادة المملكة السعودية الذي يقاتل الحوثيين في اليمن أعلن في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر إغلاق كافة المنافذ البحرية والبرية والجوية بعد إطلاق صاروخ بالستي من البلد الفقير جرى اعتراضه فوق الرياض..  وقد استمر هذا الحصار نحو ثلاثة أسابيع.. 

وقبيل إعادة التحالف السماح بإدخال المساعدات إلى اليمن، أعلنت منظمة الصحة العالمية في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر أن حملة مكافحة وباء الكوليرا معرضة لـ"نكسات خطرة" بسبب الحصار.

وقالت حينها أن في اليمن أكثر من 913 ألف حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا، مطالبة إلى جانب منظمات إغاثية دولية برفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات خصوصا عبر ميناء مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين والمطلة على البحر الأحمر.

وتسبب النزاع في اليمن بين الحوثيين وقوات الشرعية مدعومة بغطاء جوي من التحالف والذي لايزال قائما حتى اللحظة بمقتل أكثر من 8750 شخصا منذ آذار/ مارس 2015 وإصابة عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف من الأسر.. كما خلف أضرارا جسيمة بالبنية التحتية ..

من جهة أخرى وغرارا على ذلك قد تزيد إحصاءات الصليب الاحمر الاخيرة من عبء بلد فقير يغرق بأزمات غذائية وصحية كبرى لم تكن في الحسبان..

وسوم: العدد 753