أيها العربُ قد دعوناكم كثيراً..!!
د. حسن طاهر أبو الرُّب/ نابلس
قد دعوناكم كثيراً فاسمعوا هذا النداء!
قد رجوناكم كثيراً، منذ وقت بعيد
حين كان القيظُ يشتدّ شمالاً وجنوباً
يفرشُ الألوانَ ناراً وبكاء!!
انتظرناكم كثيراً
منذ خمسين عاماً أو يزيد
في سهول الأرض أو بين الجبال أو فوق الروابي
تمتطون السلاهب، وتقودون الكتائب
وتردّون لليلى ما أضاعتْ من حلي وجواهر
تدفعون الذئبَ عنها
بعدما استباح منها الدماء!
انتظرناكم لتخرجوا على مسمع الدنيا جهاراً
بالرماح والسيوف للفداء!
لتعيدوا الرونق الأصلي للقمح الحزين
ولعبسٍ مجدها المسلوب عبر السنين
ولسيف ابن شداد الفخار والكبرياء!!
انتظرناكم لتجمعوا شتات القبائل
وتعيدوا نخوة العرْب الأوائل
اعتقدنا أنكم من غير شكّ قادمون
تحملون كلّ آلام الثكالى والحزانى
اعتقدنا أنّ عنتر إنْ غاب سيأتي ألفُ عنتر
وسيأتي ألفُ خالدٍ أو قائد لا بدّ يثأر
قد حلمنا هكذا وسط الأتون !!
ومن الأحلام ما قد يكون
هاجساً يخيف أو لحظة من غباء!
لم يعدْ في وسعنا أن نصبرَ أكثر
بعدما بانت نواياكم فأضحت دون أي غطاء !
قد قرأنا ما كتبتم! وحفظنا لحْنكم عن ظهر قلبٍ
هل تريدون جواباً ؟
إننا لن نستطيع مدّ أيدينا إلى ذاك الفضاء ؟
أو نراهنَ على كلّ صوت في الهواء
فاتركونا وحدنا نحيا كما نحن نشاء
كلكم يحترفُ الرقص على كلّ الحبال !
ويجيدُ الطعن سراً في الخفاء
منذ أيلول الدماء، منذ بيروت الحصار
لم نشاهدْ غير خيل دون فرسان تثير الغبار !!
أو حديداً مُسْلَطاً صوب الشعوب
ما سمعنا منكمُ غير الرثاء
أو خرافات لشيخ يدعي العلم فيفتي كيف شاء!
هل غدا قتل الأعادي حرمة واعتداء!
نحن أصحاب الديار لم نزل نحمي حماها
كيف أصبحنا بفتواكمُ تلك أناساً غرباء؟
نحن لم يركعْ لنا طفلٌ سوى للخالق الجبار
نحن لم نعتد على موت الفراش تحت سقف أو جدار
أو على تقبيل أيدي الظالمين كلما حلّ مساء!
اسألوا الزيتون والليمون والأحجار
أو محطات الفضاء
كيف نلقى الموت ؟ متخمين جبناً ؟ أم لقاء الكرماء ؟
قد رسبتم ما نجحتم باختبار
تبتغون السَّلمَ أم ذُلّ الشعوب !
يا ملوك الملك ما هذي الخطوب؟
والسلامُ العبقريّ أين ولّى ؟
بعدما قلتم قد انتهى زمان الحروب
أمِنَ الإسلامِ أم من السلام أن يظلّ الذئب يرعى بالأسود؟
فاتركوا الميدان للأمطار أو لثورة طفلٍ باسلٍ يصنع مجداً لجموع الفقراء!
إننا لسنا بحاجة لعشرين زعيماً
لا يجيدون سوى التطبيل سخفاً أو هراء
اتركونا وحدنا فقد رضينا بالقضاء !!!