نزيف السبع العجاف

سكبتُ نَزْفي على القِرطاسِ فارتَسَمَت 

من وَهجِه أَحرُفٌ تحكي مآسينا

ساحَتْ عُطورٌ وتاهَتْ مِن محابِرِها  

وَأَرْوَت الأرضَ إجلالا مآقينا 

تَحبو الحروفُ وتكْبو في كمائِنِها 

والهَمسُ يَخرسُ عَجزاً أن يُحاكينا  

يا أيها القَلَمُ المنحوتُ مِن كَبِدي 

لو أنَّ إفصاحَكَ القاني يُواسينا 

سبعٌ شِدادٌ وما في الكونِ مُعتَصِمٌ 

أو نَخوةٌ من بقايا من مَواضينا 

سبعٌ نُلَملِمُ أشلاءً ونَزرعُها 

علّ الحصيدَ خَليطٌ من أمانينا 

سبعٌ ونَعصرُ لم نُبْقِ سنابِلَهُ 

وغاضَ نَبعٌ وبعضُ الطَّل يروينا 

زاد الأنينُ ودَمْسُ اللَّيلِ أنهَكَني 

والنور تاه  شريداً في ليالينا

من أغرقَ الفُلكَ والرُّبانُ في خَطَلٍ  

والموجُ عالٍ وريحُ الصَّرِّ تُسفينا 

يا كُلُّ من عَبَثَتْ يُمناهُ في أملي 

شُلَّت يَمينُكَ لاتؤذي الرياحينا  

منْ أحرقَ التينةَ الخَضرا وما يَبِسَت 

وَيَتَّمَ الغُصنَ والزيتونُ يُنبينا 

إني شكوتُ وذاكَ الحقلُ شاطرني 

عَجْزَ النسائِمِ ما عادَت تُواسينا 

لم يبق في جنتي نخل ولاعنب

أو وردة في جمال السفح تنشينا 

من لي بعودةِ أطيارٍ وقد هَجَرَت 

فكلُّ أعشاشِها أضحت نياشينا 

وسوم: العدد 764