هذا الجمالُ مسافرٌ عنْ ارضنا= ما زالَ ينتظرُ الخمارَ الاسودا
قدْ كانَ يفتكُ بالعيونِ تمتعاً= و الآنَ يفتكُ بالقلوبِ تعنّدا
تلكَ المليحةُ لمْ تعدْ تأتي لهُ= و الشيخُ أوصدَ بابهُ مترصّدا
كسدَ الخمارُ بسوقنا يا حلوتي= و الشاعرُ المفتونُ أصبحَ أرمدا
لا تسألوا أرضَ الحياةِ عنْ الهوى= جفَّ اليراعُ و صارَ صبراً أو صدى
حيطانها الشقراءُ ما عادتْ كما= كانتْ تغردُ فوقَ ساعات ِ المدى
قلْ للمليحةِ يا ربيعَ بلادنا= هاتي الخمارَ و بلّلي قطر َ الندى
فلعلهُ منْ صدفةٍ جاءتْ بهِ= و الناسكُ المرمودُ يرجعُ منشدا