وردة القلب

علي صدر الدين البيانوني

خديجةُ قلبي زاد وجداً على وجد

وهل ينفع التصريح بالحب أو يجدي

إذا كنت لا أسطيع بث صبابتي

شفاهاً فهذا البَوْح بعض الذي عندي

أواسي به قلبي وما كان سالياً

هواكِ بقرب كيف يسلوه في البعد

ولكنني بالشعر أطفئ لوعتي

بأنفاسه أهدي لعينيك ما أهدي

أقدمه رمزاً لحب حفظته

وأني مدى الأيام باقٍ على العهد

أقلب فكري في سنين قد انقضت

على عهدنا بين المحبة والود

وأسأل نفسي: كيف أسطيع سلوة

وقلبيَ يخفي فيه أضعافَ ما يبدي

لئن كان قيد السجن للجسم موثقاً

فإن عهود الحب أقوى من القيد

حبيبة قلبي كم ذكرتك تائقاً

للقياك كم فاضت دموعي على الخدّ

ويا وردة القلب الجميلةَ إنني

لأعلم أني لست في محنتي وحدي

وأعلم أني بعد بعدك إن همت

دموعي فقد فاضت عيونك من بَعدي

وإن سهرت عيني لفقدك إنني

لأعلم كم طالت لياليك من فقدي

وما ذاك إلا أن قلبين فيهما

من الحب ما أعطى الإله من الودّ

إذا كان وجدي فيك يزداد دائماً

فأفلاذ أكبادي يزيدون من وجدي

براعمُ وردٍ زدنَ قلبي تعلقاً

بوردته، كم هام قلبيَ بالورد

فميمونة أولى بواكير حبنا

وزهرتنا الكبرى وواسطة العقد

وفي أنس كم زاد أنسي بأمه

وكم جدّد الذكرى وما زال في المهد

وأيمن لما جاء أشرق حبنا

بمقدمه وازداد سعداً على سعد

وميسون لما أن تبدّت بحسنها

وماست به أضفت جمالاً على العِقد

وأحمد عز الدين في القلب حبه

يزيد وينمو كلما زاد في الجدّ

محمد شمس الدين يشرق وجهه

ببسماته والخدّ أحلى من الشهد

إليكم جميعاً يا أحيبابَ مهجتي

أحنّ وقلبي كاد يدمى من البعد

فلا تحرموني من رؤاكم فإنني

بلقياكمُ أنسى همومي التي تُردي

ويا رب لا أشكو لغيرك لوعتي

ولا أرتجي إلاّك يا صادق الوعد

ففرّج إلهي كلّ همّ أصابني

وردّ لأحبابي الهناءة بالعَوْد

يوم الأربعاء  24  صفر الخير 1396    الموافق 25 شباط 1976

وسوم: العدد 768