الحاجة أم عيد في مسيرة العودة
تتوقف لاهثة الأنفاس ،
تنبس في صوت واهٍ :
" يا ولدي أوهنني العمر ،
جئت أقول لأحفادي الشبان ... "
تهوي جالسة مرغمة ،
يفلت من يدها العكاز ،
يرفعه أحد الصبيان ليدها .
ترجع للكلمات : " جئت أقول لأحفادي :
عودوا يا أحفادي للأرض !
كان لنا آلاف الدونمات ببئر السبع
طردونا منها بالنار ،
برصاص وقذائف مثل الأمطار .
كان لنا في وادينا سدرة
تعطينا ظلا وقت الظهر
ووقت العصر .
كان لنا أغنام ،
أكثر من ألف ،
كنا من أغنى الناس .
عودوا يا أحفادي للأرض !
خذوني معكم !
إن مت خذوني للأرض !
آه لو أدفن في تلك الأرض !
قالوا الأرض من العرض أعز .
صدقوا يا ولدي !
لا عرض بلا أرض ،
لا عيش بلا أرض ،
لا روح بلا أرض .
وليسمع كل الأحفاد :
دمكم مهر الأرض ،
يا أحلى عروس يا أرض !
يا أغلى عروس يا أرض ! " .
ينهضها أحد الشبان ،
يهمس في مسمعها :
" سمعا يا حاجة !
كل كلامك صح ،
لن نبخل أبدا بدمانا ،
فدمانا يا أمي للأرض " .
وسوم: العدد 771