قراءة في أحزان إمرأة
قراءة في أحزان إمرأة
خلف دلف الحديثي
[email protected]ورأيتُ في عينيك حزن بلادي
ونوارس الأوجاع في شط النوى
تتوالدُ الأحزان في وتر الندى
تستلهم اللحن الغريب حكاية
ورأيت أحلامَ الحياةِ تطوّحت
ورأيتُ قمح العمر يأكله الظما
هي خطوة جهلت خطوط ظلالها
وسمعت نايك يستعيد جراحه
ودفاتر حمل الفرات بريدها
وصدى حداء في الأثير يذيع لي
وسمعت صوت الأمنيات بموجه
عجلت دورته وزرت رماله
أمرجّل نبضي وقلبي لم يزل
صوت الفرات مع القصيد يضخّني
ويزور غابات الجراح بأفقنا
ويرتّل الصفصاف وِرْدَ غيابه
ويزور رمل الحب كعبة عشقه
أنا أوّل العشاق جئتك زائرا
ودخلت صومعة الجمال فكنت لي
كلمات روحك أينعت في خاطري
منك اقتبست هوى التبغدد حلوتي
فقرِينُ شعْرِك لم يزل في حانه
قومي إليه تسلّقي نبضاته
قومي إليه فما يزال لوقتنا
وقفي على جرحي أريك زهوره
كوني لطفلك مهرجان غواية
ودعي ضفائرك التي حولي ارتمت
وتكسرت مذ لملمتها زفرة
خلي شظايا الحزن ترحل وحدها
ودعي يديك تنام بين أصابعي
قومي وبثي في رمادي جمرة
ملقى أنا وعلى حصير تنهدي
قد جئت من قصر العبير مسافرا
ومع الضياء على بيادر لهفتي
أنا مقعدي في الغيم كوني حلوتي
برعمت أغصاني وجئتك حافيا
يا فوز فوزي في لآليء أحرفي
وتبرّجي فأنا القصيد متى أشا
قد صغت من طين الفرات قلائدا
فتقبليني إن أتيك شاعرا
لا تحذري فالشام تبقى وجهتي
يمّمت نحوك خيل روحي فاكسري
كوني عبيري في مساكب ورده
ودعي خيول الشعر تجمح وحدها
فمتى متى قد تدركين أميرتيوأسى الغياب وشهقة الميعادِ
تغري الضفاف برنة الأعوادِ
ويغيب في أبعادها إبعادي
وتبثُّه للغيب نهر سوادِ
وتناثرت في زحمة الأنكادِ
وله استباح هناك سرب جرادِ
وغدا الضلال هوية لفؤادي
ليطير يحكي الحزن للتوبادِ
فيها رسمت للوحة الميلادِ
وجع الحنين لفرحة الأعيادِ
عند الضفاف مشى وراك ينادي
فازدان سنبله بسفح الوادي
بين الدروب يطوف كالزهّادِ
نارا وينثر في الوجوه رمادي
خطو الغروب يشيل ثوب حدادِ
وإليك يحكي غربة الكبّادِ
وتجيء تنثرُ روحها أورادي
وحملت عشق الله في الأكبادِ
شعرا يزين صفحة الأجدادِ
بوحا وزارت روحها أولادي
وتسلمن كفّ الحروف قيادي
يسقي الندامى خمرة الإنشادِ
وتدثّري بروائعِ الرّوادِ
وقت فعمرك مورق الإسعادِ
نبتت بحقل الحزن والأضدادِ
وتنعمي مثلي بهمس وسادي
وتناثرت مجنونة الإرعادِ
بيديّ واخترمت لروح عنادي
لأكون طيرك مُغرقَ الإنشادِ
لنحيلها ناراً بلا إيقادِ
كي لا يظل لظى المواجع زادي
كوني إليّ أميرة لمُرادي
وأتيت أبغي من هواك حصادي
لوَّنت في نُعْمى لماك مدادي
جنبي ورشّي العطر للعُوّادِ
أرجو الوصال على جناحِ ودادي
واستعمري قلبي بلا استعبادِِ
يأتي إليّ مزخرف الأبرادِ
ومنحت صدرك مهرجان قلادي
لأزيح عنك مواجع الأصفادِ
حتى وإن سمّيتُ بالبغدادي
وجع الحنين بضربة الأبعادِ
وتناثري عطرا على الأنجادِ
بربى هواك فكلهن جيادي
أنثاي أنت وحبها إلحادي