البيت الأول هو من قصيدة لأبي الطيب المتنبي، يهجو فيها كافور الاخشيدي، وقد اختلفت الروايات في نص عجز البيت فمنهم من ذكر "أم بأمر فيك تجديد" ومنهم من ذكر "أم لأمر فيك" وأنا أرى قولاً آخر "أم لأمر فيه تجديد" وهذا أبعد عن التكلف في إعراب كلمة "تجديد".
"عيدُ، بأيّة حالٍ عُدْتَ يا عِيدُ؟!=بما مضى؟ أم بأمرٍ فيهِ تجديدُ"؟!!
يا عيدُ، يا عيدُ، ها قد عُدْتَ مضطرباً=فقد حَللْتَ، وما في الرّوضِ تغريدُ!!
يا عيدُ، يا عيدُ، ماذا بَعدُ يا عيدُ=مِن الهوانَ، وفي الأقصى عوى الهُودُ؟!!
لقد حللْتَ، وما في القلبِ مُنْتَجَعٌ=لفَرحةٍ، فَفؤادي، اليومَ، معمودُ!!
فَقلْ لدَهْرِكَ: هل أبْقى لنا جَلَداً=على النَّوائِبِ: كي يحلو لنا العِيدُ؟!!
كيفَ السُّرورُ، ونارٌ حرّقتْ كبدي؟!!=كيفَ السُّرورُ، وفي الأجفانِ تَسْهيدُ؟!
كيفَ السُّرورُ، وهذا الرّوضُ محترق=بنارِ حقدِ العِدا، والأَمْنُ مفقودُ؟!!
* * *=* * *
فأينَ، أينَ طيورٌ كنتُ أشهدُها؟!!=وأينَ منها أهازيجٌ وتَغْريدُ؟!!
هذا أسيرٌ، وقَيْدُ البَغْيِ يُؤْلِمهُ!!=وذا شهيدٌ بدارِ الخُلْدِ غِرِّيدُ!!
وذا جريحٌ، رصاصُ الغَدْرِ مَزّقه!!=حتى غدا مُقْعَداً، والغُصْنُ أُمْلودُ!!
* * *=* * *
عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا فَتَغْمُرُنا=ببهجة النّصرِ، إذْ يُبْلي الصّناديدُ!!
عساكَ، يا عيدُ، تأتينا فتجمعنا=بَعدَ الشّتاتِ، وما للشّملِ تبديدُ!!
عساكَ، يا عيدُ تأتي بالأسير غداً=محرّراً، وعدوُّ اللهِ مَطرودُ!!
عساكَ، يا عيدُ، بالأحبابِ تَجمعُنا=في ظلّ رَوضَتنا، والأَمْنُ َممْدودُ!!
تشفي الجراح بإسلامٍ وعودتِهِ=فتصدحُ الطيرُ والأنغامُ تحميدُ!!
* * *=* * *
أنتم، بَنيَّ، ربيعُ العمرِ مُزدهراً!!=لكنّني بقضاءِ اللهِ محدودُ!!
نسرينُ قلبي، وإسلامُ النُّهى بصري!=وذا محمدُنا، في عمرنا عِيدُ!!
إنْ أنسَ لا أنْسَ أحفاداً لنا نُجباً!!=أحْيَوْا خَريفاً!! فهم للعُمرِ تَجديدُ!!
أنوارُ درّةُ عِقْدٍ ليسَ يُحْرَمها=إلا شقيٌّ عنِ الأنوارِ مَرْدودُ!!
أما عُميرٌ فأرجو أن يكون له=في العلمِ شَأنٌ، ومِنْهُ الجِدُّ معهودُ!!
أمّا أُنَيْسٌ فحدّثْ عَن نباهَتِه!!=فما يجاريكَ يا أَنـّوس مَجدودُ!!
نسرينُ أُمُّهِمُ، ما في الزّمان لها=مِثْلٌ!! وهل كالشّمسِ مشهودُ؟!!
* * *=* * *
أتيتَ يا عيدُ، والأحبابُ دونَهمُ=هذي الحدودُ، وجُندُ البغي والهودُ!!
هذا أسيرٌ، يذوقُ المرَّ وا أسفا!!=وذا طليق، ولكن دُونَه البيدُ!!
عساكَ، يا عِيدُ، تأتي والشتاتُ غدا=في كلّ بيتٍ، جميعاً، وازدهى العُودُ!!
أنّى حَللْتَ تجد همّاً يُزلزلنا!!=كلٌّ مُصَابٌ!! فهل مِن بَعدُ تَجديدُ؟!!
عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا، وقد كُشِفَتْ=هذي الكروبُ، وفي الأقصى لنا عِيدُ!!
ولن يفرّج عنّا كربَنا أبداً=إلاّ إلهٌ عظيمُ الشّأنِ معبودُ