أحسنتمُ في اختيار الحصن والجار!
أهدي هذه الأبيات ، إلى الضحايا الأحوازيين ، الذين التجأوا إلى بشار الأسد ، فأظهرَ لهم من صنوف المروءة العربية ، التي اشتهرت بها أسرته ، والوفاء الإنساني ، الذي ورثه عن أبيه ، مايخلّده ، ويخلّد أسرتَه ، بين الأجيال ، إلى آخر الدهر ! إذ استضافهم في السجون والمعتقلات الرحبة المريحة ( خمس نجوم !) ، التي يعرفها شعب سورية كله ..! ثم أسلمهم إلى أجهزة بلادهم ، التي التجأوا منها إليه .. وأعدّت لهم متّكأ فريداً ، في قصور وجنّات ، تحت الثرى ، لايرون فيها شمساً ولا زمهريرا ، ولا تمزّق جلودَهم فيها سياط ، ولا تكسّر عظامَهم فيها عصيّ أو جنازير! فليهنأ أهل الأحواز الكرام ، بالوفاء الأسدي البديع ، والمروءة العربية الأصيلة ، واللطف الفارسي النادر!
أحْـَسنـتُـمُ في اخْـتـيـار الحِصـنِ والجارِ
أحسنـتُـمُ في اخْـتـيـارِ الحِـصنِ والـجارِ
يا لاجـئـيـنَ إلى ابْـنِ الـمَجْـدِ.. بَـشّـار!
هـذا الـفـتَى الـشَهـمُ ، لا يَـشْـقَى بِه أحَـدٌ
مِـن قـاصِـديـهِ ..عَـزيـزُ الـنـفْـسِ والـدارِ!
لا سـُوءَ في طَـبْـعهِ ، لا لـؤمَ في دَمـهِ
فَــلـيـسَ مِـنْ نَـْسـلِ خَـوّان وغَـدّارِ!
وقَـدْ حَـظـيـتـمْ بـه ، مأوىً ومُـلـتَـجأً
وجَـنّـةً .. لـلـشَـريدِ الـجـائعِ الـعـاري !
قـدْ اسـتَجـرتـمْ ، بهِ ، في ليلِ كُـربَـتِـكـمْ
فَـما اسْـتَـجـرتـمْ ، مِن الرمضاءِ ، بـالـنـارِ !
سـُجـونـُه لا كأنـواعِ السجـونِ .. أمـا
كـنـتـمْ بِـروضٍ ، ومـاءٍ سَـلسَـلٍ جـارِ!؟
فـإنْ يـكـنْ لِـيَـدِ الجَـزّار أسْـلـمَـكـمْ
فـقـدْ تـَحرّى لـكـمْ ، عَـنْ خـيْـرِ جَـزّارِ !
فَـحَـرّضوا ، يـا بَـنـيْ الأحـوازِ، قَـومَـكـمُ
على انْـتِـجاعِ أبِـيِّ الـنـفْـسِ مِـغْـوارِ !
ولـنْ يـُرَى ، بَـعْـدُ ، في أحـوازكـمْ أحَـدٌ
فـوقَ الـثَـرى ، يَـشْـتـكيْ مِن بَـطْـشِ جَـبّـارِ!
سَـتَسكـنـونَ ، جَـميعاً ، جَـوفَ مـقـبَـرةٍ
فَـسـيـحةٍ .. دونَ غـسّـال وحـفّـار !
كأهْـلِ تَـدمـُرَ .. هـلْ تَـدرونَ قِـصّـتَـهمْ
صـاروا أحـاديـثَ جُـلاّسٍ وسـُـمّـار!
وسَـوفَ يَـبْـنيْ بَـنُـو ( فَـيـروزَ !) فَـوقـكـمُ
قُـصـورَهـمْ .. رَمْـزَ إجـلالٍ وإكـبـار!
طـوبَـى لـكـمْ ، يـا بَـنـيْ الأحـوازِ.. تُـسْـلِـمـُكـمْ
بـيـنَ الـنَـعـيـمَـيْـنِ ، أقْـدارٌ لأ قْـدارِ!
وسوم: العدد 767