فَلَنْ تكتُمَ العادِياتُ الصَّهيلْ
على ضِفَّةِ الجُرحِ فاضتْ
دِماءُ الشَّهادةِ نهرًا يُعمِّدُ طِفلَ الفِداءْ
وَأَحجارَهُ الْ في شَرايينِها القَرْمُزيّةِ
خبَّأَ للقُدسِ فَجرًا وكلّلَ جبهتَهُ بالضياءْ
أَعِرنا أيا أحمدُ المُتَوَضِّئُ كِسْرةَ طُهرٍ
تُزلزِلُ فينا مُسوخَ الرِّياءْ
وتَغسِلُ أثوابَنَا مِن عُطورِ الولائجِ؛
عِطرُ الخيانةِ فيهِ الفَناءْ
أعِرنا كتابَكَ نقرأُ فيهِ طريقَ التَّحدّي جِهارًا
لِمَنْ سَجَّروا البحرَ نارًا
لِتسقُطَ فيهِ النوارِسُ مكسورةَ الفِكرِ والعزمِ
كيفَ يطيرُ مَهيضُ الجَناحْ؟
ولكنَّ –نَصرًا- تَخَطّى الجِراحْ
فكانَ على شاطئِ الجُرحِ يَلْقَفُ سَيْلَ السِّهامْ
يَضُمُّ الكِلامَ ويسعى لِيَلقَى الصَّباحْ
أعِرنا أيا أحمدُ المُتَبَتِّلُ وِرْدَ الهِيامْ
وَنِصفَ ابتسامتِكَ الْ وَسِعَتْ أملَ النصرِ مَهما:
تَوالتْ غُيومٌ مِن العَقَباتْ
ولَمْ تَتَكسَّرْ عُرَى المُعضِلاتْ
تَخَثَّرَ زيتُ سِراجِ الليالي وَغارَ الفَتيلْ.
وأُوصيكَ -جَرَّارُ- قبلَ الرَّحيلْ:
تزوَّدْ بسِفْرِ الخلودِ وَسِرِّ الصُّعودِ
وعَرِّجْ على قِمَّةِ المُستحيلْ
لِتكتُبَ أُسطورةَ الخَيْلِ شَامخةً كالنَّخيلْ:
فمهما تَمَدَّدَ ظُلْمُ المنافي
وسَالتْ وِصالًا دِماءُ القوافي
وَأُحكِمَ غَلُّ القَوادِمِ رِفقَ الخَوافي
فَلَنْ تكتُمَ العادِياتُ الصَّهيلْ
10/2/2018
تحيةً وعِرفانًا للبطلِ الفلسطينيّ الشهيد: أحمد نصر جرار
الولائج: الأصدقاء المُقرّبون من الأعداء... الكِلام: الجِراح
الخوافي: أرجُلُ الخيلِ الخلفية ..والقوادِمُ: أرجُلُها الأمامية
وسوم: العدد 761