(في الثناء على رُوح الأمّة، ورَوحها، ورَيحانها)
تحسّى الضياءَ الصِرفَ، حتى توهّجا = فأشرَقَ نُوراً، يَبهَرُ القلبَ، في الدُجى
سَما، في سَماء الروح، نشوانَ، والِهاً = وإذ طُلِبَ الإفصاحُ، منه، تلجلجا
عَوالِمُ شتّى، مِن بَهاءٍ ورَوعَةٍ = تَغلغلَ في جنّاتها، حين أدلَجا
نَجا، مِن قيودِ الظنّ والوهْم، وانبرى = يَعُبّ السَنا.. لكنْ مِن الوجْدِ، مانَجا
* * *=* * *
هو الحرفُ، أنوارُ النبوّةِ خضّلتْ= حَواشيَه، بالعِطر، حتّى تَأرّجا
تدَفقَ، مِن أعماق روحيَ، نَبضُه =ومِن كَبديْ الحَرّى، وهامَ، به، الحِجَى
* * *=* * *
ونالّ دنوّاً، مِن إمامي وسيّديْ= ونفسيْ التي تَفديه، تمشي على الوَجَى
إذا الشوقُ هزّ التَوْقَ، فانطلقا، مَعاً= إلى مالئ الدنيا بهاءً .. تَهَيّجا
حَلَمتُ، بلمْس الثوبِ والكَفّ، دانياً= مِن المصطفى، من غيرِ أنْ اتَحَرّجا
عَرفتُ مَقاماً، للسَماحةِ، عندَه = بَهيّاً؛ فنادانيْ البَهاءُ، لأعْـرُجا
ليُؤنِسَ قلبيْ، برُّهُ، في كُهولتيْ= وشيخوختيْ، إن أصبحَ الظَهرُ أعْوَجا
* * *=* * *
هو البِرُّ، كلُّ البِرِّ، للخَلْق : مَن سَما = ومَن رامَ، مِن ضِيقِ المَآزق، مَخرجا
فمِن لُطفه، يُصغي الإناءَ، لهرّةٍ= ويُؤنسُ طفلاً، إن بَكى، أو تَشنّجا
ويّأسَى لعصفورٍ، تَضيعُ فِراخُه= ويَرجوه طُلاّب الندَى، حيثُ عَرّجا
وينصفُ مظلوماً، ويَردعُ ظالماً= ولوْ كان لَيثاً، بالسلاحِ مُدَجّجا
ويَحنو على عان، ويَرفدُ سائلاً= ويَقنتُ للرحمن، في الليلِ، إنْ سَجا
ويَشفعُ، يومَ الحشر، للناس، إن أتَوا=حَيارى، ولمْ يُلفُوا، من النارِ، مولجا
* * *=* * *
سَما فوق أقدار الملوك، مَهابَة= وعِزّاً، وما كان المَليكَ المُتوَّجا
فليس، لِذيْ تاجٍ، سُمُوُّ مَقامِه= ولوْ زَمَّ ريحاً، للصُعودِ، وأسرجا
* * *=* * *
مَمالكُ أوثانٍ، قَلاها عَبيدُها= فبَعضٌ هَوَى، ذُلاًّ، وبَعضٌ تدَحرَجا
وبَعضٌ بَنَى، بَينَ الأضالِع، عَرْشَهُ= فخَرَّ، بألوانِ الهَوانِ مُضرَّجا
له عِصْمةٌ، مِن ربّه ؛ فهيَ حِصْنُهُ= ومَن رامَ شرّاً، هدّهُ البُؤسُ والشَجا
فما شانِئوهُ البُترُ، في كلّ بُقعَةٍ=سِوى عُصْبةٍ، ضَمّتْ سَفيهاً وأهْوَجا
وظلَّ سَناهُ ساطِعاً، وهو في الثرَى= يُقارعُ ظلماً طاغياً.. مُتبرِّجا
* * *=* * *
هو الرَحمَةُ المُهداةُ، للخلق، كلِّهم =ومَن زاغ،عنه، في الجَحيم تَحشرَجا
إمامُ بَنيْ الدنيا، يُنيرُ قلوبَهمْ= و للعفو، في يوم القيامةِ، يُرتَجَى
لِجنّ وإنسٍ، مُرسَلٌ، ومُشَفّعٌ= يُلبّي رجاءَ الخير، كالبدر، أبْلَجا
* * *=* * *
له الخُلُقُ الساميْ العظيمُ، فلوْ أتى= بصوتِ بليغٍ، وصفُهُ، لتهَدّجا
ومَن يَستَبحْ قتلَ البَراءة، باسْمِهِ = يَكُنْ مُجرماً، أو عابثاً، أو مُهَرّجا
فلوْ سارت الدنيا، على غيرِ هَديهِ=لأصبحَ، فيها، الظلمُ، للناس، مَنهَجا