وقدحت ناصية البيان فشع لي = إبداعها قبسا على إبداعي
لما دعتني الحادثات بعاصف = وسقيت من أوجاعها أوجاعي
أوجست من كهف الغواية جلبة = ألقت على سمعي فحيح أفاعي
يا أيها الجرح الذي فتحوه قف = وتفحص الدنيا بغير قناع
لاتأمن الليل الذي أنيابه = ترعى الشياه وذئبها والراعي
واسرج خيولك إن دهتك نوازل = ودعاك من حلك النوازل داعي
وإذا رمتك الحادثات بنبلها = فاقدح زنادك من وميض يراعي
ماعبروا رؤياي فيك لأنهم = كذبوا وليس الكذب من أطباعي
فسألت يوسف هل صواعك لم يزل = للمكر مخفيا بسقط متاع
والعير هل ضلت طريق رجوعها = أم وزعت عبثا على الأصقاع ؟
هل باع إخوتك الصواع وغيروا = مسعاهمُ واستسلموا للساعي
فأجابني : أولاء ليسوا إخوتي = كلا وليسوا قطُّ من أتباعي
قد جف جرحي من مداد رواية = همست : أليس الزوع للزواع ؟
فإذا أجبت : بلى فلست بمقنعي = ياصاح ليس الحق بالإقناع
فاترك حوارك للسلاح ولا تخف = واملأ من اللهب الأبي صواعي
فلقد علمت بأن إدلب هيأت = للطامعين بها مُدى الأنطاع
فشرعت أدعو الله كي يرعى بها = أهلي فإن الله نعم الراعي
ولقد دعا يعقوب يوما ربه = حتى أجاب ، فأمّنوا للداعي