لا وقت للحب
لا وقت للحب
خلف دلف الحديثي
[email protected]جدْ لي طريقاً إلى عينيك والقلبِ
وكي أقيم صلاة الله في جسدي
خذني حروفا ونادم ليل معتكفي
عامان أركض حولي حتى أعود إلى
أمضي ومن تعب مُضنٍ إلى تعب
حرائق من لهيب طفن في كبدي
إني بذرتك في ذرّات خاصرتي
فنقبت جمرة اللحظات واهمة
لا وقت عندي أنا موّال من ألمٍ
صغيرك الآن بوح الحزن جلببه
إني نشرت وباسم الحب أشرعتي
فقد ركبت قلوص الشمس في عُددي
أما ترين اشتعال النار في بلدي
فكل قول به غاياتنا ذبحت
فتعلن الريح أنّ البحر قد رحلت
وكل دار أنا يممت عتبته
هم استحلّوا دمائي واستبيحَ فمي
لا وقتَ للحب كي تؤويكِ دمعته
لا حبّ إلا هوى الأوطان يسكنني
فلا مكان إلى أحلام سيّدةٍ
فكم ركضنا حفاة في غوايتها
للحب وقت أنا طرّزته وجعي
لا وقتَ للحب ريح الوقت قد هجرت
تبعثر الحرف في أوراق ذاكرتي
لا وقت عندي وأوقاتي مغادرة
دوزنت ساعة أفكاري وعقربها
بي اعتكفت وزار الصمت مختبئ
يا مهرجان دمي فالقلب معتزلٌ
تغادر الورق المبلول أحرفه
بكل باب رمى دربي حرائقه
منّيْتُ نفسي لتلقي الضوء قافيتي
فرجّعتْ قلق الأنفاس بوصلتي
إني تحَمّلني أوجاعُ قلقلتي
تسقي بماء الندى زهرات رغبتها
ألوك حزني وتجترّ الخطوب يدي
مجامر النار في أثوابي استعرت
ووابل من لهيب راح يدفعني
فما رأيت سوى الديجور يلحقني
وظل أفقي معتلا ومشتعلا
كل الشموس هنا في ضوئها اعتكرت
فلملمت غصَّة الفقراء شهقتها
خذني إلى بلد الأوجاع علّ أرى
أنا المحاصر بالأشواق من زمن
وأرجأت وقت أفراحي بقبتها
أنا المضرج والآلام تعجنني
فوشحتني يد في حزن مدمعها
فمن سيمضي ويدعوني لصحبته
إلى خطاي تناغيها شوارعها
إلى ملاعب أيامي وصبوتها
فما يزالون هم أنفاس غربتنا
وهم حنيني به العبرات قد هطلت
منفاي محرقة في صوت قبرة
بلواي تمنحني من حبل خيمتها
إني أحس بأن الكون مقبرة
والأرض ضيقة حتى إن اتسعت
وثوب أمي عصابات تمزقه
متى أرى وطني والفجر يحضنه
متى يعود لقلبي صوت نبضته
متى وكل متى بالحزن تجلدني
متى أحس بان النجم يرقبني
متى أرى الشرق في حب يودعنا
متى يعودون يا ربي ألا أمل
أنا أحب وقد أوقفت أزمنتي
عندي من الوقت أن أهوى مجرته
إني عشقت وعشقي ظل مختلفا
أنا المتيمُ في حبي إلى وطنيعلّي لما شئت أطفي سورة الحبِّ
حتى يطهِّرني في نوره ربّي
وليركع الشعر بين النحر والهُدْبِ
وقع الطريقِ ويلغي جهده قربي
إلى الخيالات تعبى أثمرت غُلْبي
لما قرأتك في الأشعار والكتْبِ
أرض اشتهاء فصاح الرمل بالحَبِّ
فجاء صوت يعرّي ضحكة الكذبِ
بي استُهِلَّتْ قصيداتي إلى الشعْبِ
ووشوش الروح صوت المشتهى الغيبي
على مدار السها مُستنفِرٌ دأبي
حتى تؤدب كفّي مَنْ رَمى نَصْبي
وكلنا صار محكوما إلى الصلبِ؟
ودحرجتها يد الجلاد في ثوْبي
أمواجه ونأى عن جرفه شَرْبي
أرى سقوطي ويسْبي موته لُبّي
وهم يريدون في تضليلهم ضرْبي
وكي يقول إلى وادي الهوى طِرْبي
وما عداه لقلبي بعد ما يُصْبي
بها اشتعال الهوى في حرفها الرطبِ
ليشكم الجرح في خيط الندى طبّي
به تقلدني زخاتها سُحْبي
آمالَ روحي وباعتها إلى الحرْبِ
ومسّني عطشٌ للمنهل العذبِ
على جراحي ومنها صحْتُ بالقلبِ
فرجَّعَتها مرايا الغيب للدربِ
وظل محراب أيامي بلا صحْبِ
عن نبض روحي فباح النبض للربِّ
وترسم الخطو في إطلالة الشهبِ
وراح يبكي على أيامه شيبي
فما استجابت ونامت في دجى الحُجْبِ
ودحرجتني إليها روعة السكبِ
نارَ الهموم وتدمي وحدها وثبي
حتى تعطلني عن دورة القطبِ
فمن سيكسرني من فورة الخَطبِ
وجردتني من الإيحاء والعتبِ
إلى ظلام الخطى في غيبة الرّكبِ
وقد أباح حقول الحب بالنهبِ
وحلم سهدي اكتوى في جمرة الرعبِ
وصادرتْ ضحكة الآهات للشجبِ
ووزّعتها ونادَتْ بالأسى سرْ بي
صوت الجنون يناغي صولة الكَرْبِ
مذ حملتني هموما دولة السلبِ
حتى يقربني من قربها نحبي
بكل ويل مضى في ركبه حِزْبي
وقددت وطري أرجوحة السبِّ
إلى بلادي إلى النهرين للتِّرْبِ
إلى بقايا من الآثار بالشِّعْبِ
وما يبوح فؤاد الصب للصبِّ
والذكريات هم يا أحرفي لَبّي
وخضرت دمعتي في الجندل الصلبِ
به تناجي ضياع الأرض للشُّرْبِ
قبرا يلم نثيث السحب للتُّرْبِ
وومضة الفجر غابت وانكفى نخبي
ما دام تحرق نار الشعب بالشعْبِ
وتمزج الضحكة البلهاء بالغصْبِ
وشمسه ملأت للعالم الرحبِ
ويتقن الله في إيمانه جذبي
يعود وجه أبي من رهبة الجبِّ
وان حلم الهوى من كوكبي يدبي
إلى العراق ويخفي دمعتي غربي
من أن يسافر عن محرابه جُدْبي
حتى لِتُرْسلَ لي من نجمها صوبي
وأن يضم لدى أعشاشه جنبي
عن كل عشق وما أفضى إلى اللعبِ
إن كان عيبا أنا أبقى على عيْبي