أهداني أخي الفاضل شمس الدين درمش أبياتاً من أنفس عيون الشعر العربي، معنى ومبنى، موحدة الوزن والقافية، تنسب لعدد من الشعراء مع شيء من الاختلاف والتكرار، جمعتها ونسقتها ووحدتها، وأضفت وعدّلت، فكانت الحصيلة هذه الدرة المتألقة، والفضل فيها لبادئيها.
ولي صاحب أفضاله نفح روضةِ = وكفّاه هتّان الضُّحى حيث حلَّتِ
فتىً غير محجوب الغنى عن صديقه = ولا مُظهر الشكوى إذا النعل زلَّت
أخو همة لا تعتريها ملالة = ممات لحيٍّ أو حياةٌ لميِّت
وما ملَّنا يوماً ولو أنَّ أُمَّنا = تلاقي الذي لاقاه منّا لملَّت
تراهُ إذا ما جئتَه مُتهلِّلا = كأنّك بشراه بأكرم مُنْيَة
ينادينك أن أقبلْ فتأوي بِرَبْعِه = إلى غرفات أدفأت وأظلّت
ويكبر أن تقذى بلوم جفونه = فإنْ عزّه شيءُ من اللوم يَبْلَت
يروح ويغدو والصنائع همُّه = وحاديه فيها طبع نبل ونخوة
إذا هو أدّاها ينامُ على رضا = وإلا ففي سُهدٍ ولوم وحسرة
* * *=* * *
وإنَّ الكرام الغرّ زينة أهلهم = وهم عصبة جادت وسادت وقلَّت
وقِلَّتها خير الشهود بفضلها = وأفضالها عبء النفوس الكريمة
إغاثة ملهوف وتفريج كربة = ونصرة مظلوم وصون لحرمة
وفي الليل إذ يرخي الظلام سدوله = دموع وتسبيح وترتيل آية
عليها من التيجان تاج من الندى = وتاج من التقوى وتاج مروءة
* * *=* * *
سمعت فتىً منهم نبيلاًمسوَّداً = عوارفه في صحبه سحُّ ديمة
يقول لمن لاموه من حاسد له = وأرعنَ مسكونٍ بعجزٍ وإحْنة
دعوني وشأني لن أبالي بلومكم= فإن المعالي منيتي وسجيتي
وربي حبانيها فأسكنتها دمي= وقلبي وعقلي حيث كنت ومقلتي
أراها حساناً باهراتٍ وضيئةَ= وكنزي الذي يربو وأشرف حليتي
وما نلتها بالسعي مني فإنها = فضائل إسلامي وجود عروبتي
وأطرق محبوراً وفيه بشارة = تقول لعافيه بأجمل نغمة
هنيئاً مريئاً للضيوف خواننا = وللطير من بستاننا ما استحلت
* * *=* * *
وأشهد كان السيفَ أبيضَ مصلتاً= وهيهات منه كلُّ أبيضً مصلت
رأى حاجتي من حيث يخفى مكانها= فكانت قذى عينيه حتى تجلت
سأدعو له ما عشت حتى تضمَّنا= غداً في الجنان الخضر أجمل روضة
هي الخلد وهي السعد والفرحة التي= تحور هباء عندها كل فرحة