يالفظةً ثكِلَتْ في الشامِ مَعْناها= نُوحِيْ عليهِ ، وصِيحيْ(آهِ) أوْ(واها)
نُوحي وصيحي وإلاّ فاطْرَبيْ وَثِبيْ= وسائِلي الشامَ- هَمْساً- عن صَباياها
نُوحيْ وصِيحي وجُنِّي والعَبيْ وخُذيْ= خُضْرَ المُنى ، ودَعِيْ للشّام ِبَلْواها
ماإنْ ثَكِلتِ سوى مَعْناكِ فانتظريْ= أجرَ الفقيدِ ، وصَلِّي ، واحمديْ اللهَ
الشامُ يا أنْتِ لا جِنٌّ ولا بَشَرٌ=ولا أَساطيرُ غِيلانٍ حَفـِظنـاها
الشامُ مَلْحَمةٌ حمراءُ راعِفةٌ= عَجْفاءُ كالِحَةٌ ،زُرْقٌ ثَناياها
للأُسْدِ فيها- وما فيها سوى أَسَدٍ= جَمِّ الوُجوهِ- وُجوهٌ ما عرَفْناها
الحِقدُ يَرشَح مِن أهدابِها لَزِجاً= واللؤمُ يَجريْ فَحيحاً في نَواياها
ولِلنّفاقِ عُواءٌ في مَفاصِلِها= وللفُجورِ قُباعٌ (1) في خَلاياها
وللضَّلال نُباحٌ في ملابِسِها= وللهَوانِ خُـوارٌ في مَراياها
الشامُ هذيْ، وما هذيْ حِكايَتُها= حِكايةُ الشّامِ سِرٌّ فـي زَواياها
* * *=* * *
في ظِلِّ بَلّوطَةٍ شَمـطاءَ فاسِقَـةٍ= نامَ الخفيرُ،فأغْوَتْهُ ليَنْساها
فاستَرْسَلَ الصَّدِىءُ المَوبوءُ مِنْ دَمِها= بينَ البساتينِ دَفّاقاً وتَيـّاها
فأْحْرَقَ الأرضَ والأغصانَ،واتَّخذَتْ= أمواجُهُ نَحْوَ بَيتِ النُّورِ مَجراها
فَضَلَّ مَنْ لَمْ يَمُتْ في السَّيْلِ مُحْتَرِقاً= وطَوَّقـْتهُ بحَشْدٍ مِنْ بَغـاياها
ومَنْ نَجا حَمّـلَتْه الوِزْرَ واتَّكأتْ= تَرعى القطيعَ وتَحكيْ عَنْ سَجاياها