رأفت عبيد أبو سلمى ( أحد تلامذة الراحل الكريم )
إهداء :
" إلى شيخي وأستاذي ومُعَلِّمي الأستاذ / صلاح البنَّا
رَحِمَهُ اللهُ وغفرَ له وأسكنَهُ الفِردوس الأعلى من الجنَّة"
ما للقلوبِ حزينةً تتوجَّعُ= وكأنَّ روحَ الفرْحِ منها تُنْزَعُ
وبها أحاطَ الحُزنُ حين أجاءها= نَبَأٌ يُمَزِّقُ شَمْلَها ويُقَطِّعُ
وتقصُّهُ الدنيا فيملأ سَمْعَها= نَعْيٌ يُداهِمُ ، والبُكاءُ يُرِجِّعُ
لكنْ نفيقُ وقد تيقنَ ذو الأسى= أنَّ الفقيدَ عظيمُنا المتواضِعُ
أن الفقيدَ هو الذي مِن هِمّةٍ= عاشَ الحياةَ إلى السماء يُسارِعُ
هو شيْخُنا في العِلْم بلْ وإمَامُنا= حتى بكاهُ بكلِّ أرْضٍ مَوْضِعُ
مِحْرابُهُ لُغَةٌ يلقِّنُ دَرْسَها= للعاشقينَ هو الأريبُ المُبْدِعُ
نَبَأُ الوفاةِ أراهُ هَزَّ قلوبَنا= فإذا القلوبُ مِن البُكاءِ مدامِعُ
حتى أفاق مِن الأسى إيمانُنا= فإذا القلوبُ بحَمْدِهِ تسترجِعُ
يا سيِّدي كم حَنَّ قلبُكَ للعُلا= فإذا العوائقُ دونَ فجِّكَ تُمْنَعُ
فَرَّتْ أمَامَكَ مِن عُلوِّ عزيمةٍ= منقادةً لكَ عن هوىً تتخَشَّعُ
تخشاكَ إذ أنَّ المكارمَ هِمَّةٌ= أعلى ، وصدْرَكَ للمكارمِ أوسَعُ
ماءُ الوضوءِ على جبينِكَ مُقْمِرٌ= عندَ المماتِ ، وعِطْرُهُ يُتَضَوَّعُ
مِن قبْلِه رَحِماً تَبُلُّ بِلالَها= أرأيتَ أهْلَ الصِدْقِ كيفَ تُوَدِّعُ ؟!
هذي خُطاكَ لمَسْجدٍ أنوارُها= ليلاً تضيئ ، وفجْرُها كمْ يسطَعُ !!
والفَجْرُ كنْتَ لهُ أحَبَّ مُعانقٍ= تهْواهُ ، إذ تسعى إليهِ وتُسْرِعُ
صلَّيتَهُ وسَناهُ ضمَّخَ عِطْرُهُ= وجْهَ الحياةِ ، سناهُ ذاكَ الأروعُ
أسهرتَ ليلكَ في التلاوة قارئاً= لكتابِ رَبِّكَ ، في التلاوةِ تخشعُ
إني لأذكُرُ كمْ لنُصْحِكَ طالِبٌ= يسعى، ومن حُبٍّ لنصْحِكَ يخضعُ !!
نُصْحُ الأبُوَّةِ ما به مِن رِيبةٍ= حِصْنٌ لنا فيهِ الأمانُ الماتِعُ
تجري على خَدِّ المدارِسِ دَمْعةٌ= تبكي المُعَلِّمَ ، والأسى يُتجَرَّعُ
وبكى اليراعُ كأنّما لأنينهِ= بكتِ الصخورُ الجامداتُ وتُدْمِعُ
رَبَّاهُ كمْ بكَتِ المساجدُ وجهَهُ= وبكاؤها اليَقِظُ الذي لا يَهْجَعُ !!
إنَّا نكابِدُ حُزْنَها بوداعِهِ= ألَماً به حَبْلُ السعادةِ يُقْطَعُ
لكنَّ ذِكرَى الطّيِّبينَ جميلةٌ= جِيدُ الحياةِ بها نراهُ يُرَصَّعُ
يا ربِّ فارْحمْ مِن عِبادِكَ راحلاً= مِن فوقِ عَرْشِ قلوبِنا يترَبَّعُ
عِشنا نراهُ و في الحياة شِعَارُهُ= طولَ المَدَى حتى المَمَاتِ "وسارِعِوا"