قِفْ نَبْكِ لَيْلَى وَالدِّيَارَ طَوِيلَا
01شباط2018
محسن عبد المعطي عبد ربه
قِفْ نَبْكِ لَيْلَى وَالدِّيَارَ طَوِيلَا=وَنُكَابِدِ الْأَحْزَانَ وَالتَّهْوِيلَا
عَيْنَيَّ جُودَا بِالدُّمُوعِ وَخَفِّفِي=آهَاتِ قَلْبِي تِلْكَ تُحْزِنُ جِيلَا
أَرَأَيْتِ أَقْسَى مِنْ دِيَارٍ وَدَّعَتْ=قَلْبِي وَدَقَّتْ لِلْوَدَاعِ طُبُولَا
أَخْفَتْ شُجُوناً وَالْمَآسِي سَطَّرَتْ=سِفْرَ التَّجَنِّي لِلْحَيَاةِ رَحِيلَا
هَلَّتْ دُمُوعِي وَالْعُيُونُ تَأَثَّرَتْ=وَاللَّيْلُ نَادَى أَحْضِرُوا الْمِنْدِيلَا
وَفُجِعْتُ فِي الْأَحْبَابِ أَلْمَحُ إِثْرَهُمْ=ــ يَا دَارَ لَيْلَى فِي الْمَسَاءِ ــ طُلُولَا
وَدَّعْتُهُمْ بِمَدَامِعِي وَتَوَقَّفَتْ=ضَرَبَاتُ قَلْبِي فَاحْذَرِ التَّأْوِيلَا
إِنَّ الَّذِينَ فَقَدْتُهْمْ مِنْ لَوْعَتِي=أَشْتَاقُ بَعْدَهُمُ الْحِمَامَ خَلِيلَا
مَا لِلْحَيَاةِ تُسِيئُنَا بِرَحِيلِهِمْ!!!=وَنَعِيشُ بَعْدَهُمُ الْحَيَاةَ عَوِيلَا
يَا صَاحِبِي هَوِّنْ عَلَيَّ وَخَلِّنِي=أَسَعُ الدِّيَارَ وَأَهْلَهَا تَقْبِيلَا
قَلْبِي يَئِنُّ لِأَجْلِهِمْ مُسْتَوْحِشاً=أَغْلَى الْأَحِبَّةِ بُكْرَةً وَأَصِيلَا
خَلَعُوا الْفُؤَادَ مِنَ الْأَسَى وَتَغَيَّبُوا=يَا دَارُ عَنِّي مَا ابْتَغَيْتُ مَقِيلَا
تَتَابَعُ الْأَحْدَاثُ حَتَّى غَيَّبَتْ=عَقْلِي وَلَمْ أَرَ لِلْخُيُولِ صَهِيلَا
لَيْلَايَ تَكْتُبُنِي بِحِضْنِ رُمُوشِهَا=تَهْوَى فُؤَادِي وَارْتَأَتْهُ جَمِيلَا
وَتَمَسَّكَتْ بِي فَارِساً مُتَشَبِّعاً=بِكِتَابِ رَبِّي يُكْثِرُ التَّرْتِيلَا
وَتَحَفَّزَتْ لِلِقَائِنَا بِشَعِيرَةٍ=مَحْمُودَةٍ قَدْ أَثْرَتِ التَّدْوِيلَا
رَحَلَتْ عَنِ الصَبِّ الَّذِي رَضِيتْ بِهِ=قَدْ آثَرَتْهُ وَأَشْبَعَتْهُ قَبُولَا
لَكِنَّهَا الْأَيَّامُ تَطْوِي صَفْحَةً=مِنْ حُبِّنَا لَمْ تَعْرِفِ التَّقْفِيلَا
جَارَتْ عَلَيْنَا وَالشَّدَائِدُ لَاعَبَتْ=تِلْكَ الدِّيَارَ تُؤَمِّلُ التَّرْحِيلَا
لَكِنَّ لَيْلَايَ الْجَمِيلَةَ قَلْبُهَا=بِصَفَائِهِ لَمْ يُغْلِقِ الْمَحْمُولَا
جَادَتْ بِصَفْحَتِهَا عَلَى الْفِيسِ الَّذِي=أَلِفَ التَّوَاصُلَ بَيْنَنَا قِنْدِيلَا
قَلْبَانِ عَاشَا بِالْمَحَبَّةِ جَنَّةً=بِالْحُبِّ تُطْلِقُ وَاقِعاً مَغْلُولَا
أَغْمِضْ عُيُونَكَ وَامْضِ مُتَّخِذاً لَهَا=مِنْ وَاقِعِ الْحُبِّ الْعَفِيفِ دَلِيلَا
وَاشْرَبْ بِفِطْرَتِكَ السَّلِيمَةِ كَأْسَهَا=وَادْعُ الْإِلَهَ يُحَقِّقِ الْمَأْمُولَا
وَتَرَقَّبِ الْفَجْرَ الْجَمِيلَ مُصَلِّياً=بِاللَّيْلِ وَاسْأَلْ رَبَّنَا التَّسْهِيلَا
وَاحْمَدْهُ وَاشْكُرْ فَضْلَهُ بِضَرَاعَةٍ=مَا كَانَ يَوْماً لِلْمُحِبِّ خَذُولَا
وَاذْرِفْ دُمُوعَكَ خَاشِعاً مُتَذَلِّلاً=إِيَّاكَ أَنْ تَنْسَى الْإِلَهَ قَلِيلَا
وَاسْلُكْ طَرِيقَ الصَّالِحِينَ تَفُزْ بِهِمْ=وَيُرِيكَ رَبُّكَ فَضْلَهُ الْمَوْصُولَا
وَارْحَمْ فُؤَادَكَ مِنْ {مَطَبَّاتِ} الْهَوَى=وَخُذِ الْمَحَبَّةَ لِلْإِلَهِ دَلِيلَا
وَاتْرُكْ رَفِيقَ الْغَيِّ فِي طُرُقَاتِهِ=إِيَّاكَ أَنْ تَشْقَى بِهِ تَضْلِيلَا
لَا تَرْضَ إِلَّا صَاحِباً خَلُصَتْ بِهِ=آيُ الْكُمَالِ وَصَادَقَتْهُ طَوِيلَا
فَاتْرُكْ هُوَاةَ الْجَهْلِ لَا تَعْبَأْ بِهِمْ=إِيَّاكَ أَنْ تَرْضَى الْغَدَاةَ جَهُولَا
وَتَعَهَّدَنَّ خُطَاهُمُ بِتَبَاعُدٍ= إِيَّاكَ أَنْ تَطَأَ الدُّرُوبَ وُحُولَا
فَاخْتَرْ جَلِيساً صَالِحاً تَصْعَدْ بِهِ=قِمَمَ الْجِبَالِ وَحَاذِرِ الْمَرْذُولَا
تَسْمُو بِعِفَّتِهَا النُّفُوسُ وَتَرْتَقِي=وَتَحُوزُ عِنْدَ رُقِيِّهَا التَّفْضِيلَا
يَا سَائِلِي عَنْ حُبِّهِمْ عَرِّجْ عَلَى=بَحْرِ الْهَوَى وَتَمَنَّهُ التَّفْصِيلَا
يُخْبِرْكَ أَنَّ الْحُبَّ سِرٌّ كَامِنٌ=فِي قَلْبِ مَنْ عَاشَ الْحَيَاةَ جَلِيلَا
فَاكْتُمْ ضَمِيرَكَ لَا تَبُحُ وَتَمَنَّعَنْ=إِنْ جَادَلُوكَ لِتُكْثِرَ التَّعْلِيلَا
وَخُذِ الْمَكَارِمَ مِنْ كِتَابٍ خَالِدٍ=قُرْآنِ رَبِّكَ وَافْهَمِ التَّنْزِيلَا
خَلِّ الْبُكَاءَ لِسَاعَةٍ مَحْمُودَةٍ=ونَشِيجَهُ وَتَجَمَّلَنْ تَجْمِيلَا
فَاللَّهُ أَجْمَلُ مَا يَكْونُ جَمَالُهُ=وَيُحِبُّ أَنْ تَبْقَى بِهِ مَشْمُولَا
وَمُحَمَّدٌ قَدْ ظَلَّ أَجْمَلَ قُدْوَةٍ=وَاخْتَارَهُ اللَّهُ الْعَظِيمُ رَسُولَا
مَا كَانَ فِي قَلْبِ الْحَيَاةِ مُرَفَّهاً=بَلْ عَاشَ يَبْنِي أَنْفُساً وَعُقُولَا
دَعْنِي لِأَمْدَحَ فِي عُلَاهُ مُظَفَّراً=بِنَدَاهُ يَبْعَثُ شَطْرَتِي إِكْلِيلَا
فَلَقَدْ قَضَيْتُ الْعُمْرَ أَمْدَحُهُ هُدًى=وَاللَّهُ أَهْدَى جَاهَهُ التَّكْمِيلَا
زَكَّاهُ فِي قُرْآنِهِ تَنْزِيلِهِ=وَأَعَزَّهُ فَاسْتَعْذَبَ التَّهْلِيلَا
أَرَأَيْتَ أَخْلَاقاً تَعَاظَمَ شَأْنُهَا=كَخَلَاقِ أَحْمَدَ قَدْ أَعزَّ ذَلِيلَا؟!!!
سَوَّاهُ رَبُّ النَّاسِ مِنْ عَلْيَائِهِ=لِيُصَدِّقَ الرُّسْلَ الْكِرَامَ قَبِيلَا
ويَكُونَ خَاتَمَهُمْ بِأَجْمَلِ شِرْعَةٍ=وَيُبَارِكَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَا
وَيُتَمِّمَ الْأَخْلَاقَ أَكْرَمَ مُرْسَلٍ=ذَا مَبْدَأٍ لَا يَقْبَلُ التَّحْوِيلَا
أَرْسَى لِكُلِّ الْعَالَمِينَ جَمَالَهَا=مَا زَالَ فِي كُلِّ الدُّنَا قِنْدِيلَا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا وَتَوَسَّلُوا=لِلَّهِ يُعْطِيهِ رِضاً وَقَبُولَا
فَيَكُونُ أَعْظَمَ شَافِعٍ وَمُشَفَّعٍ=وَاللَّهُ يُؤْتِي أَحْمَدَ التَّوْسِيلَا
أَمَلُ الْمَعِيشَةِ قَدْ بَدَا مَنْقُولَا=وَكَفَي بِرَبِّكَ حَافِظاً وَوَكِيلَا
كَبَدٌ خُلِقْنَا فِيهِ يَا أَحْبَابَنَا=تَرْنِيمُهُ تَرَكَ الْفُؤَادِ عَلِيلَا
كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْعِبَادِ كَمِحْنَةٍ=قَدْ غَيَّبَتْ عَقْلِي فَضَلَّ سَبِيلَا
يَعْدُو كَوَحْشٍ فِي الْفَلَاةِ مُدَمِّرٍ=تَرَكَ الْمُهَجَّرَ إِثْرَهَا مَقْتُولَا
وَالنَّاسُ تَنْظُرُهُ فَتَرْجِعُ إِثْرَهَا=بِفُؤَادِ صَبٍّ لَمْ يَعُدْ مَشْلُولَا
مُتَأَمِّلٍ بِحَيَاتِهِ قَدْ خَالَهَا=تَقْسُو فَأَلْفَى قَلْبَهُ مَقْفُولَا
مَا بَالُنَا قَدْ هَانَ سَابِقُ مَجْدِنَا؟!!!=وَالْآنَ أُشْبِعَ قَوْمُنَا تَنْكِيلَا؟!!!
رَخُصَ ابْنُ آدَمَ عِنْدَ مَنْ خَالَ الدُّنَا=مِلْكاً لَهُ وَتَعَمَّدَ التَّجْهِيلَا
وَأَقَامَ دِيناً لَا يُخَالِفُ نَهْجَهُ=خَالَ الْمُتَيَّمَ شَاعِراً ضِلِّيلَا
يَا رَبِّ فَارْحَمْ ذُلَّنَا وَتَوَلَّنَا=أَتَرَى ابْنَ آدَمَ فِي السُّجُونِ نَزِيلَا؟!!!
فَلَقَدْ رَأَيْتُ بِحُكْمِ دَهْرِي حَيَّةً=تَجْتَاحُ وَضْعِي فِي الْحَيَاةِ قَلِيلَا
فَعَجِبْتُ مِنْ حَالِي الْبَغِيضِ وَوَضْعِهِ=فَصَّلْتُ فِيهِ مَآلَهُ تَفْصِيلَا
أَصْبَحْتُ فِي سَاحِ الْحَيَاةِ مُضَلَّلاً=وَغَدَوْتُ فِي سِرْبِ الْكِرَامِ بَخِيلَا
أَجِدُ الْغَلَاءَ يَشُدُّنِي فِي هُوَّةٍ=أَصْبَحْتُ فِيهَا تَائِهاً مَنْحُولَا
لِمَ يَا زَمَانُ تَدُورُ فَوْقَ رُؤُوسِنَا=وَتَحُطُّ فَوْقَ رُؤُوسِنَا التَّفْشِيلَا؟!!!
عِشْنَا وَلَمْ نَحْصُدْ حَصِيلَةَ سَعْيِنَا=وَالْجَاهِلُونَ تَوَسَّدُوا التَّحْلِيلَا
إِنْ كُنْتَ فِي حَقٍّ دَعَوْا أَنْذَالَهُمْ=تُلْقِي عَلَيْكَ مِنَ الْجَحِيمِ وَبِيلَا
يَا لَائِمِي مَهْلاً فَقَدْ طَالَ الْمَدَى=وَحُثَالَةٌ قَدْ آثَرُوا التَّحْوِيلَا
يَا ابْنَ الْأَكَابِرِ قُمْ وَصَطِّبْ صَفْحَةً=صَوَّرْتَ فِيهَا مَسْرَحاً مَسْدُولَا
أَلَّفْتَ فِيهَا مَا تَسَنَّى خِلْسَةً=وَنَشَرْتَ أَبْوَاباً دَنَتْ وَفُصُولَا
عِشْتَ الْحَيَاةَ مُرَفَّهاً وَمُنَعَّماً=مَا رُمْتَ فِي سُوقِ الْحَيَاةِ دَخِيلَا
فَدَعِ الشُّقَاةَ وَقَدْ تَدَمَّرَ حُلْمُهُمْ=وَغَدَوْا بِتَيَّارِ الشَّقَاءِ مُثُولَا
كَدُّوا فَكَانَ الْكَدُّ آخِرَ حُلْمِهِمْ=وَسَعَوْا فَذَاقُوا مِنْكُمُ التَّرْذِيلَا
إِنَّا وَإِنْ جَارَ الزَّمَانُ أُبَاتُهُ=وَالْحَقُّ فِينَا يَغْلِبُ التَّمْثِيلَا
وَلَسَوْفَ نَمْضِي لِاتِّحَادٍ مُنْصِفٍ=لَمْ يُلْقِ فِي قَلْبِ الْجَحِيمِ فَصِيلَا
قِفْ يَا زَمَانُ لَنَا وَأَلْقِ تَحِيَّةً=وَاخْضَعْ وَأَعْلِ نِدَاءَنَا الْمَشْلُولَا
جُرْتَ الْعَشِيَّةَ وَاتَّخَذْتَ رِجَالَنَا=هُزُواً لِتَشْفِيَ فِي الْخَفَاءِ غَلِيلَا
وَهَزَمْتَ فِينَا نَخْوَةً عَرَبِيَّةً=وَبُطُولَةً مَا أَخْفَتِ التَّطْوِيلَا
وَقَرَعْتَ سِنَّ الْحَرْبِ فَوْقَ رُؤُوسِنَا=فَعَوَتْ ذِئَابُ الْعُهْرِ تَخْطَفُ مِيلَا
بَعْدَ التَّفَكُّكِ فِي الْعِرَاقِ وَآلِهِ=حَامَتْ نُسُورُ الذُّلِّ تَكْتُبُ قِيلَا
لَاهُمَّ بُومٌ نَاعِقٌ مُتَخَبِّطٌ=خَبَطَ الْبِلَادَ وَأَهْلَهَا تَطْبِيلَا
وَمَضَى يَجُوسُ خِلَالَ دَارٍ أُلْغِيتْ=بِأَجِنْدَةِ التَّارِيخِ رَامَ أُفُولَا
شُقُّوا الثِّيَابَ عَلَى الْعُرُوبَةِ { صَوِّتُوا}=يَا عُرْبُ {شِلْنَا} عَارَهَا تَحْمِيلَا
نُوحُوا عَلَى طُولِ الْحَقِيقَةِ مُرُّهَا=مِنْ حَنْظَلٍ أَشْبَعْتُهُ تَخْلِيلَا
يَا عُرْبُ هُنْتُمْ بَعْدَ طُولِ فِرَاقِنَا=وَالْغَرْبُ طَوَّلَ لَيْلَنَا تَطْوِيلَا؟!!!
مَا عَادَتِ الْأَطْيَارُ تَعْزِفُ لَحْنَنَا!!!= مَا عَادَتِ الدُّنْيَا تُرِيدُ هَدِيلَا!!!
مَا عَادَتِ الْغِزْلَانُ تَعْشَقُ أَهْلَهَا=كَلَّا وَلَا مَا أَصْدَرَتْهُ سَلِيلَا!!!
يَا غَابَةَ الْغِرْبَانِ تَفْضَحُ أَهْلَهَا=وَنَعِيقُهَا قَدْ دَوَّخَ الْإِزْمِيلَا
وَتَكَأْكَأَ الْمُتَكَأْكِئُونَ بِنَخْلِهَا=وَتَسَابَقُوا لِيُصَطِّبُوا التَّرْمِيلَا
مَا عَادَ نَخْلٌ وَارِفٌ بِسُمُوقِهِ!!!=بَلْ عَادَ جُوعٌ يَبْتَغِي التَّنْشِيلَا!!!
مَا عَادَتِ الدُّنْيَا كَسَابِقِ عَهْدِهَا=عَادَ الْخَرَابُ وَأَبْطَلَ التَّشْغِيلَا
يَا خَيْرَ أَعْوَانٍ تُعِينُ عَلَى الْهُدَى=أَهْلاً بِكُمْ كِيْ تَحْمِلُوا التَّخْوِيلَا
قُومُوا انْهَضُوا بِبِلَادِكُمْ يَفْتَحْ لَكُمْ=نَصْرُ الْإِلَهِ أَتَى لِيَسْحَقَ غُولَا
يَا وَاحَةَ الْأَشْعَارِ سَاءَ قَرِينُنَا=وَالْبَوْحُ غَرَّدَ فِي سَمَاكِ حَوِيلَا
وَتَحَوَّل النَّذْلُ الْمُنَمَّقُ شَاعِراً=وَتَسَلَّقَتْ نُطَفُ الدَّعِيِّ نَخِيلَا
مَنْ لِلْيَتِيمِ إِذَا رَمَتْهُ رَزِيَّةٌ؟!!!=أَقَلَى الْحَيَاةَ مُفَضِّلاً عَزْرِيلَا؟!!!
وَمَضَى يُفَتِّشُ عَنْ مَكَانٍ آمِنٍ=يَأْوِي لَهُ وَيُنَازِلُ الدَّرْفِيلَا
أَرْجِئْ كَلَامَكَ وَاصْطَبِرْ مُتَرَقِّباً=أَنْ يَبْعَثَ الرَّحْمَنُ هَذَا النِّيلَا
فَيُخَضِّرَ الْمَجْدُوبَ فِي فَلَوَاتِهَا=فَتَرَى جِنَاناً فُجِّرَتْ وَسُهُولَا
وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ كَيْ تُمَتِّنَ زَرْعَهَا=وَالْوَعْدُ يَأْتِي هَانِئاً لِيُنِيلَا
شَاءَتْ عِنَايَتُهُ مُرَاقَبَةَ الْوَرَى=فَتَكَتَّلُوا مِنْ بَعْدِهَا تَكْتِيلَا
سَمِعُوا كَلَاماً لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ=فَغَدَا الْكَلَامُ مَحَبَّةً وَسَبِيلَا
وَتَوَجَّهُوا بِدُعَائِهِمْ لِإِلَهِهِمْ=حَيَّاهُمُ وَتَبَتَّلُوا تَبْتِيلَا
حَلَّتْ بِهِمْ بَرَكَاتُ خَيْرٍ وَافِرٍ=وَغَدَوْا بِفَضْلِ الْمُسْتَعَانِ فُحُولَا
اَلشِّعْرُ يَغْبِطُهُمْ بِجَنَّةِ خُلْدِهِمْ=وَالْغَيْثُ يَبْعَثُهُ الرَّحِيمُ هُطُولَا
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَحْتَفِي بِقُدُومِهِمْ=مَا عَدَّلُوا فِي صَحْنِهَا تَعْدِيلَا
نَعِمُوا بِحُورِ الْعِينِ فِي حُجُرَاتِهَا=شَهِدُوا الْهَنَاءَ مَوَاسِماً وَفُصُولَا
وَاسْتَمْتَعُوا بِجَمَالِهِنَّ وَكَبَّرُوا=رَبَّ الْخُلُودِ وَآثَرُوا التَّعْجِيلَا
بِاللَّهِ دَعْنِي أُخْبِرَنْكَ بِشَأْنِهَا=مَلَكَاتُ حُسْنٍ شُكِّلَتْ تَشْكِيلَا!!!
لَا تَسْأَلَنِّي وَالدَّلَالُ بِطَبْعِهَا=يُسْبِي الْمُشَاهِدَ أَذْرُعاً وَرُجُولَا
يَتَغَنَّجَنَّ فَيَسْلُبَنَّ عُقُولَنَا=يَأْخُذْنَنَا مِثْلَ الْحَيَاةِ الْأُولَى
فَإِذَا اشْتَهَيْتَ وِصَالَهَا لَمْ تَمْتَنِعْ=بَلْ سَبَّلَتْ لِقَرِينِهَا تَسْبِيلَا
وَإِذَا رَغِبْتَ تَجَهَّزَتْ وَتَجَمَّلَتْ=وَدَعَتْكَ لِلْحُبِّ الْجَمِيلِ وُصُولَا
لَحْنُ الْمَحَبَّةِ تَعْزِفَنْهُ بِنَفْسِهَا=وَلَئِنْ سَئِمْتَ تَدَخَّلَتْ تَدْخِيلَا
تَرْنُو إِلَيْكَ وَسِحْرُهَا مُتَأَلِّقٌ=وَعُيُونُهَا شَهْدُ الْمَحَبَّةِ سِيلَا
وَتَخَالُهَا وَالصَّدْرُ يَرْقُصُ هَائِجاً=مِثْلَ الْغَزَالِ تَشَبَّعَتْ تَبْجِيلَا
يَا نَفْسُ مَالَكِ تَشْتَهِينَ بِلَهْفَةٍ=وَتُؤَمِّلِينِ نَوَالَهَا تَطْفِيلَا؟!!!
فَضْلُ الْكَبِير مُسَجَّلٌ فِي خَلْقِهَا=اَللَّهُ أَكْبَرُ مَا ابْتَغَيْتُ بَدِيلَا
اَللَّهُ أَكْبَرُ وَالْعِنَايَةُ لَاحَظَتْ=قَلْبَاً يُرَاقِبُ رَبَّهُ مَسْؤُولَا
وسوم: العدد 757