لأنك رسول الله

لأنك في سويدا القلب حِبٌّ وأنك من إليه  الروح تُهدى

وأنك قد ملكت خِطامَ روحي  فكانت حيث أنتَ وكنتُ عبدا      

وأن لآلِك الأخيارِ عهداً كريما ما بقيتُ أصونُ عهدا

لأنك من صفاء الطُّهرِ طهرٌ  وأنك من خِيارٍ كنتَ فردا 

لأن النورشعَّ وكنت بُشرى فنالت من سَناك الشامُ مَجدا

وكانت في السماء الجِنُّ تسعى  وقد مُنِعَت ونارُ الشُّهبِ رصْدا 

لأنك في ظلام الكهف نورٌ  أضاء الحالكاتِ إذا تَبدَّى      

وبددتَ الظلامَ وصُغتَ فَجراً وصُغتَ اللاغروبَ فكان رُشدا 

وصُغتَ الحبَّ فالتزميلُ يحكي  فلن يُخزيكَ قالتها لِتهدا 

وفي شُمِّ الجبالِ تلوتَ وِرداً  وإقرأُ لم تكن للعُرْبِ وِردا 

فكلُّ الأنبياءِ وأنتَ ترعى لِترعى  أُمَّةً كادت لِترْدى  

وشِعبُك والصحيفةُ كنتَ جَلداً صبورا ليس مِثلُك من تَصدى

ورُمتَ نَجاتَهم لما تمادى  ببطحاءَ الشقاءُ فكان رِفْدا 

وراموا ما رأى النَّجْديُّ مَكراً يَهُدُّ الراسياتِ الشمَّ هدَّا 

وتسجدُ في رحابِ البيتِ تَشكو عُتاةَ الشِّركِ إجراماً وحِقدا

وعامُ الحُزنِ والملكان هَمَّا بطبقِ الأخشبينِ فكنتَ ضِدا

لعلَّ اللهَ يهديهم ويُنْشي منَ الأصلابِ عُبَّاداً وجُندا 

إلى الأقصى سريتَ ورُحتَ تَرقى  ومانالَ الرُّقيُّ سِواكَ عَبدا 

بُراقُكَ والأمينُ وجُزتَ سبعاً وعِنَد المُنتهى ما جُزتُ حَدا 

رَميتَ وما رميتَ على رؤوسٍ يَقودُ خِطامَها النجديُّ نجدا 

فناموا نَوْمَةَ المَغْشيِّ قَهراً  وذراتُ التُّرابِ غَدَوْنَ جُنْدا 

وفي الغارِ الوفاءُ وصاحِباه وثالثُ صاحِبَيهِ يَرُدُّ كَيدا 

فتبني العنكبوتُ نسيجَ  وَهنٍ          وأوهنُ ما بنت رِدْءاً وصَدا 

خرجتَ إلى الفضا تبني قِلاعاً تَمُدُّ جُسورَها للخيرِ مَدَّا  

وتُحيي أُمةً كانتْ مَوَاتاُ وتَزرعُ في نُفوسِ الخَلقِ وُدَّا  

وتَسرجُ للورى مِشكاةَ خَيرٍ  يَعُمُّ ضِياؤُها الأرجاءَ بُعدا 

زرعتَ الحُبَّ والأخلاقَ تَسمو تُكَمِلُها وتَرشُدُ من تَعدَّى 

  تُعانِقُك المَكارِمُ زاهياتٍ وقدْ نالتْ لِطولِ العَهدِ رُشْدا

فتَقْتَبِسُ المَعاني والمَعالي  وتَقْطِفُ من شذاكَ الحُبَّ شَهْدا  

لِحُبِكَ ليس إلا جئتُ أَسعى  ففاضَ الحُبُّ في قلبي وعدَّا

لِيملأَ كُلَّ شِرْياني ويَسري فأحيا ما سرى ويَزيدُ وَجْدا 

دُروسُ الحُبِّ أَتلوها لِترْضى وتَقبلُ عاشقاً فرِضاكَ سَعدا 

إذا ذُكِرَ الحبيبُ أهيمُ شَوقاً   وأتلو في هواه الوِرْدَ وِرْدا 

وأشربُ من معينٍ ليس يَفْنى وهذا دَيدنُ العُشاقِ قَصْدا 

أبا الزهراءِ لي نَسَبٌ وفَخْرٌ  ووعدٌ ما حييتُ أرومُ وعدا    

فيا خيرَ الورى قدْ جِئتُ أحبو على أعتابِكُم وأَجُدُّ جَدَّا

لعلِّي أن انالَ القُربَ يَوماً  فَيُغنيني وإن جاوزتُ حدَّا                                     

و يا نورَ الهُدى إني مُحِبٌّ ولولا الحُبُّ ما قدمتُ مُدَّا      

بَنيتُ مَقامَكُم في القلبِ قَصراً وروحي تَخدمُ القَصرَ المُفَدَّى 

فيا ربَ السما جُدْ بالعطايا لِخيرِ الخَلقِ تسليماً وحَمدا 

وأكرِمنا مَقاماً كوثرياً على حوضِ اللِّقا والكفُّ أنْدَا  

وسوم: العدد 783