وطن الزيتون...

عبد الرحمن سليم الضيخ

لقد آن للمظلوم يعلي القواضبا

وآن لفرعون يصير رواسبا

سأوقد ياهامان مثلك موقدي

على الطين لكن لن أوليه كاذبا

سأعلي عليه الأحمر القدس منبعا

لنور على مر البسيطة ماخبا

وأنشد يافرعون تبت سفالة

وتبت أياد نصبوها مرازبا

وتبت جموع قد أقالت ضميرها

وباعت حقوقا كي تساير من أبى

لعنت على مر الحياة وبعدها

وفاز بنجح من لمولاه راقبا

هو البحر ياهامان يبتلع القذى

وها...بان أن الحق سيف وما نبا

لئن كنت قد أوقدت للبغي موقدا

فإن دعاة الحق قادوا مواكبا

وإن أترعت أرض الحقيقة من دم

فهذا رعيل الحق قد آل غالبا

نقيق شماريخ علا في حياضنا

فجئنا إليها شاهرين القواضبا

وهذي جموع الثائرين يقودها

صلاح جديد لايهاب النوائبا

سيرتاح فاروق وتبسم حرة

ويعلو نداء قد يشق الغياهبا

تبيض يمامات على هام سروة

وينثال أمن فوق أرضي مساحبا

وتعلو قواف ملؤها الحب تعتلي

منابر عشق قد أقلت كواكبا

ويرجع للتاريخ وجه حقيقة

وقد عاش نصف القرن زورا وكاذبا

وتلفظ شام الله اوشال طغمة

ويلقى غريب عن شآمي عواقبا

فياشام مسك الأرض صبرا فقد أنى

لسيف براء أن يقد المناكبا

فقد وصلت اصوات كل زبطرة

ومعتصم لن يبقي في الأرض عاتبا

سيجثو على أقدامنا الف قيصر

وأفيال كسرى لن ترى الدهر راكبا

فإني ورب العرش أومن أننا

سنجري حنيفا فوق أرضي سحائبا

فطفل شآم الله يكسر قمقما

ونور دعاة الحق قد جاء ثاقبا

وياأم من أدى الأمانة زغردي

لقد صار في الفردس للحور خاطبا

وياوطن الزيتون سقياك من دمي

فقلبي لغير الشام مامال او صبا

وسوم: العدد 782