حين علمت بوفاة أخي الأثير، ورفيق العمر، الصفيّ الوفيّ عبد الرزاق ديار بكرلي؛ خلوت بنفسي فجاءتني هذه القصيدة، دفعة واحدة، فقد كتبتني، ولم أكتبها.
رحلت وفيك الذي نعرف= وإن العليم به أعرف
من النبل والمكرمات التي = لها منك مثل السنا موقف
وإن الخلائق مثل السيوف = فهذا كهام وذا مرهف
وأشهد أنك كنت الصقيل = يصول جريئاً ولا يسرف
وتسبق للفضل والزائنات = إذا أحجم الصحب أو سوّفوا
وعشت ومت تقود الصفوف = لأن الذي قادك المصحف
* * *=* * *
ولما التقينا سرى بيننا = هتون من الود لا يوصف
لقد وحدتنا الطباع العلا = وما نتقيه وما نهدف
وإنا بذلك لَلْفائزون = وأما سواهن فالزخرف
عرفتك خمسين عاماً خلت = كحلم بلابله تعزف
* * *=* * *
أخي الشهم إنيَ آتٍ إليك = فإني رأيت الردى يزحف
فهيِّئْ بقربك لي منزلاً = نَحِنُّ إليه ونستشرف
ولست أخاف فربي الغفور = وآلاؤه الأسبغ الألطف
"ولا تقنطوا" إنها البشريات = وقبل الهداة لمن أسرفوا
* * *=* * *
وفائي شريف كما رُزْتني = وأما وفاؤك فالأشرف
وأما دعائي فنبض الفؤاد = وما سجم الدمع والأحرف