أبرأ منكم...

عبد الرحمن سليم الضيخ

هذه القصيدة أهديتها إلى  صبايا المقاومة الفلسطينية اللواتي استبدلن بثوب الزفاف أكفانا.......

أيّها الموتُ هل عشقْتَ الصبايا؟

فملأْتَ البيوتَ مرَّ الرزايا

كمْ تخيَّرْتَ من بياضِ ثغورٍ

وسفحْتَ الدّماءَ فوقَ المرايا

يازمانَ القصورِ هل من رجوعٍ

نحوَ ماضٍ تصحُّ فيه النوايا

ياجدارَ القبورِ يكفي امتداداً

لقبورٍ تغصُّ منها الزوايا

ملأالرحبَ من عيونِ صغارٍ

ماذرا البغيُ من نيوبِ المنايا

واستحالتْ مرابعُ الحبِّ ناراً

ورياضي تصيرُ مهدَ سوايا 

ياصغارَ النفوسِ قد هانَ صبحٌ

كانَ ستري في هجعتي وسُرايا

أطمعَ البغيَ أنني بتُّ وحدي

وتنازلْتُ عن حصونِ علايا

فتمادى وزلزلَ الأرضَ تحتي

فاحتوتني وصارَ مَلْكَ قرايا

هذه(غزةٌ)يُباحُ حماها

ضمَّها مثلنا كتابُ السَّبايا

وتهاوتْ بغدادُ كلْمَى براها

بسهامِ الغريبِ أهلُ الدنايا

وبلادُ الإسلامِ تعنو ذراها

لزنيمٍ تضجُّ منه البرايا؟؟

جفَّ نبعُ الحياةِ في قلبِ أرضي

واستقى البحرُ من مياهِ الروايا

وفراتُ الإله أضحى هباءً

وبكى النيلُ من دنيءِ الخفايا

وشآمُ الوليدِ في كلِّ حيٍّ

مأتمُ الحبِّ واحتراقُ الحنايا

أينَ أمضي وقد سفحتُ حيائي

وغدتْ نغمتي حريقَ بكايا

يافلسطينُ ها ... زمانُ صَغارٍ

فوقَ هامِ الكِبَارِ حُكْمُ البغايا

ياثرى القدسِ منْ يُقيلُ هلالاً

من يهودٍ قد مزَّقوهُ شظايا

غرَّهم أنَّ أهلَهُ في شتاتٍ

همُّهمْ لهْوُهُمْ وغثُّ القضايا

قد تمادوا في عهرهم واستباحوا

تحتَ سترِ الحنيفِ كلَّ الخطايا

ويبيعون في مزادٍ رخيصٍ

ماضياً حاملاً شريفَ المزايا

أأرى العرْبَ أمْ شتاتَ هباءٍ

لم يعدْ فيكُمُ قديمُ هوايا

وسوم: العدد 790