لا سَلَامٌ عَلَيْكَ، إلى بيل كلينتون

الحساني حسن عبد الله

تَرَقْرَقَ دَمْعُكَ، يا لَيْتَ شِعْري أَحَقٌّ دُمُوعُكَ أمْ مَسْـرَحُ

أَتَـبْـكِـي؟ أَشُـكُّ؛ إذَنْ كَيْفَ هانَ عَلَـيْكَ دَمٌ آمِـنٌ يُسْـفَـحُ

إذا كُـنْـتَ تَـبْـكِـي لِـطِـفْـلٍ تَـيَـتَّـمَ فَابْـكِ على وَالِـدٍ يُـذْبَحُ

أَتَـقْـتُـلُـنَا كَيْ يَقُولَ قُضَاتُكَ إنَّكَ أحْسَـنْتَ، كَيْ يَصْفَحُوا

فذَلِـكَ أعْـجَبُ مِنْ كُلِّ أَعْـجَبَ، أَطْـفَحُ مِنْ كُلِّ ما يَطْـفَحُ

أَتَـيْـتَ الـقَـبِـيـحَ، ولـكـنَّ ذَلِـكَ مِـنْ كُـلِّ مـا جِـئْـتَـهُ أَقْـبَحُ

وحَـيَّـتْـكَ غَـزَّةُ عَـلَّ الطَّـريـقَ إلـى رَفْـعِ أَغْـلَالِـهـا يُفْتَحُ

وهَا هِيَ ذي تَحْتَ نِيرٍ ونَارٍ، وبَغْيٍ عَتَا، لمْ تَزَلْ تَرْزَحُ

لَـئِـنْ كـان ظُـلْـمُـكُــمُ فـادِحـاً، لَـتَـرْحِـيـبُـنـا بِـكُــمُ أَفْـدَحُ

أَلَا خَـابَ غِـرٌّ، أَلَا خَـابَ فَــدْمٌ، يُصَـدِّقُ أنَّـكُـمُ الأَصْـلَحُ

أَهَـذِي حَضَـارَتُكُمْ! يَا لَها! يَا لَـقَـشٍّ بأَجْوافِـكُـمْ يَـسْـبَـحُ

وأيُّ نِـظَـامٍ، وأيُّ جَــدِيـدٍ، ونَـحْـنُ بـفَـوْضـاكُـمُ نُــلْـفَـحُ

لَـدَيْـكُـمْ قُـرُونٌ، ولاكِ اعْـلَـمُـوا بأنَّ الحِجارةَ لا تُـنْـطَحُ

وأنَّ الـطَّـبــيـعـةَ ذَاتُ فُـنُـونٍ، وأنَّ التَّـنَـوُّعَ لا يُــكْـبَــحُ

إذا كَـانَ حَـرْقُ البِـلادِ، وخَـنْقُ العِـبادِ نِظَاماً فلَنْ تُفْلِحُوا

ولـلـمُـلْـكِ يا مَـلِـكًـا مَـالِـكٌ، إذا شَــاءَ فَـهْــوَ لَـنَـا أَرْوَحُ

أقُـولُ لَـكُـمْ: سـيَـئِـنُّ العِـراقُ، ولكـنَّكُـمْ بَـعْـدُ لَنْ تَنْجَحُوا

سـتَـبْـقَـى جِـراحـاتُـنـا يا عَدُوَّ الأَجِنَّةِ، يا سُمَّها، تَنْـضَحُ...

عَـدَاءً، ولَـكِـنَّـهُ- هَـكَـذا عَـلَّـمَـتْـنا  الـمُـرُوءَةُ- لا يَـجْـمَـحُ

وبُـورِكَ قَـوْمٌ أُهِـيـلَ الحِـمَـامُ عَـلَـيْهِمْ حَمِيمًا فما زُحْزِحُوا

وإنَّ الـعَــذابَ الـذي نَـابَـهُـمْ لَـمِـمَّا فُـضِـحْـتَ بِـهِ أَفْـضَـحُ

وإنَّ صَـبَـاحـاً جَـدِيـداً بـأَطْـلالِ بَـغْـدادَ يا فَـأْسَـهـا يُـلْـمَـحُ...

بَـعـيـداً، بَـعـيـداً، ولَـكِـنَّـهُ لا مَـحَـالةَ يـا لَــيْـلَـها مُـصْـبِــحُ

شَكَكْتُ، ولَكِنَّني الآنَ رَغْمَ الضَّبَابِ أَرَى، رُؤْيَتِي أَوْضَـحُ

ألَا، كُـلُّ مـا حَـوْلَـنا مَـذْبَـحٌ، ألَا، كُـلُّ مـا حَـوْلَـنا مَـسْـرَحُ

وسوم: العدد 779