يحمل العيدُ فرحةً خبَّأتْها = للحزانى رسالةُ الإسعادِ
أكلتْ بسمةَ الوجوهِ أيادٍ = آثماتٍ على امتدادِ البلادِ
مزَّقتْ ثوبَنا الجديدَ وألقتْ = بمغاني الأطفالِ في كلِّ وادِ
قد تلظَّتْ أحقادُهم فاستباحتْ = مهجَ الشعبِ أُلقيتْ للقتادِ
ربِّ فَرِّجْ كروبَنا فالمروءاتُ ...= ... لدينا مغلولةٌ والأيادي
واحيِ فينا بطولةً دفنتْها = بيدينا الأهواءُ تحتَ الرمادِ
أمتي لن تموتَ والعيدُ آتٍ = والتباشيرُ في الصباحِ الحادي
ليس يفنى الإسلامُ رغم الأعادي = والعُتُوِّ المشبوبِ رغمَ التمادي
ليس يثني الأباةَ كيدُ لئيمٍ = أو يردَّ انطلاقَهم باعتدادِ
غدًا العيدُ ... فابتهجْ يافؤادي = وترنَّـمْ بأعذبِ الإنشادِ
واشكر اللهَ إذ حباكَ بصومٍ= وثوابٍ في جنَّةِ الميعادِ
عشتَ شهرَ الهدى فنلتَ سُمُوًّا= في زمانٍ يعجُّ بالإفسادِ
ما أُحيلى الأيامَ تزهرُ فيه= بهجةُ العمرِ كالربيعِ البادي
غدا العيدُ والليالي بنوها= بينَ أثقالِ رائحٍ أو غادِ
فتحتْ بالنوازلِ السُّودِ بابًا= وثقيلِ المكابداتِ الشِّدادِ
وأكبَّتْ كأهلِها فوقَ شجوٍ= كدَّستْهُ مرارةُ الأنكادِ
أو أتاحتْ لآخرين حبورًا= من شذاها وعابقًا من ودادِ
باحتفاءِ الأهلين راقتْ وأدنتْ= من أمانٍ مطرَّزِ الأبرادِ
والتهاني ، هنا ، هناك : صوادٍ= لهناءٍ بينَ القلوبِ الصَّوادي
تلك ياعيدُ قصَّةُ الناسِ فيها= نسجتْها أذىً نيوبُ العوادي
كم أبادتْ من الوجوهِ وأفنتْ= من بياضٍ ــ بين الورى ــ وسوادِ
وأثارت نارَ المكارهِ تشوي= رفرفاتِ الأفراحِ في الأكبادِ
وتراءتْ وفي الثَّنايا خطوبٌ= عصفُها ذو فضاضةٍ وعنادِ
فكأنَّا أمواتُها بيديها= وعلينا ــ للثاكلاتِ ــ تنادي
غدا العيدُ ... والمذابحُ فينا= رائحاتٌ ــ في المسلمين ــ غوادِ
تتراءى الأجساد تنطقُ ، تشكو= ماعراها للمجرمِ الجلاَّدِ !!
في فلسطين داهمتْنا يهودٌ= وأذلَّتْ شموخَنا في العبادِ
وببغداد ــ ويحها ــ لم تغادرْ= غارةُ البغيِ أو مُدى الأحقادِ
وبدنيا أهلِ الحنيفِ أفاعٍ= ذاتُ ســمٍّ كالجمرِ في الأجسادِ
وبأرضِ الشآمِ عاثتْ ذئابٌ= عاوياتُ بالبطشِ والإفسادِ
والشبابُ الوثَّابُ وجهٌ أبيٌّ= لم يهادنْ ضراوةَ الأوغادِ
في ديارِ الإسلامِ ، في كلِّ صوبٍ= لاتهابوا ... فالَّلهُ بالمرصادِ
ويحَ قلبي والعيدُ حولي مسجَّى= بثيابِ الفخارِ والأمجادِ !!
وبكلِّ الدروبِ تلقى صريخًا= أو أسيرًا يئنُّ في الأصفادِ
أَلِقومي هذا التَّبارُ ، وقومي= أهلُ زهوِ القرآنِ والأعيادِ !!
مالهم أذعنوا لكلِّ حقيرٍ= وأناخوا واستسلموا للرقادِ !!
غدًا العيدُ فانتهضْ وتدرَّعْ= بالهدى ياشعبي وقم للجهادِ
تجد العيدَ فرحةً أكرمتْها= سُنَّةُ الخيرِ للنبيِّ الهادي
لن تدومَ الأحزانُ فالفتحُ آتٍ= رغمَ أنفِ الأعداءِ والحسَّادِ